مَا بِأيّدِينَا خُلِقْنَا تُعَسَاء

317 26 4
                                    



هادئ بشكل مخيف..
هذا الهدوء الخارجي أعلم أن خلفه ضوضاء في الداخل
تجعله يفكر ويخطط لمئة شيء في آنٍ واحد..
أتبعه بعيناي في كل مكان يذهب إليه، هو حتى لم يُخرج غضبه على ماحدث البارحه!
كنت أرتجف فقط من فكرة أنه قتل لاي حقاً ولكنه لايبدو ذلك الشخص السعيد الذي قد تخلص وأخيراً من منافسه.. ولكنه من الواضح أنه يخبئ شيء..
عاد للداخل وصعد للأعلى سريعاً بدون أن يجلب الحطب من الخارج بينما هو خرج لجلبها! ولأن الباب مغلق كنت أنظر من النوافذ ولكن المكان كان هادئ جداً ولايوجد أي شيء ..

الساعه الواحده فتحت الباب ببطئ لأنظر للأسفل ولكنه لم يكن موجود ونظرت لغرفته لم يكن هناك أيضاً لذا نزلت للأسفل
وتوجهت للمطبخ وأنا أحمحم إن كان هنا في مكانٍ ما
لأتوقف وأشرب الماء وعيناي تدور في المكان باحثتاً عنه ولكن من الواضح أنه لم يكن بالمنزل!
خرجت لأقف أمام الباب الخارجي المغلق ..
هل غادر؟ هل حقاً سيقتل لاي!
"أنا السبب بهذا"همست بأسى ثم وضعت يدي على المقبض بيأس وأنا ألتف ليُفتح الباب وتيبست بمكاني ثم نظرت نحوه
الباب مفتوح! إذاً هو بالمنزل؟ هل هو بالقبو؟ ولكن بابه مغلق
فتحت الباب على مصراعيه وكان المطر يهطل بغزاره
إن المدفئه قد أصبحت رماداً وهناك الكثير من الحطب هنا
إذاً هو لم يخرج من أجل هذا.. هل حدث شيءٌ ما!
أم هاجمه حيوان؟ زفرت بضيق وأنا أنفض الخوف من رأسي
وخطوت خطوتين للأمام
أي ماحدث له، فالآن هي فرصتي للهروب.. فقط يجب أن أجلب أداه للدفاع معي وأيضاً أرتدي من ملابسه بدل هذا القميص
أدرت ظهري للدخول ولكنني توقفت عندما سمعت صوتاً من جانب المنزل ليقشعر جسدي..هل هو بيكهيون؟ هل أهرب فقط
حتى وأنا لا أرتدي أي حذاء؟
حتى مع صوت المطر فما زال هناك صوت حفر واضح ليتبادر لاي بذهني سريعاً
سرت ببطئ متجاهلتاً تبلل ملابسي وبرودة التربه وأنا أدعو بأنني لن أرى شيء مخيف لأصل أخيراً
رأيته هناك.. لقد رأيته يدفع شخصاً في حفره ثم إلتقط المجرفه
وهو ينظر إليه ثم تمتم بشيء لم أسمعه جيداً لأخطو خطوتين للأمام
وأنا أنظر بصدمه نحو القبر ليلتفت نحوي فجأه بأعين متسعه
وكأنني قاطعت خلوته وقد بلل المطر ملابسه وشعره
"لقد قتلته.. لقد قتلت لاي!"قلت بصدمه ولكنه لم يقل شيء ولكنه أفلت المجرفه من يده وأدار جسده نحوي
"لما أنتي هنا؟"قال لأتراجع قليلاً "ل..لقد قتلته! أنت قتلته!"قلت والرعب يدب داخلي وجسدي يرتجف وبدأت دموعي تنهمر وتخالط هذه الأمطار
بدأ بالإقتراب كلما تراجعت وأنا أهز رأسي بإنكار
"لقد توسلت إليك.. لقد جثوت أمام قدماك ..أيها المختل أنا لن أقع بحبك أبداً..لقد قتلته أيها اللعين"صرخت عالياً وكان ينظر إلي بأسى
"فلتهدأي ولنعود للداخل"قال لأعطيه ظهري وبدأت بالسير على الطريق نحو الغابه وأنا ألتقط أنفاسي بصعوبه وأمسح دموعي كلما نزلت "هانا إرجعي!"صرخ بيكهيون بغضب لكنني إستمررت بالسير بدون حذاء ولم آبه بألم قدمي
"ماتفعلينه لن يعيده إلى الحياه"صرخ بها وهو خلفي لأتوقف
وأخذ اليأس مني نصيباً لأجثو على الأرض باكيتاً بحرقه وأشتمه
ليمسك بي ونفضت يده "لن أعود..فلتقتلني الآن وتدفنني بجانبه
أنا لن أعود معك أبداً"قلت بحقد ليحملني فجأه على كتفه
لأصرخ وأنا أضربه وأحاول الإفلات منه ليعود بي للداخل ورماني على الأرض وعاد لإغلاق الباب بالمفتاح
ثم وقف أمامي "إن كنتي ستُدفنين بجانب أحدهم فذلك الشخص هو أنا..كما أنكِ السبب في موته فلقد أتى معي من أجلك..كم أنتي مشؤمه فجميع من حولكِ يموتون"قال ولم أستطع قول حرف واحد من شدة صدمتي وفقط أنظر إليه بأعين دامعه
ليمسكني من ذراعي المصابه وأجبرني على الوقوف لأمسك بشعره
بسرعه وأنزلت رأسه للأسفل ورفعت ركبتي لأسدد ضربه بوجهه
صرخ متألماً لنسقط كلانا متفرقين عن بعضنا
