الفصل الاربعون

3.7K 124 6
                                    

الفصل الاربعون....

ليلة نفس اليوم المشئوم في مشفى سوهاج العام...

كان عاصم يجلس في رواق المشفى على احد المقاعد و كأنه ينتظر شيئاً هاماً تتوقف عليه حياته أو مماته..
لكنه كان يجلس و كأنه أصبح بلا روح.. ينظر إلى الفراغ بنظرات ميتة.. يجلس بلا حراك و كأنه أصبح هو و المقعد سواء..
لم يذهب من ذهنه ما حدث.. و كيف ينسى ما حدث...

Flash back...

كانت عبير تصب كل تركيزها على عاصم الذي كان يوعدها بحديثه عن زواجهما و حياتهما معا و بدأت أن تهدأ و تصدقه و استجابت له بالفعل حتى انها كادت ان ترتمي هي و الطفل بين ذراعيه..
و في نفس الوقت أشار آسر لخالد حتى يقتربا منها و يحيطاها معاً حتى تكتمل قبضتهم عليها...
و لكنها و للأسف لاحظت قربهما منها فتشنجت أعصابها مرة أخرى و ابتعدت سريعاً عن الجميع و وقفت على احد الارائك في أبعد نقطة يمكنها الوصول إليها و كادت أن تخفي الطفل بين ذراعيها و هي تخفيه عنهم أثناء صراخها فيهم جميعاً.. ما زاد من هلع و صراخ الطفل أيضاً..

عبير: لا ابعدو عني.. ماحدش هاياخده مني لا.. ولدي لا..
خالد: عبير هاتي الواد عاد.. بطلي اللي عاتعمليه ده..
عبير: لا يا خالد.. تعملش اكده فيا ياخوي.. ده واد اختك.. عاتديهم واد اختك؟!!

قالتها بصراخ فصرخ هو امامها..

خالد: مش ولدك.. مش ولدك يا عبير.. و فوجي بجى حرام عليكي.
عبير: لا ولدي.. ولدي و ماهاسيبهوش لحد.
عاصم: لا انتي الحديت معاكي ماهايچيبش همه.

ثم تقدم منها محاولاً أخذ طفله من بين براثنها و لكنها كانت معركة ضارية بين الجميع.. فقد كان عاصم يتمسك بالطفل و يحاول ان يأخذه من بين يديها.. و كان خالد يحاول ان يحيطها و يشل حركتها.
و لكنها كانت أقوى من كليهما و كأن هناك روحاً شريرة قد تلبستها.. ظل الجميع على تلك الحالة من العراك حتى فجأة صمت صوت الطفل بشكل غريب.. و لكن لم يلاحظه احدا  في خضم تلك المعركة العنيفة..
ثم بعد كثير من الهجوم من عاصم و خالد و مقاومة من عبير إستطاع عاصم اخيرا ان يأخذ منها ابنه.. و قيدها خالد و آسر بعيداً عنهما.
ضمه إلى صدره...

عاصم(و هو يحتضن الطفل): آه.. اخيراً يا حبيبي.. ما تخافش يا حبيب ابوك.. أني اهو خلاص.. ماتخافش..

و لكن عاصم لاحظ سكونه الغير مناسب لما حدث أو لحداثة سنه و ما مر به.. فإقترب عبد الرحمن منهما عندما أبعده عاصم عن حضنه...
تفقد عاصم و قال بقلق...

عاصم: ياسين.. ياسين رد عليا يا حبيبي.. رد على ابوك يابني.
عبد الرحمن(مد له يديه سريعاً حتى يأخذ منه الطفل): هاته يا عاصم.. هاته اشوفه يا ولدي.

وقف الجميع في صمت مريب في إنتظار عبد الرحمن حتى يطمئنهم على الطفل.. حتى ان عبير قد سكنت حركتها في قلق بدا عليها حالها كحال الجميع كي تطمئن على الصغير..

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن