الفصل الثالث والستون

1.9K 123 22
                                    

متنوسوش التصويت 🌸

قراءة ممتعة ♥️

رغم ضيقه السابق منه، والناجم عن تحالفه مع عدوه ضده، بنصب الفخاخ ورسم المؤامرات له، ولخسته كذلك في اشتهاء جسد زوجته، واستحلاله لشرفه، إلا أنه قد غلب عليه شعوره بالامتنان لما علمه، من دفاعه المستميت عنه، وإنقاذ حياته. استجمع ثباته حتى لا يظهر عليه أي نوع من عدم الترحيب، أو النقم من استرجاعه لسابق ما بدر منه، واختزل رؤيته له على موقفه الشهم. بعد بضعة لحظات رآه مارقًا من باب الغرفة، بخطوات يظهر عليها بعض التوتر، وكأنما لم يكن مستعدًا للقائه، الذي طالب هو به، وخلال تقدمه منه، نهض "عاصم" عن كرسيه، وسار في اتجاهه، وما إن صار قبالته، لا يفرق بينهما غير بضعة سنتيمترات، هتف "كرم" بطريقة تعبر عن بعض التوتر الحرج:

-انا كنت جاي آخد ورق ليا من مكتبي، ولما عرفت انك هنا قلت اطلع اسلم عليك قبل مامشي.

قابل ما قاله ببسمة صغيرة، وبينما يضع يديه في جيبي بنطاله، استطرد بهدوء:

-سمعت إنك فتحت مكتب والدك تاني.

هز رأسه بإيماءة بسيطة، ثم رد عليه بشبح بسمة تشكلت على ثغره:

-قلت اشتغل لنفسي أحسن، واعمل اسم ليا، جايز في يوم أوصل لاسم سيادة المستشار.

أظهرت قسمات "عاصم" شيئًا من الود وهو يخبره بإيجاز:

-إن شاء الله، ربنا يوفقك.

حرك رأسه بخفة كرد صامت، ثم ما لبث أن قال له:

-لو احتاجتني في أي حاجة انا موجود، ولو إني أشك إنك هتعرفني بعد..

تفوه بالأخير من قوله بهزل بائس، حينها قاطعه "عاصم" قبل أن يتم عبارته، حتى لا ينبش فيمَ مضى، الذي عفا عنه في اللحظة التي علم بها بندمه الحقيقي، وإقباله على إنقاذه حياته، وهو بين يدي المولى، لا حول له ولا قوة، متابعًا بدلًا منه بطريقة موحية:

-بعد ما أنقذت حياتي وعرضت نفسك للخطر.

دلت عبارته على عفوه، وما أكد ذلك متابعته بامتنان:

-أنا مدين ليك بكتير أوي، وفي أي يوم لو انت اللي احتاجت مساعدة في أي محنة تواجهك هكون أول واحد يساعدك ويقف جنبك.

لاح فوق وجهه تعبير ممتن، امتزج بالأسف وهو يخبره:

-أهم حاجة تكون النفوس صافية بعد كل اللي حصل.

أيقن علام يرمي بجملته، وبدون أب تردد، علق بتسامح:

-النفوس صافية يا كرم.

ظهرت أمارات الراحة على قسماته، وحينئذٍ ودعه بود:

-أشوف وشك بخير.

مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن