دوسوا على النجمة يا شباب
قراءة ممتعة 🤍
التغاضي عما يثير الغضب داخل النفس، من أصعب ما يمكن حدوثه، فثورة المشاعر المتضاربة، والتي يترأسها الغضب، يستحيل أن تُخمد دون تنفيس عنها، وحينئذ سيكون البحث عن أول فرصة لوضع جام الغضب عليها، هو الغاية، والوسيلة، لتخطي حالة الاهتياج المستبدة بسائر الخلايا العصبية، عاد "عاصم" إلى الفيلا، بعدما غادر مكتب المحامي، وأنهى تلك المقابلة التي لم تسِر وفقا لترتيبه، تشبيهه بطباع والده، التي لطالما بغضها، وكره نفسه التي تحمل من بعضها، كان أسوأ ما ألقي على سمعه آنذاك، ربما رؤيته ل"عز الدين"، لم تكن بهذا السوء، وربما إن كان اعتراضه على عرضه كان مجردا من ذلك الجزء، لمَا شعر بتلك الضغينة في قلبه ناحيته، لقد اختار عداءه، دون حتى أن يقتنص فرصة نقاشه الودي، ويصل معه إلى حلٍ مرضٍ للطرفين، فليتحمل إذن نتيجة اختياره، نظر "عاصم" إلى ساعة يده، ليجدها قد قاربت على الثامنة مساءً، لقد مر أكثر من ساعة منذ عاد من الخارج، وها هو جالس الآن في انتظار زوجته، التي قاربت على الأربع ساعات لها خارج المنزل، كما أخبرته العاملة عندما استفسر منها بعد عودته، حاول كظم غيظه، والتحكم في ظنون رأسه، ريثما تعود ويعلم منها أين كانت كل تلك المدة دون إخباره، تحرك بؤبؤاه نحو باب الغرفة، الذي فُتح وولجت هي من خلفه، بدون حتى ان تنتبه إلى وجوده في الداخل، سألها قبل أن تغلق الباب، بصوت جامد يظهر به غضب مكبوت:
-كنتي فين؟
انتفضت في وقفتها من انخضاضها لسماع صوته، فالغرفة كانت معتمة، ولم تنتبه بين الضوء الخافت بها إلى وجوده، أنارت المصابيح من المقبس المجاور لباب الغرفة، وتظاهرت بالثبات وهي تغلق الباب، رغم ازدياد نبض قلبها من فزعها، وأجابته بهدوء وهي تسير نحو غرفة الثياب:
-كنت عند الدكتور.
أنزل ساقه عن الأخرى، وانحنى في جلسته إلى الأمام قليلا، وسألها بنبرة توحي بالتكذيب:
-كنتي عند الدكتور بقالك أريع ساعات؟
التفتت إليه، وطالعته بنظرة مستغربة من تساؤلاته الغير معتادة، واستفسرت في شيء من الاستنكار:
-في إيه يا عاصم هو التحقيق؟
تحكم في جذوة غضبه المستعرة، وعلى نفس الشاكلة رد عليها:
-آه تحقيق، لما الهانم تخرج من البيت من غير ماتعرفني وتفضل برا أربع ساعات يبقى تحقيق.
رفعت أحد حاجبيها في استغراب متزايد، وعادت العدة خطوات التي سارتها، وهي تعلق بتعجب شديد:
-ده بجد؟ من أمتى أصلا وانت بتسألني رايحة فين وجاية منين؟ أو بتستنى مني إني اعرفك خط سيري ماشي ازاي؟ مانا كنت قاعدة لواحدي سنتين وماكنتش بتكلف نفسك تسأل عليا.
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
Nezařaditelnéيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...