الفصل الثالث والأربعون

2.2K 122 65
                                    

عيد أضحى مبارك عليكم ♥️

متنسوش التصويت 🌸

قراءة ممتعة 🤍

زفرت "زينة" بإنهاك وهي تجاور زوجها في الفراش، استلقت بجسدها عليه بروية، وتمددت بوضع مريح لها، وبيديها راحت تمسح فوق بطنها المتكور، حتى ترخيها وتثبط من اشتدادها، في تلك الأثناء كان "عز الدين" منشغلًا في الإجابة على رسائل والدة مريض، هو المسئول عن حالته، وبعد مضي عدة لحظات، كان هو قد انتهي من إرسال بعض الإرشادات لها، لضمان تعافي الطفل بشكل سريع، هتفت "زينة" بعد زفرة أخرى متعبة:

-بطني شادة أوي.

أطفأ شاشة الهاتف، ثم وضعه جنبًا وهو يعلق بغير استحسان:

-ماطبيعي تشد، هو انتي بتريحي نفسك.

ضمت ما بين حاجبيها، وناظرته بنظرة غير راضية وهي تعقب بغير استساغة لرنة الضيق في قوله:

-يعني انت عايزني اسيب داليا في الظروف دي؟

التفت قليلًا بجسده نحوها، حتى يطالعها بأريحية من موضعه، ثم تكلم بهدوء:

-مقولتلكيش تسيبيها طبعًا، بس مش هيحصل حاجة لو حاولتي تريحي نفسك شوية، خصوصًا إن كلام الدكتور ليكي هو إنك ترتاحي، واحنا مصدقنا عدينا مرحلة القلق بعد ما البيبي نزل.

زمت شفتيها ولم تفوه بشيء، خاصة وإنه محق فيمَ يقول، عندما لاحظ "عز الدين" صمتها، ظن إنه حزنًا راجعًا إلى إتيانه على سيرة الجنين الذي فقداه، وحتى يزيل معالم البؤس من فوق وجهها، مد يده ممسكًا بكفها، مسح بإبهامه فوق جلدها برفق، حينئذٍ رفعت عينيها عليه، ناظرها بنظرة دافئة، وبسمة محبة، ثم تابع بنبرة عقلانية:

-داليا لو مروحتيلهاش كل يوم مش هيحصلها حاجة، خصوصا إن رفيف عندها علطول، ابقي كلميها يا ستي في التليفون كل يوم زي ماتحبي، ولو حسيتي إنها محتاجاكي وقتها أبقي روحيلها.

سحبت نفسًا مطولًا لرئتيها، زفرته وهي توميء بموافقة، ثم قالت له بود صادق:

-أنا والله حبيتها أوي، وببقى عايزه افضل معاها عشان متحسش إنها لواحدها، وبجد نفسي أرجع اشوفها فرحانة زي الاول والاكتر.

لم يكن لديه أدنى شك فيمَ تضمره في قلبها نحو الأخرى، ف"زينة" لطالما كانت كالكتاب المفتوح بالنسبة له، يستطيع رؤية كل ما بها فقط من نظرة واحدة لعينيها، وما جذبه لها من البداية، منذ كانا جارين في نفس البناية، يتشاركان نفس الطابق، هو نقاء روحها، وصفاء قلبها، ولسانها الطيب مع الجميع، وهذا ما جعله يرى جمالها الخارجي الهادئ، والذي يشعره بالراحة فقط من التحديق بوجهها الناعم، بملامحها الرقيقة، وابتسامتها الفاتنة. أراد مناغشتها، في تلك اللحظة الخاصة، حتى يرى تلك البسمة المحببة لقلبه، زين ثغره بسمة واسعة، واقترب منها مداعبًا إياها من خصرها، واستطرد في مرح عابث:

مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن