الفصل السادس و الاربعون

3.5K 117 2
                                    

الفصل السادس و الأربعون...

عاد عاصم الى منزله و وجد سارة تنتظره على أحر من الجمر للإطمئنان على هدى و مولودها.. و ما أن رأته حتى ركضت نحوه في تلهف..

سارة: عاصم.. اخيراً جيت.. طمني هدى عاملة ايه؟
عاصم(و هو يجلس بتعب): اديني فرصة بس اخد نفسي الأول.
سارة(جلست بجواره بلهفة): يا عاصم بطل رخامة بقى و قولي.. هدى عاملة ايه و النونو عامل ايه؟
عاصم(نظر لها و ابتسم بحب): هدى كويسة و النونو زي الفل.
سارة: بجد؟؟ طيب وريهوني بسرعة.. اوعي تكون ماصورتهوليش زي ما قولتلك هازعل منك بجد.
عاصم(و هو يخرج هاتفه من جيب بنطاله): لا يا ستي مانسيتش.. اتفضلي شوفي البيه.

أخذت منه الهاتف و إعتدلت و جلست بهدوء تتأمل ذلك الطفل الجميل و وجهه الهادئ البرئ.. لم تستطع كبح دموعها الفرحة الذي لاحظها عاصم فوضع ذراعه حول كتفيها و ربت على ساقها بالأخرى دون حديث..

سارة: شكله حلو اوي يا عاصم.. جميل اوي.

لم يتحدث أيضاً بل تركها تستمتع بصورة إبن شقيقها.. و لكنها باغتته بسؤالها...

سارة: كان حلو كدة يا عاصم.. كان شبهه كدة؟

علم عاصم انها كانت تقصد إبنهما ياسين الذي لم تراه قط.. فأجابها بحب..

عاصم(هز رأسه إيجاباً بأسى): ايوة يا قلبي.. كان حلو و جميل.

ثم إحتضنها و إستندت برأسها على كتفه و لم تترك الهاتف و لم تغير الصورة.. و ظلت تتأمله طويلاً...

==============================

أما هدى...
فقد قضت ليلتها بالمشفى حسب أوامر الطبيب و قد تحدد موعد خروجها و كان بصحبتها زوجها و والدتها فقط.. و لم يصحبهما عاصم حسب طلب هدى..
خرجوا معاً من المشفى و إنطلق آسر بسيارته حتى نطقت هدى قبل ان يبتعد كثيراً..

هدى: آسر انت رايح فين؟
آسر: على البيت يا قلبي.
هدى: لا اطلع على الفيلا عند عاصم.
هنية: ليه يا بتي و ده وجت زيارات ده.. دة انتي نفسة و محتاچة ترتاحي.
هدى: و هاروح ارتاح عند اخويا يا ماما.. واحد يعني في بيتها.. ولا بيته مش هايساعني يعني...
آسر(بلهجة صعيدية ركيكة): ناوية على إيه يا بت المنياوية.
هدى: هاشوف شغلي مع اختك اللي عاملالي فيها مقموصة دي.
آسر(مقبلاً يدها): حبيب قلبي العسل دة يا ناس.
هدى: قلبي انت... بس سوق بالراحة احسن انا تعبانة لسة.
آسر: عيوني انا.

و بالفعل إنطلقوا معاً نحو منزل عاصم حتى تزيل هدى سوء الفهم الذي حدث.
كانت سارة تتناول طعام الفطور بصحبة عاصم بالحديقة الخلفية..

عاصم: ها يا قلبي تاخدي إيه.. دة البت فاطمة عاملالنا شوية فطار انما إيه قمر زي حبيبي انا..
سارة: اي حاجة يا حبيبي.. ممكن جبنة.
عاصم(و هو يضع لها قطع الجبن في طبقها): احلى حتة جبنة لأحلى سارة في الدنيا.. و لانشون كمان.. و حتى اومليت و...
سارة(مقاطعة): إيه يا عاصم.. حيلك حيلك.. إيه يا حبيبي كل دة.. انا قولتلك حتة جبنة بس..
عاصم: و من عندي لانشوناية و اومليتاية.. ياللا انشالله ماحد حوش.
سارة(ضحكت بهدوء): ربنا يخليك للغلابة.
عاصم(بغرور مصطنع): ميرسي ميرسي.. ياللا نفطر بقى عشان نلحق نروح نشوف الواد زياد حبيب خاله دة.
سارة(بحرج): عاصم.. هو.. هو انت متأكد ان وجودي هناك دلوقتي مش هايضايق حد؟
عاصم(و هو يمضغ طعامه): يضايق مين بس يا روح قلبي.. هايضايق اخوكي ولا باباكي و مامتك.. ولا هدى اللي انتي عارفة هي بتعتبرك اكتر من أختها لو كان عندها اخت.. ولا امي انا اللي انتي متأكدة هي بتحبك قد ايه؟

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن