الفصل الثامن و الثلاثون

3.5K 111 6
                                    

الفصل الثامن و الثلاثون....

وصل الجميع لذلك المشفى الكبير الذي يقع في عاصمة المحافظة و الذي كان يعمل به الطبيب المتابع لحالة سارة..
كانت ساعة مؤلمة على الجميع تلك التي قضوها في الطريق إلى المشفى.. فقد كان عاصم يقود السيارة و بجواره سارة التي تأن من الألم تارة و تكتمه تارة و تارة يخرج صوتها دون إرادة منها.
و بالخلف يجلس الحاج عبده و زوجته التي تربت على كتف سارة و تمسح حبات العرق التي تنزل على جبينها و هي تدعو الله من قلبها ان يسلمها هي و جنينها...

وصلوا اخيراً الى المشفى و نزل عاصم ركضاً و ذهب الى باب سارة فتحه و حملها بين يديه..

سارة(بخوف): بالراحة يا عاصم.. بالراحة.. آه مش قادرة.
عاصم: ماتخافيش يا روحي... بالراحة اهو.

و حملها بهدوء و حرص شديدين ثم دخل الى المستشفى فوجد أحد الممرضين في انتظاره...

الممرض: استاذ عاصم و مدام سارة؟!!
عاصم: ايوة أحنا.
الممرض: الدكتور حاتم كلمنا و قال ان انكم جايين و قالي اوديكم اوضة و هو خلاص على وصول.. اتفضلو.

و أشار الى كرسي مدولب حتى يضع سارة عليه و لكن....

عاصم: إيه دة؟؟
الممرض: كرسي عشان المدام.
عاصم(ركل الكرسي بغضب): شيل الزفت دة من قدامي.
الممرض(بخوف من المارد الذي ظهر أمامه): يا بيه عشان الهانم ترتاح.. هي مش هاتقدر تمشي.
عاصم: مالكش دعوة انا هاشيلها.
سارة(قاطعتهما بألم): ااااه.. مش قادرة يا عاصم.
عاصم(بحب و حنان): حاضر يا روحي حاضر.. (للممرض بغضب) فين الاوضة؟
الممرض: اتفضلو معايا.
عاصم: و شوف لي الدكتور فين دة كله؟
الممرض: حاضر.

أوصلهم الممرض إلى الغرفة و تركهم حتى يتصل بالطبيب كما أمره عاصم الذي وضعها على الفراش برفق و دثرها جيدا بمساعدة والدته حتى قالت سارة بألم...

سارة(ترجته ببكاء): ماما.. هاتلي ماما يا عاصم.. عايزة ماما.
عاصم: حاضر يا قلبي.. حاضر هاكلمهم حالا.
هنية: يا ولدي تكلمهم إيه بس.. تجلجوهم ليه بس في وش الفجر..
سارة(بصراخ): عايزة ماما..
عبد الرحمن: كلمهم يا عاصم... ريحها يا ولدي.. كمان اهلها حجهم يكونو معاها في وجت زي ده.. كلمهم يا ولدي.
عاصم: حاضر.. حاضر..

خرج عاصم كي يتصل بآسر حتى يخبره ان سارة على وشك الوضع...

آسر(بنوم): الو.. مين معايا؟!
عاصم(بجدية): ايوة يا آسر انا عاصم.
آسر: عاصم مين؟
هدى(و التي قد استيقظت على صوت آسر): فيه إيه يا آسر مين اللي بيتصل بيك دلوقتي؟؟!
آسر: انا عارف.. اهي بلاوي على الصبح..
عاصم(بغضب من برود شقيق زوجته): تصدق ان انت اللي بلوة و وحياتك انت بس انا اشوفك لافرمك..
آسر: يعني انت مين انت يعني دلوقت؟
عاصم(بغيظ): يعني انت تعرف كام عاصم يعني (صرخ بغضب) انا عاصم جوز اختك يا حيوان.
آسر(و ما زال ناعساً): آه آه.. عاصم جوز اختي.. آه افتكرتك.. و عايز إيه يابني الساعة دي.. دة أحنا خلاص بقينا الفجر.
عاصم: قوم يا بارد فوق كدة و كلمني.. سارة بتولد.

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن