متنسوش التصويت 🌸
قراءة ممتعة ♥️فقدان الشخص الذي يعد مصدر الأمان الوحيد في الحياة، يجعل العقل يفقد اتزانه، خاصة مع الخوف من الفقد المستبد بالنفس، حينئذ يكون الإقبال كبيرا على أفعال غير مدروسة التبعات. افترشت علامات الذعر وجهها، بعدما دوى "عاصم" قنبلته الموقوتة في وجهها، بشأن زواجهما الذي أصبج على شفا الانتهاء، ربما لم يشكل وجعها البدني فارقا أمام الرهاب الذي تملك منها من تخيل افتراقه المحتوم عنها، بل وعادت البرودة لتحتل كيانها، فلوهلة غاب عقلها عن الوقع، وراح يرسم أمام ناظريها، صورتها وهي منزوية على نفسها، وحيدة، بائسة، بمفردها مرة ثانية في بيتها الفارغ.
كان الحل الأسلم بالنسبة لها، لإنقاذ زواجها، هو التخلص من ذلك الجنين، لاقت تلك الفكرة استحسانها، أو بالأحرى لم تجد سواها في غياهب تفكيرها، قامت مسرعة بمهاتفة الطبيب المدعى ب"سامح"، صديق زوجها، والذي كان في الماضي يلجأ إليه "عاصم" لمعالجة فتايات الليل الذي كان يمارس عليهن ساديته، والذي قام أيضا بإجهاض الجنينين السابقين لحملها بتوأمها. عندما سردت عليه الأمر، وطلبت منه تحديد موعدا لإجراء العملية، فاجأها برفضه القاطع، لخطورتها تلك المرة على حياتها، خاصة وأنه لم يمر على إنجابها سوى بضعة شهور، كما أنها معرضة لحدوث نزيف كونه سيغدو ثالث إجهاض لها.
لم تعبأ بتبعات العملية، أو ما سينجم عنها من احتمالية خسارة حياتها، وكل ما وضعته نصب عينيها، هو نفسها المكومة على الفراش تبكي قهرا من وحدة قاتلة إن نفذ "عاصم" تهديده تلك المرة وقام بتطليقها، وهتفت في تصميم:
-مش مهم، أنا همضيلك على إقرار إن اللي لو حصلي حاجة أنا المسئولة.
جاءها رده المعارض مجددا مردفا:
-مش هينفع يا مدام داليا، ده موضوع حياة أو موت، وأنا مقدرش أخاطر بحياتك.
حينئذ انفلتت آخر ذرات أعصابها، وهدرت في انتحاب باكٍ:
-يا دكتور افهمني، جوازي ممكن يبوظ بسبب الجنين ده، أنا مش عايزاه، أرجوك اعملي العملية، وانا همضيلك على الإقرار قبلها، وهخلي مسئوليتك من كل حاجة.
على فور انتهائها تكلم بنبرة هادئة:
-طب ممكن تهدي وتسمعيني.
عم الصمت لبضعة لحظات بينهما، التقطت "داليا" خلالهم أنفاسها، التي تهدجت من كثرة بكائها، ثم استمعت بعدها إلى تساؤله المستشف:
-أنتي بتقولي إنك لسه في الشهور الأولى؟
سارعت في الرد عليه في صوت مهزوز بعض الشيء، مؤكدة:
-ايوه، أنا تقريبا في نص التاني.
استمعت إلى زفرته السريعة عبر الهاتف، التي تبعها استطراده:
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
Rastgeleيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...