متنسوش التصويت 🌸
قراءة ممتعة ♥️
تسللت ابتسامة غبطة فوق وجهه شيئًا فشيء، مع خاطرات نفسه عن التي باتت بين ليلة وضحاها زوجته. من المفترض أن تكون سعادته لتحقيق غايته في الزواج بها، مقتصرةً على كونه سيظفر بمآربه في الحصول على المكانة الاجتماعية المرموقة، والمنصب العالي في إمبراطورية "توفيق" العريقة، التي سترثها وحيدته من بعده، وسيكون كل شيء بصفته زوجها بعد مرور السنوات تحت إمرته، ولكن للغرابة فرحته كانت نابعة من صك ملكيته عليها هي برباط الزواج المقدس.
فقد تلاشت كل أهدافه من صفحة عقله فور إتمام مراسم كتب الكتاب، ولم يركز خلال ذلك على شيء سواها، فقد تركزت كامل حواسه معها، ومع البهجة المرسومة على محياها. من البداية لم يكن في حسبانه تلك المشاعر التي نبضت بداخل قلبه، والتي شتته عن مسعاه الحقيقي، وجعلته ينأى بتفكيره عن شرور نفسه، ومطامعها بشكل مفاجئ، وينشغل بشأن آخر، ألا وهو ظفره بها وبقربها المفعم بكل ما هو طيب، والذي أضاف رونقًا بديعًا لحياته، ساعده على اكتشاف أهواء قلبه، التي يصعب على المحب بعد إيجادها، مغالبتها ونكرانها.
ولكن السؤال المهم الحين، والذي يشغل عقله، هل تخلى بذلك عن رغبته فيما سعى له من البداية؟ أم أن شرارات الحب وبزوغ أحاسيسه في الوجدان هي المسيطرة على تفكيره الآن، وبعد انطفائها وخمود لهيبها سيعود إلى سابق تفكيره اتباعًا لشيطان نفسه؟ تعكر صفوه فور تطرق ذلك السؤال لرأسه، كما أنه جعله يتماوج بين شعورين، الأول هو تصميمه في نيل رغباته المتمثلة في المال، الجاه، وأخيرا الحب، والثاني هو خوفه من اكتشاف "سما" لاستغلاله لها من البداية في سبيل تحقيق تلك الأهداف الدنيئة، وبهذا سيتحطم قلبها.
فرك وجهه بيديه، ونهض عن جلسته المسترخية، في صالة بيته، بالفعل قد توقف عن العمل في شركة "عاصم"، بعد عراكهما في بيت زوجته، لحسن حظه مر الأمر دون أن يصل خبر به لحماه، ولكن هذا ما يقلقه، فقد توقع أن يبلغه باعتدائه على زوجته، وينتقل الاشتباك بينهما على ما حدث، فبالبطبع أول شيء سيأتي بتفكيره أن يكون ذلك باتفاق مع "توفيق، وعلى الرغم من ارتيابه حيال صمته المبهم، إلا أنه خدم مصالحه في سريان زواجه دون عراقيل.
فهو إلى الحين لا يسعه اختلاق كذبة مدروسة، يقنع بها "توفيق" كسبب وجيه لتركه المفاجئ للعمل مع الآخر. ولكن امتناع "عاصم" عن إفشاء ما اقترفه لـ"توفيق" إلى الحين، من المؤكد أنه سيكون ورائه تفكير انتقامي يجب أن يهيئ نفسه للتصدي له. صدح صوت هاتفه المحمول، الموضوع في جيب بنطاله البيتي، أثناء إعداده للقهوة، وبينما يصب السائل الساخن في الكوب، أخرجه من جيبه، وحينما أبصر اسم خطيبته المدون على شاشته، تشكلت بسمة محبة على وجهه، وضع الهاتف فوق أذنه بعد ان استقبل المكالمة، وقال بلطافة:
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
Разноеيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...