الفصل الحادي والأربعون

2.3K 132 58
                                    

متنسوش التصويت 🌸

قراءة ممتعة 🤍

منذ اللحظة التي علمت بها بفداحة ذنبها، وقد عكفت على تغيير نهج حياتها، بالابتعاد عن طريق الآثام، بما يتضمن كل ما هو محرم، ويقود إلى اقتراف الذنوب. استمرت في بحثها المهتم في أصول دينها، بمشاهدة التسجيلات الصوتية للدعاة، ورجال الدين، ورغم اضطرابها في بادئ الأمر، وعدم علمها من أين تبدأ بالتحديد، إلا انها همت بعزيمة شديد على تنفيذ ما يدعون إليه، ويرشدون إلى فعله، آملةً أن تنول رضا المولى، وغفرانه على ما مضى من سيئاتها.

كانت "زينة" مرافقة لها في كل خطوة تتخذها، تحفزها وتقوي من عزمها، كما كانت تجيبها على كافة تساؤلاتها، وعندما تعجز عن توضيح بعض الأمور تلجأ إلى أهل العلم، إلى أن تهادت لارتداء الحجاب، حتى وإن كان في البداية مقتصرًا على تغطية شعرها، فطريق الهداية لشخص كان كل ما يأبه به هو ما ينوله من متاع الدنيا، ونعيمها، إرضاءً لهوى نفسه، وميلها، من الطبيعي أن يكون صعبًا، ومتعسرًا في البداية، وحتى يكون مسلكه نابعًا من القلب، يجب أن يُسلك عن قناعة وحب، وليس عن إجبارٍ، أو ترهيب، حتى لا يثقل كاهله، ويجد مشقه في اتباعه.

لذلك لم تظهر لها "زينة" الجانب الغير مقتنع بكونه غطاء رأس أكثر من حجاب شرعي، ورأت أنه من الجيد أن تبدأ في ذلك التغيير، الذي يعد جذريًا بالنسبة لطبيعة ثيابها الأوروبية العارية، فدرجات الهداية كالسلم بالضبط، ومجاهدة النفس في صعوده، أفضل بكثير من الوقوف عند أول درجة، مهزوزًا نحو الإقدام على أول خطوة. ولهذا السبب كان يلوح فوق وجهها السعادة من اتخاذها لتلك الخطوة الفارقة، وتنفيذها بتلك السرعة دون تردد، أو ارتداع.

وقفت "داليا" تتفقد هيئتها الجديدة في المرآة، بذلك الحجاب الملفوف حول وجهها، الذي أعطى لها جمالًا فريدًا، ومتفردًا. وبعدما ظلت لبضعة دقائق تتابع كل زاوية من وجهها، بهذا الشكل الجديد، والمُبهر، على عكس ما ظنته تمامًا، وتخيلته في رأسها قبل ارتدائه، هتفت تسأل الأخرى عن رأيها، بصوت متحمس، وعينين براقتين تحدق في وجهها الذي يظهر انعكاسه في خلفية المرآة:

-إيه رأيك؟

تبسم وجهها، وأثنت بحبور على جمالها الذي ازداد بصورة أخاذة:

-ما شاء الله، زي القمر فيه.

التفت لها وعلى وجهها بسمة مسرورة، ورددت بنفس الحماس:

-أنا فرحانة أوي بالتغيير ده، وإني بقيت حد تاني مكنتش اتوقع في يوم إني اكونه..

اعتلى محياها تعبيرات محبة، وممتنة وهي تضيف:

-وفرحانة اكتر بوجودكم معايا، انتي وعز وطنط امل، لو أهلي كانوا عايشين مكانوش عملوا معايا زي مانتوا مابتعملوا.

مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن