إِنْتِقَام

297 25 3
                                    




يقف أمامي بتلك الملامح الغاضبه ويشد على فكي بقوه حتى شعرت أنه سيخلع من بين يداه..لا شيء هنا يجري بشكل منطقي!
"لاتجعليني أكرر ماقلتها حتى لا أكسر قدمكِ الأخرى"قال بهدوء مخيف ثم أنزل يده لأجثو على الأرض فلم تستطع قدماي حملي أكثر وأنا مازلت أنظر إليه بصدمه
"لما تفعل هذا بي؟"هذا فقط ماطرأ ببالي لقوله بينما كنت أكتم دموعي فلا قوة لي بحالي هذه لمواجهته..
نزل لمستواي وهو ينظر إلي نظرات غريبه "لأنني أحبك ..أليس ذلك كافياً!"قال لأعقد حاجبي "هل حُبك هذا يتضمن أذيتي و سلبي لحريتي!"قلت ليتنهد "أنا أحميك..فأخيك الآن كما أعلم هو عاد لعصابته للإنتقام، أين ستذهبين! إلى لاي؟ هو أيضاً لديه مايفعله
لما ترفضين ما أقدمه لك!"قال لأغلق عيناي بغضب
"أنت مختل"قلت من بين أسناني ثم نظرت إليه "لاتجعلني أرى وجهك مجدداً لأنني بمجرد أن أتعافى سأخرج من هنا"قلت لأحاول الوقوف بينما هو وقف
"سترينني كثيراً"قال وهو يمسك يدي وساعدني على الوقوف لأدفعه "لا تلمسني!"صرخت بوجهه لينزل يده ومازال ينظر إلي
"سأتجاوز عن هذا لأنكِ متعبه، فلتعودي لغرفتكِ الآن"قال لأنفث بضيق وعدت مجدداً ليغلق الباب خلفي بالمفتاح
لم أستطع كبت دموعي أكثر لتفيض حزناً وشفقتاً على نفسي وجسدي الضعيف ..

