عَاهِرهَ لِلسُّجُنَاء

514 32 7
                                    






وإنك تبلغ سوءً لا يسبقك إليه أحد حين تتحيّن جرحا ملمومًا تفككه بنصحٍ لاذع، أو صدرًا ملتهبًا تذرّ فيه ملح التأنيب، أو خاطِرًا مصابًا تركل موضع الوجع فيه بتعليقٍ حاد، وحين تستغرق في وصف روعة اليابسة لغريق، أو حكمة التصرف لعاجز..
إن لم تتلطف في الشدّة، أو تتعطف في كرب فما حاجتك لإنسانك؟
قُلِ الحقيقةَ كاملةً، لكنْ قُلْها مُتدرجةً وابلُغها عَبرَ مَتاهاتِ الكذبِ
فالحقُّ الأبلجُ شديدُ الوطأةِ حينَ يُباغتُ بهجتنا الهشة
كالبرقِ، نُبسّطُ معناهُ برِفقٍ للأطفال وكذا الحقائق، إما أنْ تَسطعَ برويّة أو تُصبح البشرية أجمعها عمياء .

"أنت لا تعرف عني أي شيء فكيف بك تتحدث هكذا معي وتنصحني وكأنك شيخٌ كبير أو قارئ كفوفٍ يعلم ما يخبئه القدر!"قلت بإستياء يخالطه الغضب لتتوسع عيناها
"لا لم أقصد أن يكون الأمر هكذا! أنا حقاً أردت المساعده فقط"قالت سريعاً
"مساعده! على مؤخرتي.. الجميع يريد مساعدتي ولكنكم فقط تظهرون مدى خبثكم أيها البشر، هل تحاول الإنتقام مني؟
أنت سعيد لرؤيتي مقيد وبهذه الحاله الميؤس منها
أنت فقط تسخر مني.."صرخت بها بغضب وكانت صامته تحدق بتعجب
لأزفر وأغلقت عيناي بغضب أنتظرها تخرج ولكنني أدعو أن لا تفعل ..
"وهل تعتقد بأني بهذه السذاجه! حسناً أنا سيئ بإلقاء الخطابات والنصح أو التظاهر بكوني قارئ أقدار، ولكنني لست من الأشخاص الذين قد ينتقمون بهذا الشكل أو يقللون من ألام الآخرين!"قالت بغضب لأفتح عيناي وأنظر لها
"إن كنت أريد التعافي والمضي قدماً بحياتي لكنت تحدثت مع الطبيب وأنهيت ذلك منذ زمن ولكنني أرفض هذا، لا خطابك
ولا هذه الجرعات المهدئه ولا حتى ذلك الكرسي الكهربائي اللعين
قد يساعدني مادمت متمسك بنفسي القديمه لذا دعوني وشأني واللعنه"قلت بغضب وقد إمتلأت عيناها بالدموع وتنظر بشفقه ..
وهذا سبب أساسي لرفضي بأن يعلم أي شخص عن مرضي

الزنزانه رقم 204| Cell NO.204 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن