الإِخّوه بَاركْ

393 31 4
                                    





لحظة إدراك.. أن كل الطرق التي اضطررت لتركها بعدما استنزفت بها وأوهمت نفسك أن التجربة وحدها مكسب، وكل المعارك الخاسرة التي حاولت جاهداً أن تثني على قساوتهم لأنهم أنضجوك، وكل مرة تمسكت بشدة واتكأت بكامل ضعفك على أحدهم فأرخى يده عنك.. وكل المرات التي شعرت فيها أن وجودك غير مرئي وسط جموع من تُطلق عليهم أصدقاؤك، وكل الليالي التي دهستك وحدك حينما كنت تواسي الجميع ويظنوا أنك مادة خام للأمل والتفاؤل، وكل الأشياء التي أوهمت نفسك أنها لم تعد تؤلمك وأنها كانت سببًا في نضجك، قد جعلت منك شخصا فقد شغفه، ولا يريد المحاولة ولو يرى بعينه نجاح نتيجتها، يخاف من البشر ولا يأمنهم ولو أطلع على قلوبهم وتأكد من محبتهم
لحظة إدراك أن كل ما ظننت أنه سيمحى بفعل الأيام قد تراكم وحوّلك دون علم منك لكتلة خوف بها حطام إنسان
كان يظن أن هذا نضج الأيام والتجارب القاسية..

"أنا هو الزائر، وقد جلبتك اليوم لنوقع عقد زواجنا وسنقضي لحظتنا الأولى بعدها"قال يونغ لترتفع حاجباي بتعجب
"زواجنا؟ ولحظتنا الأولى!"قلت بصدمه ليبتسم
"سأجعلك أسعد إنسانه وسأعوضك عن كل مافقدتيه.."قال في إبتسامه حانيه ليحتضن بعدها وجهي وأردف "هانا عزيزتي ..لما لاتنظرين إلي بعد كل مافعلته من أجلكِ؟ أنا حقاً أحبك ولم أؤذيك قط
أن أخبئ بعض الحقائق عنك هذا لا يعني أنني سأوذيك!
لقد بذلت جهدي لكِ دائماً ولكنني فشلت في إخراجك لهذا جئت أنا إليك.. ولن أفوت هذه اللحظه لنتزوج"قال بأعين متلهفه
وكنت قد فقدت قدرتي على الرد..
رفعت يدي لأصفعه لينظر لي بصدمه ثم أتت الصفعه الثانيه لكنه أمسك يدي "ماخطبك واللعنه! أعلم أن لا شيء هنا مثالي ولكنني تمكنت على الأقل من جلب خاتم لكِ"قال بإستياء وأخرج بعدها الخاتم
"أنت مجنون.. أنهي لعبتك التافهه وأخرجني من هنا"قلت بنفاذ صبر ليتنهد
"لقد أخبرت الحارس أن يعطيني ساعتين وهي كفيله بإنجاب طفل
هل تعتقدي أنني سأتركك! لاتكوني عنيده هانا"قال
لأضرب يده وسقطت الخاتم منه لينظر لها بأسف
"أيها المعتوه، أنا لن أتزوجك حتى لو عنى ذلك موتي"صرخت به وأنا أدفعه ليحدق بي بأسى ثم إقترب بملامح حزينه
ليلكمني من معدتي وسقطت بتألم
"هل لأنني أحبك أصبحت مهووس لعين ومجنون! هل الحب بنظرك خطيئه؟ لقد تصالحتي بالفعل مع أولائك المجانين لما إذاً تمارسين قسوتكِ عليّ فقط؟!"قال وهو ينظر إلي بشفقه
"هم لم يخدعوني..كانوا منذ البدايه سيئين معي وتعايشي معهم لايعني أنني أحببتهم! بل أريد فقط البقاء على قيد الحياه"قلت بتألم
لينظر قليلاً ثم أمسك بيدي وأوقفني ثم سحبني خلفه بعدما إلتقط الخاتم وأنا أنظر للمكان الذي لطالما كرهته
المستودع هنا عندما حاول ذلك الحارس بالتحرش بي ولاحقاً كاد أن يقتلني لاي فيه، مكان مليئ بالذكرايات السيئه ..

الزنزانه رقم 204| Cell NO.204 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن