دوسوا على النجمة
قراءة ممتعة 💙
بواطن وخفايا الأمور، عندما ينقشع عنها الحاجز، وتنبجس الحقيقة إلى النور، ينكشف معها الكوارث المتوارية، وكل شيء منقوص ومبتور، ظلت نظرات "كرم" لبعض اللحظات مثبتة على وجه الآخر، وكأنما تشوشت مداركه من إيحاء كلماته، الذي يدل على وجود سبب خفي وراء موت "كمال الصباحي"، خلاف ما علمه من "عاصم"، وعلى ما يبدو أن الأخير ليس على علم به كذلك، رفع أحد حاجبيه، وهو ينظر إليه بتلك النظرة المتفرسة، وهو يسأله في توجس شديد:
-هو في سبب تاني ورا موته؟
اعتدل "صلاح" في جلسته، ليصبح جسده مقابلا للآخر في وضع مريح له وهو يسترسل له بلهجة جادة:
-كمال الصباحي كان كده كده هيموت، بسبب الدوا اللي كان بيتحطله في أكله، لإن الكبد والكلى كان اتهروا، وأعضاء في جسمه اتضررت بشكل كبير، بس الباشا كان عايز يخلص منه في أسرع وقت، عشان ميلحقش يعرف عاصم مكان الورق اللي معاه، مكانش حد يعرف ساعتها إنه مسلم رقبة الباشا لعاصم من زمان.
بدون تفكير توصل لمضمون الأخير من كلماته، وهي تلك الملفلت التي بحوزة "عاصم"، فقد أخبره الآخر حيالها من قبل، حرك وجهه بهزة مستفهمة وهو يسأله في ترقب:
-ايوه وعمل ايه يعني؟
حك مقدمة أنفه، وهو يشير للنادل كي يحضر له كأسا أخرى، ثم قال له:
-أنا هقولك.
أمسك بكأس الخمر الذي وضعه النادل أمامه، ثم رفعه نحو فمه، وارتشفه دفعة واحدة، وبعدما أنزله عن فمه، بدأ في سرد تفاصيل ما حدث إبان وجود "كمال" في المشفى، وما ترتب عليه وفاته، التي ظهرت للجميع أنها تأثرا بمرضه، ففي ذلك الحين قد أتى إليه "توفيق"، في زيارة سرية عمل على ألا ينتبه أحد من الممرضين إليها، كان بصحبته "صلاح"، الذي كان يؤمن له الطريق، ويتأكد من خلو الردهة التي تفضي في نهايتها بغرفة "كمال"، دلفها بهدوء غير مصدرا أي صوت، حتى توقف أمام السرير الممدد عليه الأول، كأنما شعر "كمال" بوجوده، فتح عينيه ونظر نحوه، وحينما أبصره ردد في صوت أجوف لا يخلو من التفاجؤ:
-توفيق!
انفرجت شفتا "توفيق" ببسمة متشفية وهو يقول له في شماتة ظاهرة:
-إيه يا كمال، بتموت؟
حدجه "كمال" بنظر مشتاطة، سريعا ما تحولت إلى ناقمة مما جال في ذهنه، ونطق به في نبرة هجومية:
-انت ورا اللي حصلي، انت اللي خلتهم يحطولي الدوا في أكلي.
توسعت ابتسامة الآخر، مظهرة خبث جم، اعتلى كلماته وهو يردف:
-بيعجبني فيك دماغك، بتوصلك لكل حاجة بتحصل حواليك من غير أي مجهود، بس المرادي جت متأخرة شوية.
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
Randomيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...