بعد مده عاد وبيده الطعام وبعض الأكياس ليضعه على السرير أمامي بينما كنت مستلقيه لأدفعه إليه "لا أريد"قلت
"هل ترغبين بالموت قبل أخيك!"قال لأنظر إليه بحقد "ليس من شأنك"قلت ليبتسم وحمل الكيس ليفرغه بالكامل على السرير
"هذه أغراض لك..لقد جلبت بعض فُرش الأسنان والمشط والشامبو ..وهنا بعض الأغراض أيضاً ..ااه صحيح لم أنسى أحمر الشفاه فعندما رأيته تخيلتكِ وأنتي تضعينه.."قال بإبتسامه وكنت أحدق بصدمه "وبالنظر للكيس الذي أعتقد أنكِ لم تفتحيه لأنه مازال بمكانه لقد جلبت لك بعض الملابس"قال ليجلب الكيس الذي على الأرض وأفرغه أيضاً على السرير
"هل تريدين أن أساعدك!"أردف "اللعنه عليك أيها المهووس البائس..لاتفكر بهذا حتى!"صرخت بغضب ليقهقه عالياً
"عرضي قائم، لاتترددي"قال وهو ينسحب للخارج وأقفل خلفه الباب لأنظر للأشياء بحسره
"اللعنه عليك بيكهيون"همست بيأس لأبدأ بتفقد الملابس لأنني أرغب بتبديل ملابسي لأنها متسخه
ولكن ..لما جميعها قصيره!
إنها تشابه الملابس التي جلبها جينو، هل جميع الرجال يملكون هذا النوع من الأذواق؟
من بينها هناك قميص للنوم ولكنه يبدو مثيراً وليس لفتاه هاربه من السجن مثلي! فهو من الساتان وقصير بلون الأسود لأزفر بإنزعاج
سأبقى تحت الغطاء ولن أدعه يراني..
قمت بإلقاء جميع الملابس على الأرض وأخذت الأشياء التي جلبها
لأتوجه للحمام بين خطوات قصيره وقفزات بقدمي السليمه
وكان هناك حوض إستحمام لأملأه بالماء وبدأت بخلع ملابسي بصعوبه وتألم حتى إنتهيت ثم أزلت القماش الذي بقدمي والتي تغطي الخدوش بوجهي ولم أستطع إزالة القماش الذي بيدي لأتركها وتجنبت وضعها بالماء لأستحم ثم إسترخيت بعدها
صوت طرقات باب الغرفه جعلتني أنشز، لما جاء الآن؟!
تجاهلته ليطرق مرتين وثلاث لأعقد حاجبي بإنزعاج وقررت الخروج .. بصعوبه إستطعت الخروج من حوض الماء لأخذ المنشفه التي جلبها لي ووضعتها على جسدي، أنا حتى لم أنشف شعري أو جسدي لأقترب ببطئ من باب الحمام
لأسمعه يناديني عالياً وشعرت بالقلق كثيراً
فتحت الباب ليتفاجأ كلانا، فقد كان موشكاً على طرق الباب
"ماخطبك بحق الجحيم!"قلت بتعجب وأنا أتشبث بمنشفتي
لتنتقل عيناه على كامل جسدي
ثم نظر إلي "لما لم تجيبي عندما ناديتك؟"قال
"لأنه كما ترا! ولما تفسد خصوصيتي هنا؟"قلت بغضب
ليزفر بضيق "لقد سمعت بعض الضوضاء هنا ثم عم السكون لذا تبادر بذهني أنكِ قمتي بفعل شيء أحمق"قال لأغلق عيناي بإنزعاج
"لاتفكر بأنني سأقتل نفسي وأنا برفقتك! على الأقل سيكون موتي مشرفاً..والآن فلتخرج من الغرفه"قلت لينظر ليدي المصابه
"هل تؤلمك!"قال
"بيكهيون واللعنه ماذا تريد!"صرخت بوجهه ليبتسم وأمسك بيدي التي تؤلمني لأصرخ بألم "أعتقد أن السجن أفسدك، فلقد أصبحتي تتحدثين مثل السجناء هناك.. هل علي تذكيرك دائماً بمن أكون!"قال لتنزل دموعي بألم وهو مازال يضغط عليها
"أتركني.."قلت ليلتصق بي "إنني بالكاد أسيطر على أعصابي مؤخراً لذا لا تصرخي بوجهي مجدداً"قال من بين أسنانه
بينما مازلت أتألم تركها لأجثو على الأرض وأنا أمسك بها وأبكي
ومنشفتي قد إرتخت ليُكشف ظهري كاملاً
توجه للحمام ثم عاد وكان يحمل بيده قميصي الذي إخترته
وجثى أمامي "سأساعدك"قال بهدوء
"فلتبتعد عني"قلت ببكاء فما زلت أشعر بألم يدي القاتل
"أنا لا أطلب منكِ هذا"قال ليمسك القميص وألبسني إياه
وقد إستسلمت له بأسى .. "هيا سنقف"قال لأقف معه ليتضح طول القميص الذي يغطي فقط نصف فخذي
"إن الغرفه بارده لذا سأنزلك للأسفل"قال لأوقفه
"لا أريد"قلت بدون أن أنظر إليه "وستتناولين طعامك حتى تأخذين أدويتك"قال لأنظر إليه بأعين حاقده
"لا أريد"قلت من بين أسناني ودموعي التي عادت مجدداً
نزل لمستوى نظري ثم أبعد شعري عن عيناي وترتسم عليه إبتسامه
قشعرت جسدي
"لقد طال شعركِ"قال لأشيح بوجهي سريعاً
نظر إلي قليلاً ثم حملني وأنزلني للأسفل وأنا أشعر بالإنطفاء كل يوم..
وضعني على الأرض أمام الموقد ليجلس بجانبي وعيناه فقط مسلطه نحوي "أريد غطاء"قلت لأن ما أرتديه لايغطي شيء
ليحدق هو بتفقد "لما! إن المكان دافئ"قال لأزفر بضيق
"ولكنني أشعر بالبرد لذا أريد غطاء"قلت ليتحرك وأتى خلفي وجعلني بين قدماه وإحتضنني من الخلف لأتيبس
"ب..بيكهيون ..من فضلك"قلت بتلعثم
"هكذا لن تشعري بالبرد"قال ليقشعر جسدي عندما لامست أنفاسه عنقي
"بيكهيون ..أنت لم تكن هكذا سابقاً مالذي تغير!"قلت بيأس
"لم تعرفيني جيداً إذاً، أنا أسوء من هذا..في الحقيقه لا أعلم مالخطأ في ما أفعله! إن ذنبي الوحيد هو أنكِ لم تبادليني الشعور"قال لأتنهد
"ألا يصيبك ذلك بالأسى! أن تعاملني كدميتك وليس كإنسان له كيانه وجوارحه يبادلك الود طوعاً؟ سيجلب هذا الأسى لكلينا فقط
نحن هنا منذ يومان فقط ولكنني أشعر وكأنني كهلت بها وذبلت"قلت ليصمت قليلاً
"عندما أحببتك، كنت أعي تمامًا ما أنا مقبلٌ عليه، أعرف أن الحب يجلب المآسي رغم حلاوته ولكن أحببتك بحجم مسؤولية هذا الحب كُلّه، وكنت أتمنى وأصلي لإمتداد هذا الوداد من دون إنتهاء ولكن غرقت سفينة كلانا، وتوادع بحري عن بحرك ..والموجع أنني لازلت أرى فيكِ أملاً..حتى لو أردت تركك فلا أستطيع ذلك
أشعر بالخوف من العوده كالسابق لحياتي الباهته.."قال ولم أجد
جواباً مناسباً لقوله لألتزم الصمت وكل ما أشعر به هو الحزن والبؤس ..

الزنزانه رقم 204| Cell NO.204 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن