صَلبّه لمُدَه طَويّله

417 25 8
                                    






ماذا عن عمر الزهور الموجود بداخلي؟
ماذا عن قلبي الصغير المجروح؟ ماذا عن عقلي المحدود المليء بالأفكار القاتلة، ماذا حل فيني؟ وماذا أصاب قلبي؟ وما الذي يحدث في عقلي؟ فزهوري ذبلت، وقلبي كسر وعقلي تشتت، إنني ضعيفه أمام هذا الوجع وهزيله أمام هذا الحزن، إنني صغيره على هذا الطريق، هنالك أمل ويأس كبير، هنالك فرح وحزن كثيف، هنالك دواء وجرح عميق.. إنني عاجزه عن إنقاذي، أشعر أنني غريق بداخلي، أرى طريقا مظلم وأنا الذي يخشى الظلام،
لطالما كان خوفي أكبر من اصراري، وضعفي أكبر من مقاومتي، لقد شعرت أن قلبي سيتوقف، وعقلي سينفجر، عيناي خاوية، دموعي فائضة، داخلي يحترق وأنا في أشد البرود
تناقض مؤلم يحدث بأعماقي، أراني الشر وأنا الخير نفسه، أراني الحزن وأنا أساس الفرح، أراني الجرح وأنا الدواء، إنني منقسم، أشعر أحيانًا أنني أشد الناس سوء وبؤس، وأحيانا أخر أشعر أن نقاوتي تُعادل نقاوة الغيم، في داخلي رقة وقسوة، حلم وخيبة، عزيمة وإحباط
في داخلي العديد من الأشخاص، أحدهم يعاني من صمتي وكتماني، والآخر من حزني وذكرياتي، أحدهم يشعر بقوة كافية للمضي، والآخر ضعيف لا مقدرة له على الاستيقاظ، هنالك العديد بداخلي كيف لقلبي أن يتحمل هذا؟ معاناة مستمرة وأنا الضحية ..
      
"لقد جننتي.."هسهس بغضب من بين أسنانه وجسده قد تضاعف حجمه من شدة الغضب وعروقه قد برزت
بينما كنت أنا أمامه أصغر منه حجماً وجسدي جميعه يرتجف
ولكنه ليس خوفاً بل حزن عارم قد أصاب قلبي
ولم أستطع النظر لعينيه وأنا أحاول إستحضار كل السيناريوهات
التي قمت بها بعقلي معه ولم تكن هذه إحداها..
"ها.."كان سينطق بإسمي لأصفعه مجدداً ولكن من تأذى هي يدي فقط!
بينما خرج سيهون وبيكهيون يحدقان بغير فهم
حدق بي بصمت وأنا أشد بيداي بغضب ثم نظرت إليه وجميع نظرات الخيبه كانت مجتمعه بعيناي
"قاتل لعين خائن سافل وبلا قلب.."قلت من بين أسناني
وسرت مبتعده عندما إقترب مني بيكهيون وسيهون
"هارو.."سمعت صوت سيهون يناديني لأتجاهله مسرعتاً للخارج
بينما أكبت دموعي وأزم شفتاي التي ترتجف معلنه عن إقتراب إنهياري الحتمي
أريد الإختباء.. فأسوء كوابيسي قد تحققت

خرجت في الفناء وقد كانت الأجواء رعديه بمطر خفيف
لتسقط عيناي على ذلك القاعد وعيناه تتبعني حتى وقفت أمامه
"خبئني"قلت وأنا مازلت أتماسك ليقف لاي بأعين متسعه
"ماذا!"قال لأنظر إليه
"أريد الإنعزال بأي مكان.."قلت بأعين متوسله ليبتلع ثم أومأ
"إتبعني.."قال وهو يسير أمامي بينما كنت خلفه منزلتاً لرأسي
وذهب لأحد الحراس وتحدث معه قليلاً ثم أشار لي لأن أتبعه
لننعزل في مكان عملنا في قسم الحديد ..

"مالذي يجري!"قال لتفيض عيناي
هذه المره الأولى لم آبه بأي شيء ولم أقلق من نظرة أحدهم نحوي
ولم أكفكف دموعي ..
لقد كنت صلبه لمده طويله ولم أملك الوقت الكافي للإنهيار
ولكني أريد حقي من الهشاشه الآن!
"أنا.. أكره نفسي.."قلت بصعوبه ليقترب وبدا القلق بادياً عليه
"هل فعل بكِ بيكهيون شيءً مجدداً!"قال لأهز رأسي
"لقد..قابلت ..أخي.."قال لتتوسع عيناه
"هنا!! هل وجدته أم أنه أتى مع المساجين الجدد!"قال بصدمه
لأجثو بإرهاق ولم أكف عن البكاء بشكل طفولي
"لم أعرف ما أقوله له.. كل هذه السنين في تخيل هذا الموقف
لقد فشلت في نقل غضبي نحوه ولم أستطع سؤاله أية سؤال
ماقمت به هو الشتائم فقط ومن ثم هربت ..بعدما قررت تركه وأخيراً ..هو ظهر فجأه! لقد عزمت على إكمال حياتي وترك كل شيء خلفي ولكنني الآن.. عدت للبدايه.." قلت ببكاء وأسى ليجلس بجانبي وأخذ يربت على ظهري
"هذا مؤسف ..لم أواسي أي شخص من قبل ولكن هل تريدين مني ضربه؟!"قال لأحدق به عاقدتاً حاجباي
"إن كنت أريد ذلك فسأفعلها بنفسي"قلت بغضب ليعم الصمت بعدها وأنا إستمررت بالبكاء لبعض الوقت ..

الزنزانه رقم 204| Cell NO.204 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن