الغريب بيننا ..
أني فهمتك رغم أني بالكاد أفهم حزني ونفسي ، فهمتك من أول النظراتِ دونَ أن ألقي عليك سؤالاً واحدًا أو أتجول بين أحاديثك متجسسةً على أساليب كلامك ، فهمتُ أنك غامض بما يكفي لأتعب ، و أني ألتمس منك وضوحًا بما يكفي لأدري أنك أبسط و أرقُ من أن تشرح ، أن وراء غموضكِ الكبير نورُ شمسِ تحرقنا جميعاً
أن جليدك من الخارج لا يذوبُ رغمَ النارِ الموقدة فيكَ من الداخل ، فهمتُ أنكَ تغار ، و تحزن كثيراً ، و أنكَ موزون بكلماتك كما خطواتك .. كما كنت أحب تماماً ، وأن وراء صمتك الذي يقتل .. سبب ما ، و وراء هذا الرجل .. ظل حزين لايختفي ، وخلف جسده القوي وغرابة أفعاله .. ملاك قد دنسته الحياه ، وأن لك خصوصيةً زائدةً وأن لا أحد يستطيع تفسيرك ، و أفهمُ كثيراً بأنك لا تحتاج إلا صدقاً ورغم أن قيود عقلي في أحيان كثيرة يُدمي قلبي إلا أنه أفسح الطريق لك ، لتعلق بذاكرتي .كنت أقف خارج الغرفه بصمت لأنني عندما إستيقظت لم أجده فذهبت أبحث في المنزل لأجده هنا وهو يتمتم في الداخل مع المدعو مارك على ما أظن ولكنني تفاجأت بمدى أجوبته المأساويه
والتي تنافي شخصيته اللعوبه والمخادعه كأن يتمنى الموت وأن لايريد أن يكون يائساً
وماهو الشيء الذي يريد نسيانه مجدداً! هل عادت ذاكرته كما أخبرني مسبقاً؟
شهقت عندما إنتبهت أنه متكأ على الباب بجانبي
"ماذا تفعلين؟"قال بهدوء لأ شعر بالإرتباك
"ظننتك في الخارج لذا تجولت في المنزل"قلت ليقترب مني بأعين مظلمه "ماذا سمعتي من حديثنا؟"قال لأبتلع بخوف
"ل..لم أسمع شيء"قلت بتلعثم ليضيق عينيه
"أعتقد أنه علي دفنكِ هنا"قال لتتوسع عيناي بصدمه
"أنا.."قلت ليقاطعني وضرب كتفي بخفه
"كنت أمزح"قال في إبتسامه ليتخطاني بينما أحدق بصدمه في مكاني
"هيا لنتناول وجبة الفطور.. أعلم أنه لايوجد سوى الفطائر والوجبات الخفيفه وأنتي سئمتي منها.."كان يتحدث وهو يسير لأتبعه
"هل عادت ذاكرتك؟"سألت ليتوقف بمكانه قليلاً
"نعم ، مانسيته في صِغري قد أخبرني به مارك..على كل لم تكن طفوله لطيفه"قال لأصمت وإبتسم هو بعد تذكره لشيء
"هل تعلمين أنني قد إكتشفت تواً هوية صديقي الخيالي من الطفوله! مارك.. هو يكون أخي الكبير بالحقيقه وبعد موته خرج هذا الشخص بهيأته ..لقد أحببته كثيراً وكرهت خسارته لدرجة أنني تناسيت موته وخلقته من جديد كوهم يتبعني"قال لأنظر بأسى
لابد وأنه عانى كثيراً بالنظر لشخصيته القاسيه ، لهذا يجب على الوالدان أن لاينجبوا أطفالاً إن لم يكن لديهم الثقه في تربيتهم..
ولكنه الآن بعد تذكره لطفولته فهو يبدو ..منكسر وضعيف ..
"هل هذه نظرات حزن؟"قال لأهز رأسي سريعاً
"أنت تحلم"قلت بإنزعاج ليقهقه عالياً وأكمل سيره
"هذا جيد ، لا أحب الشفقه"قال ليتيبس بمكانه مجدداً ثم نظر نحوي
"ااه صحيح ..لقد نسيت إخباركِ"قال لأنظر له بإهتمام ثم أردف
"ذلك الذي دفنته..لم يكن لاي"قال لتتوسع عيناي بصدمه
ورفع كتفاه بإستسلام
"أنتي تعلمين أنني شخص مخادع لم أظن أنكِ ستصدقين كذبه كهذه! ولكن هذا ذنبكِ لأنكِ خرجتي بوقت خاطئ"قال وكأن مافعله هو مجرد مزحه بسيطه
إقتربت منه لأصفعه ورفعت يدي للأخرى لكنه أمسكها
"لقد سمحت لكِ بواحده فقط"قال لتنزل دموعي
"أيها المجنون ..هل هذه مجرد مزحه! لقد حطمتني وبكيت كثيراً بسببك.. أيها الشيطان اللعين"صرخت بغضب
ليترك يدي "لقد جرحتني أيضاً بكلامك ، وقد تألمت كثيراً
وتردد كلامك داخلي كثيراً مهما حاولت نسيانه
كنت تلقين كلاماً كالسم متجاهله ما أشعر به من حُب نحوكِ
هل تدركين كيف هو شعور أن يسمع الشخص هذا مِن مَن يُحب؟
ولكنني لست مثلك أبكي بمجرد أن أحزن.. لقد نسيت كيف أبكي
فقط أتحمل وأصمت ، و عاراً علي إن بكيت من أجل إمرأه!
وأيضاً لاي ليس من الأشخاص الذين يموتون بسهوله
لو كنت أستطيع فعل ذلك لقتلته منذ زمن! لذا فلترتاحي"قال بأسى
أنت تقرأ
الزنزانه رقم 204| Cell NO.204
Fanficساعدني في دخول السجن لأنتقم منه .. قد بدت فكره ذكيه في البدايه لكنها أدركت حُمق فعلتها من اللحظه الأولى التي وقعت عينيها عليه وأُجبرت على الدخول لعرينه تلك الزنزانه المشؤمه ،الزنزانه رقم 204 .