متنسوش التصويت 🌸
قراءة ممتعة 🤍
الانتظار طويل المدى، الذي يكون لأجل غير معلوم، يجعل الشخص يفقد ثباته، والصدر يضيق باختناقه. كل ليلة يعود من رحلة بحثه خائب الأمل، يجرجر أذيال خيبته خلفه، حتى أن طاقته الذي يظل يشحذها بقصارى جهده، لكي يستيطع التماسك أمام اختفائها المقلق، نفذت، واستنزفت مع حلول عشرون ليلة بلاها. ربما الآن بعدما ذاق مرارة فقد الحبيب، شعر بما كان يلحقه بها من افتراقه عنها المتكرر سابقا، والذي كان يتعمده كأنما كان يتلذذ بتعذيبها، وها هو الآن ذاق من نفس الكأس، تخليصا لذنبها.
تمدد على الفراش بإهمال، وأغمض عينيه الغائرتين، واللتين أصبحتا محاطتين بالهالات السوداء، لعدم نومه سوى قدرا بسيطا كل ليل. خلال استحضاره للنوم، بعد أن تخدر جسده، وخمل، بفعل الإنهاك الجسدي، الذي بات لا يُحتمل، والناجم عن تقضية يومه في التجول في أماكن متعددة، والقيادة لمسافات كبيرة ومتباعدة، اهتز الهاتف في جيبه، اهتزازة بسيطة، توحي بتلقيه رسالة من أحدهم، مال قليلا بجانب جسده، حتى يستطيع إخراجه من جيبه، ثم فتحه بلا مبالاة لما أُرسل، وبعد أن فتح صندوق الوارد، وجد أن الرسالة المرسلة من رقم "داليا"، تبلغه بها شركة الخط أن الرقم متاح الآن يمكنه الاتصال به.
فور قراءته ذلك الإشعار، حتى خفق قلبه بقوة، وانقلب حاله في ثانية، ولم يضيع الوقت في صدمته، وسريعا ما استقام من نومته، وأجرى اتصالا هاتفيا على رقمها، ومع صوت الرنة التي تنفذ عبر سمعه، يزداد خفقان قلبه، ولكن ما جعل الانزعاج يعلو وجهه هو انتهاء مدة المكالمة دون رد، زفر نفسا ضائقا وكرر الاتصال، وعندما اقتربت مدة الاتصال مجددا على الانتهاء، ازداد تحرق أعصابه، وردد بتلهف ضاجر:
-ردي بقى.
نهض عن السرير بحركة منفعلة، أصبح يدور في الغرفة، ويذرعها جيئةً، وذهابًا، وهو مستمر في تكرار الاتصال عليها، ولكن عندما يأس من إيجابتها، دخل أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وقام بكتابة رسالة نصية فحواها:
-داليا لوسمحتي ردي عليا.
عندما وجد بجانب الرسالة علامتان، أدرك أن جهازها متصل بالانترنت، ولكن بغتة تسارعت خفقاته بعدنا رآهما تلونا باللون الأزرق، مما يعني أنها فد قرأت رسالته، انتظر لعدة لحظات ردها، ولكنها لم تعلق بحرف، لذلك سارع قبل أن تغلق حسابها، وضعط على أيقونة تسجيل الصوت، وسجل له بصوته المتلهف المشوب بالتوسل:
-انا هتجنن عليكي وعلى الولاد، عشان خاطري ردي عليا طمنيني عليكوا بس واقفلي.
رأى رؤيتها للرسالة بل واستماعها لما قال، وثانية لم يجد منها رد، حاول أن يستميلها بطريقة أخرى، متفهمة، وبعد أن ضغط على أيقونة التسجيل، قال لها بهدوء حذر:
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
Ngẫu nhiênيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...