متنسوش التصويت 🌸
قراءة ممتعة ♥️
بعد بضعة دقائق، بدأت حالة الصدمة التي تملكت منها تزول شيئًا فشيء، وتتحول إلى انهيار تام للثبات التي تظاهرت به في وجوده، فبعد مغادرته أطلقت سراح مشاعر القهر والدمار، التي حلت بها من خيانته، وكذبه المتكرر، وخداعه، ولكن تلك المرة الشعور مدموغ بالخذلان، فبعد أن ظنت في صدق سعيه طوال الفترة الماضية إلى تشييد بيتًا دافئًا لأجلها هي وأولادهما، وجدته في لحظة اترتكب ما حطم كل آمالها، وهدم سعادتها بالحصول على مبتغاها، في عيش حياة هانئة في بيت يجمعها به رفقة أطفالهما.
ولكن أكان ندمه الذي أبداه طوال الأيام المنصرمة زائفًا! أكانت الوعود التي قطعها كاذبة! وماذا عن أعذاره؟ وهل حبه كذلك غير صادقٍ؟ ظلت تبكي بتفكير مشتت، وروح محطمة، إلى أن استمعت إلى صوت رنين هاتفها، في بادئ الأمر تجاهلته، فطاقتها مستنزفة لدرجة تجعلها لا تقوى حتى على استكشاف هوية المتصل، ولكن عندما تكرر الاتصال، توجهت إلى حيث يوجد الهاتف، وقامت بالتقاطه، وما إن وقعت عيناها على اسم "عز الدين" الظاهر على الشاشة، حتى استقبلت المكالمة، فأفراد عائلة زوجها، أصبحوا كالملجأ، التي تلتجئ إليه عندما تضيق بها الحياة. وضعته فوق أذنها، وبصوتها المبحوح رددت:
-ألو.
لم ينتبه "عز الدين" إلى تغير صوتها، وسألها على الفور بترقب:
-ايوه داليا، عاصم عندك؟
ابتلعت الغصة العالقة بحلقها، وردت عليه نافيةً:
-لأ.
لم تمر سوى ثانية، وسألها:
-طيب هو مكلمكيش أو قالك هو فين؟ انا برن عليه من ساعتها مبيردش، وروحتله شقته مش موجود فيها.
زفرت نفسًا مطولًا، ثم أخبرته بصوت كئيب:
-هو لسه ماشي من شوية.
عاجلها متسائلًا باستشفاف:
-يعني هو كان عندك؟
أجابته مؤكدة بصوتها الذي ما يزال واضحًا به آثار البكاء:
-ايوه.
سألها بعد ذلك بتوجس وقد لاحظ لتوه تغير نبرة صوتها:
-هو انتي مال صوتك؟
تغضن وجهها بالأسى، والتمعت عيناها بسحابة من الدموع وهي ترد عليه بصوت ضعفت نبرته:
-انا وعاصم اتخانقنا يا عز.
على فوره استفسر منها:
-ليه؟ عشان إيه؟
على صوتها وهي تجيبه بانتحاب:
-عشان بيخوني، عاصم لسه على علاقة بالحيوانة اللي اسمها مي.
أنت تقرأ
مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)
De Todoيقال أن كلًا منا له من اسمه نصيب، ولكن ماذا إن وجدت اسمك لا يمت لك بأية صلة! ومفروض عليك أن تتعامل على أسس منافية للمعنى الضمني لذلك الاسم! فماذا ستكون إذًا الصلة الجامعة بينك وبين اسمك حينها؟ "عاصم"، عندما يقع الاسم على مسامعك، من المؤكد أن تظن حين...