الفصل الثامن والأربعون

2.3K 118 80
                                    

متنسوش التصويت لو سمحتم 🌸

قراءة ممتعة ♥️

فعل متهور كقتل ذلك الوغد المسمى بـ"كرم" كان سيكلفه الكثير، كسجنه بتهمة القتل، عداء أكبر مع "توفيق" كونه خطيب ابنته، وترك زوجته وأولاده لمصير غير معلوم، لذلك في اللحظة الأخيرة، عاد إلى رشده، ووضع في الحسبان نتاج فعله، وبينما يضغط على الزناد، أمال يده قبل أن ترتكز الرصاصة بين منتصف صدره، ولكن في نفس الآن ما يزال الغل كائنًا داخله، وظاهرًا في قسمات وجهه المشدود، وعينيه اللتين يتطاير منهما النيران.

لم يخمد ثورته تعنيفه الجسدي له، ولم يكتفِ بما ألحقه به، ورؤيته له ملقيًا أرضًا دون حراك، بل أراد أن يذيقه صنوفًا متنوعة من العذاب، جراء تعديه كل الحدود معه بمحاولة اعتدائه على زوجته، ونواياه الدنسة حيالها، ولكن ما أنقذه من بين براثن الوحش الذي استخرجه من داخله، هو انتباهه لجسد زوجته الساكن على الأريكة، فقد فقدت وعيها من هول الموقف، ناهيك عن إرهاقها البدني الذي لم يلحظه منذ ولج.

لم يقف ليفكر فيمَ أصابها، وركض نحوها متفقدًا إياها، وعندما تأكد من إغمائها، وعجز كذلك عن إفاقتها، حملها وهرع للخارج، وضعها بداخل السيارة، وقبل أن يذهب بها إلى مشفىٍ قريب، أعطى أوامر لرجاله، أن يزجوا بذلك الوغد خارجًا، ويبقى اثنان منهم رفقة طفليه للاعتناء بهما ريثما يعود.

بقى جوارها وهي متمددة على السرير، والقلق يتآكل به، ولكن تخلله قليل من الارتياح، حينما بدأت أهدابها تهتز، معبرة عن استفاقتها، وقتها تنفس الصعداء، ودنا منها أكثر بجذعه، عندما نادته بصوت ضعيف بالكاد التقطته أذنه:

-عاصم.

مسح فوق رأسها الملفوف حوله الحجاب، الذي فسدت هيئته بفعل يدي ذلك القذر، وهتف بجوار أذنها بنبرة هادئة مطمئنة:

-أنا جنبك يا حبيبتي.

في تلك اللحظة، هتف الطبيب من خلفه بتحفز ونبرة عملية عندما وجدها استعادت وعيها:

-هي بقت كويسة دلوقتي يا فندم، المحلول اللي في إيدها يخلص وتقدر تروح مع سعادتك، عن أذنكم.

أومأ له بهزة بسيطة من رأسه، في حين قد فتحت "داليا" عينيها أخيرًا، وانتبهت كذلك لوجودها في غرفة غريبة عليها، مما جعلها تسأله بخفوت يحمل الحيرة:

-أنا فين؟

أجابها بنفس الصوت الرخيم اللين:

-في المستشفى.

طافت خيالات لبعض ما حدث في رأسها، ولكنها لم تستعد كامل إدراكها، لذا سألته باستشفاف قلق:

-إيه اللي حصل؟

رد عليها وهو يمسح بكفه فوق يدها الغير موصولٍ بها إبرة المحلول:

مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن