متنسوش التصويت 🌸
قراءة ممتعة 🤍
البحث غالبا ما يكون خارج دائرة المتوقع، لذلك لم يخطر على ذهن "عاصم" لوهلة، أن فردًا من المتواجدين تحت سقف بيته، على علم بأحوال زوجته، وبالمكان التي تخفت به عن الأنظار. قامت "زينة" بغلق باب الغرفة الذي كان متواربًا، لم يغلقه زوجها جيدا قبل نزوله لأسفل منذ قليل، تهيؤً لتناول وجبة الفطور، وكان من الطبيعي أن تلحقه، بعدما قامت بروتينها الصباحي، من الاغتسال، وتبديل ثياب النوم، إلى أخرى تصلح للتنقل بها داخل إطار الفيلا، ولكن حال دون خروجها من الغرفة، رنين هاتفها، الذي صدح بغتة، تعجبت من السبب في اتصال أحدهم بها في ذلك الوقت المبكر في بادئ الأمر، ولكن حينما تطرق لذهنها شخص بعينه محتمل أن يكون هو المتصل، هرعت نحو موضع تركها للهاتف، وحينما أمسكته، ورأت الاسم المدون مسبقا على شاشته، تأكدت من صدق حدسها، وبعدما أغلقت الباب حتى تأمن عدم استماع أحد لها، استقبلت المكالمة، حينئذ وقع قلبها من بكاء الأخرى، الذي نفذ عبر سمعها فور أن ردت عليها، وببعض الكلمات المستفهمة، والمهدئة في نفس الآن، استطاعت أن تستشف منها سبب انهيارها، ورأت حينها أنه من الجيد أنها قد تداركت ذنبها في ذلك الأمر قبل أن تفاتحها به، حتى لا تجد فيما بعد صعوبة إن أرادت نصحها حوله، خاصةً إن أقبلت على الارتباط بشخص آخر، أو حتى استطاع زوجها أن يستميلها للعودة إليه. وحينما وجدت أن انهيارها قد خرج عن السيطرة، أخبرتها بتنبيهٍ جاد بنبرة مرتعدة:
-داليا يا حبيبتي إهدي مش كده انتي حامل.
من بين شهقات بكائها، قالت لها بصوت مهزوز، ومتقطع:
-أنا تعبانة أوي، ومحتاحة حد جنبي، ومش عارفة أخلي رفيف تجيلي عشان زمان عاصم مراقبها.
آلمها قلبها من نبرتها الباكية، وأبلغتها بقرار سريع لا تأمن تبعاته:
-طب بطلي عياط وأنا هجيلك.
حينئذ هدأ صوت "داليا" قليلا، وأخذ طابعا متخوفا وهي تردد:
-بس عاصم ممكن..
استنبطت تخوفها من احتمالية وقوعها في دائرة شكوك "عاصم"، لذلك قاطعت كلماتها، مطمئنة إياها بثقة:
-عاصم استحالة يشك إنك بتكلميني.
بنبرة ما تزال حاملة للخوف بين طياتها، علقت بانتحاب:
-ممكن حد يشوفك وانتي جاية ويعرفه، أنا مش عايزه أشوفه يا زينة، مش عايزه.
مرة أخرى حاولت بعث الطمأنينة داخلها، مُردفة بهدوء:
-متقلقيش محدش هيشوفني، وأنا هنزل دلوقتي افطر عشان عز مايشكش في حاجة، وبعدها أول ما عز يروح شغله هالبس علطول وهجيلك، بس عشان خاطري لحد ماجيلك بطلي عياط كده هتتعبي وانتي حامل ومش متحملة.
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
Разноеيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...