متنسوش التصويت 🌸
قراءة ممتعة ♥️
لمتى عليه أن يتحمل كل تلك البلايا التي لا تنفك تحل على رأسه؟ وكيف يمكنه النجاة من طوفان المصائب المتوالية؟ الذي يجرفه دون هوادة للغرق في دوامته، ليضحى صريعًا للإحباط، وفقدان الأمل في حياته، ولكن أي حياة تلك؟ فهو لم يعد يرى بها أي بصيص نور، يجعله راغبًا في العيش بها، فلقد انطفأ به روح الحياة، وفقد قدرته على مقاومة الأحزان، حتى تحطم قلبه من كثرة الأشجان، وبات يجزم أن ما بداخله ما هي إلا كومة من المشاعر المهشمة.
وجهه مشتد بصورة شديدة، وبجانبه أخوه يحاول قدر المستطاع أن يهدئ من هياجه، ويثبط من انفعاله، فمنذ أقل زوجته -التي كانت رافضة وجوده بشدة في محيطها- إلى بيتها، واطمأن على أحوالها، عاد كلاهما إلى الفيلا، ومن وقتها لم يجد "عاصم" ما يفرغ به غضبه، غير الصياح الذي استمر لما يقرب من الثلاث ساعات، منذ عودته لم يكف عن الشكوى لأخيه، بصوت تمزق من علوه، والمؤسف أنه كان هديرًا ممزوجًا بالقهر.
فما يمر به يقوده لا محالة إلى فقدان كل من أعصابه وراحته، وأكثر ما يتعرض له قسوةً بين كل ذلك، هو ظلم "داليا" المستمر، وإجحافها بإنساب اتهامات باطلة إليه، لا يد له بها نهائيًا من أي ناحية لا من قريب أو بعيد. جلس على المقعد المجاور ل"عز الدين" بعدما قد ذرع الغرفة جيئةً وذهابًا، معتصرًا رأسه بيديه من كثرة الغليل الذي يدوي بها، وهتف بانفعال ساخط:
-أنا عايز افهم البني آدمة دي ليه مش عايزه تسيبني في حالي؟
بأسلوب هادئ، وتحليل منطقي، رد عليه أخوه مرددًا:
-اللي زي دي اتعودت إنها تاخدت كل حاجة عايزاها، فطبيعي تبقى مهبولة بالشكل ده إنك رفضتها ودوست عليها واختارت مراتك.
بنفس الصوت المهتاج، عقب "عاصم" مستهجنًا:
-وداليا مالها بكل العك ده؟
أجابه من وجهة نظره ممَ هو مترائٍ له:
-عشان فضلتها عليها، كيد نسا بقى تعمل إيه؟
ازدادت أنفاسه تهدجًا، وقال بصوت تشبع بالعدائية:
-أروح اقتلها انا دلوقتي يعني عشان اخلص من كيدها وشيطانها اللي دخل حياتنا دمرهلنا.
اعتدل "عز الدين" في جلسته المرتخية، وانحنى بجسده للأمام قليلًا، حتى يقلص المسافة بينهما، وعلق على عبارته الخالية من العقلانية:
-لا تقتل إيه يا عم اعقل كده..
قبل أن يتكلم بلا تفكير مسبق فيما يقول، سارع "عز الدين" مضيفًا بهدوء يحاول من خلاله امتصاص غضبه:
-اللي زي دي التجاهل يفرسها، اتجاهلها وولا كأنك عرفت باللي عملته، هي كده هتشيط صدقني، لإنها هتبقى مستنية تكلمها، وتشوف نتايج عملتها.
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
Randomيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...