كنت أمسك بيدي المصابه وأنظر إليه بكره وهويضع يداه على أنفه وهو يتألم ويشتم
ليس وكأنني لست خائفه ولكنني لم أعد أهتم وأريده أن يقتلني ..
أبعد يده وهو ينظر إليها ليرى الدماء عليها من أنفه الذي ينزف
ثم نظر إلي بتعجب ليستقيم بعدها وهو يمسح الدماء من أنفه
"لن أقتلك..بل سأفعل الأسواء"قال لأبتلع
هل هذا لم يكن كافياً لقتلي! هل علي فعل المزيد؟
أمسك بشعري ليسحبني خلفه وكنت أقف وأسقط وأنا أبكي
ولكنه لم يصعد بي للأعلى بل لغرفة الجلوس وبالضبط نحو المدفئه
لتتوسع عيناي بصدمه، هل سيحرقني؟
دفعني ليخلع حزامه ثم إقترب مني وأمسك يكلتا يداي وقيدهما خلفي في القضبان الحديديه المثبته بجانب المدفئه وتجاهل تألمي من يدي
"أنت مختل لعين..ومثير للشفقه.. لم تجعل فتاه مثلي حتى بأن تبادلك الشعور لهذا تتصرف كالمهووسين..ستبقى وحيداً للأبد"قلت لأهمس في الأخير في إبتسامه وأنا أنظر لعيناه الذابله
ليحتضن وجهي "لا بأس في كل ذلك..! أنا أتلذذ بالوحدة وأرتشف أغنياتي.. وأكتب كثيراً كلاما لا يفهمه سواي، ثم أنام...
تيبس جسدي من الوحدة فلم أعد أشعر بذلك"قال
وقد كانت عيناه تبدو مختلفه وكأنها تتحدث بأشياء كثيره وبلغه معاكسه لبذائة لسانه، نظرات لا أراها سوى نادراً
وقف ليخلع حذائه المليئ بالطين ثم قميصه ليقترب مني وأنا أهز رأسي "إن لمستني سأقتلك..بيكهيون لاتجرأ على لمسي!"قلت بحده ولكنه تجاهل كلامي وأمسك بأقدامي التي كانت تحارب ليثبتها
ثم أمسك بقميصي ليرفعه ولم أتوسله أن يتوقف بل شتمته ووصفته بأسوء الأوصاف ..
من قاتل إلى مغتصب ومهووس ومختل ..ولكن العجيب أنه لم يغضب بل هو هادئ جداً!
وكأنه يقوم بمهمه تم إكالها إليه..
بلا مشاعر..
رفع القميص ليخرجه من رأسي وأخيراً ولم أكن أرتدي سوى ملابسي الداخليه السفليه بدون حمالات الصدر لتسقط صلابتي بأسى
وأنظر إليه بأعين دامعه "أرجوك...لاتفعل..قم بضربي إن كنت غاضباً"كنت أحاول المفاوضه على جسدي لأنني يئست من طلب الرحمه منه
إقترب ليطبع علاماته على عنقي وصدري ويداه تتجول على جسدي بحريه وبين دموع حارقه وتوسلات هو لم يكف بل تطاول إلى التفريق بين قدماي وخلع القطعه الأخيره بينما كنت أنزل رأسي بيأس "لم تعد تهتم إن كرهتك؟"قلت لأشعر بإرتجافه على جسدي
"لم تحبيني أصلاً"قال ليرفع نفسه حتى يخلع بنطاله
"لقد أحببتك في البدايه..أعجبت بقوتك وهيبتك ..أعجبت بإبتسامتك وعيناك..ووضعت نفسي بين يداك، ولكنك بددت هذا الحب وزرعت الخوف داخلي فلم يبقى هناك شيء سوى الأحقاد والكره
حتى ومع تصالحي معك..كنت تؤذيني بأفعال صغيره، كالكذب والخداع لم تكن يوماً صادقاً مع نفسك ، ليمتلئ هذا الفراغ بالخيبه منك فقط فما عدت أراك سوى شخص ظالم"قلت ليتوقف قليلاً ثم خرجت منه إبتسامه صغيره منكسره
"هل رأيتي؟ أنتي لاترين بي سوى أسوء الأشياء بينما تناسيتي الأشياء الجيده..لهذا أنا أفعل ماتظنينه بي.."قال ليقترب مني وطبع قبله على شفتاي ثم إبتعد قليلاً وهو يفتح عيناه "مغتصب ومختل ومهووس، أليس هذا يليق بي أكثر!؟"همس ليعود لتقبيلي عنوه مجدداً وخلع بنطاله ليلتصق جسدينا الباردين ببعضه والذي أصبح مشتعلاً بعدها لتنزل دموعي مجدداً
تلك اللحظه الأولى التي لطالما تخيلتها مع الشخص الذي سأحبه
أن تكون هذه الذكرى سعيده أتذكرها معه، ولكن بيكهيون أفقدني هذه اللحظه ليحولها لكابوس وأنا أبكي بتألم بين يداه
لم يكن هناك سبب واحد لبكائي بل هو ألقاني في جحيم مؤلم فلم أعد أعلم ما أواجهه في هذه اللحظه.. موت لاي ودفنه أو حبسه لي
أو إنتهاكه لجسدي والعديد العديد من الأسباب لأن أبكي عليها دهراً
ولم يأبه بما أشعر به ..
لقد فقدت الجزء الرحيم الصغير الذي بداخله، وما أمامي سوى
غريب ينهش من جسدي بنهم ليشبع شهوته ..

الزنزانه رقم 204| Cell NO.204 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن