الفصل الثامن عشر

2.8K 161 36
                                    

النت كان فاصل عندي امبارح معرفتش انشره هنا، مع العلم إني نشراه من يومين على المدونة والمعظم قرأ، فسوري على التأخير على المتابعين هنا

تفاعلووووا واعملوا تصويت قبل ماتقرأوا 🤍

أنا بقالي ٢٠ يوم منشرتي تمام، بس لو جينا نحسبها الفصل بيبقى صغيرا نسبيا في أيام انتظامي، الفصل المرادي كبير اوي، يعتبر أكبر فصل نشرته من اول الرواية، اعتبروه تعويض بقى عشان محبتش ازعلكوا بفصل صغير بعد غيابي المفاجئ ♥️

أوكي أنا عارفة إني رغاية ومش عايزه اطول عليكم زي كل مرة، يلا قراءة ممتعة

انعدام الضمير سريعا ما يتمكن من مرتكبو الذنوب، شيئا فشيء مع تكرار كل ذنب، ينتقص جزءٌ من إحساسهم بتأنيب الضمير، إلى أن يُشاع في نفوسهم الفجور، ويقبلون على المعاصي، والأفعال المشينة بقلوب ميتة، حتى تنتشر وتسود العتمة من النور، وينبجس ما هو مدفون بداخل القلوب من سوادٍ حالك وشرور. قادته خسته، ودناءته، إلى الذهاب إلى بيت أخيه، متظاهرا بقيامه بالواجب الذي تحتم عليه فعله، كون أخيه قد تعرض إلى حادثٍ عرضيٍ أليم، وكأخ له؛ يتوجب عليه زيارته للاطمئنان على أحواله، ولكنه في قرارة نفسه يعلم أنها محاولة أخرى للضغط عليه، حتى يرضخ له، وينفذ رغبته، في مطلبٍ لا يحق له، فزيارته الودية، لا تنم إلا على مكرٍ ولؤم، من شخص اعتاد على تزيين الأذى، كما الحال في العسل الذي يُدس فيه السم. ضغط ضغطة واحدة على جرس الشقة، وانتظر ريثما يُفتح له الباب، وكما توقع أن يظهر له واحدة من اثنتين، زوجته أو والدته، كانت المرأة الماثلة أمامه لا يتخطى عمرها الخمسة وعشرون عامًا، بدون أي تفكير توصل إلى هويتها، وقبل أن يعرف عن نفسه، سألته بتعجب من صمته الذي دام للحظات منذ فتحت الباب:

-مين حضرتك؟

وهو محافظ على وقفته السامقة، وهيمنته الطاغية طغيان واضح، أجابها بصوت مشبع بغطرسة لا تخبو من صوته:

-عاصم، عاصم الصباحي.

لاحت المفاجأة على وجهها، وعلى الفور علمت بالصلة الجامعة بينه وبين زوجها، كونه قد أخبرها من بداية زواجهما بحقيقة نسبه، وإلى قصة حياته التي لم يسردها على أي أحد سواها، ظلت تناظره في دهشة صامتة من مجيئه، فـ"عز الدين" لم يقلْ لها شيئًا عن مقابلتهما، ولا ما دار بينهما من مساومة دنيئة من قبل أخيه المزعوم. فاقت من تفكيرها الشارد، على صوت والدة زوجها، آتيًا من خلفها، سائلةً إياها باهتمام:

-مين يا زينة؟

أدارت جسدها لها، بينما كانت تتقدم هي منها، ولا يفرق بينهما سوى بعض السنتيمترات، حولت نظرها تجاه الآخر في غرابة من صمت زوجة ابنها، وأمارات الصدمة الظاهرة على محياها، وعندما أبصرته تعقدت ملامحها الهادئة وهي تتمعن النظر به، وقبل أن تسأله عن هويته حتى لاحظت الشبه الكبير بينه وبين زوجها السابق، خفق قلبها عند تذكرها لهيئته، وجحظت بعينيها في تشكيك حول هوية الماثل أمامها، عندما ذهب فكرها نحو احتمالية كونه ابن طليقها، تمكن منها ذلك الشك، ولسانها راح على فورها ينطق باسمه باستشفاف:

مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن