الفصل الثامن والعشرون

2.2K 153 61
                                    

متنسوش التصويت 🌸

قراءة ممتعة 🤍

بعدما توجهت والدته إلى غرفتها استعدادا للنوم بعد انقضاء ذلك اليوم المستنزف، ووضع هو صغيره الغافي في فراشه في الغرفة المجاورة له، قام عند عودته الغرفة خاصته بإطفاء الضوء، حتى تريح زوجته أعصابها في سكون الليل، مع الضوء القليل المتخلل من الشق الصغير لبابي الشرفة، بينما بقى هو متيقظا، رغم محاولته الدؤوبة في استحضار النوم، ولكنه عجز تماما مع الحزن المستوطن قلبه، والمؤسف أنه غير قادرٍ على إشراك زوجته فيه، حتى لا يضنيها نفس العذاب، فهو ييقن من أن مأساة شعور فقدها لذلك الجنين سيكون أضعافا مضاعفة لما بداخله. بعد مرور ما يقرب من الثلاث ساعات، شعر بحركة جسدها المتعب على الفراش، حول عينيه الساهمة، والساهدة على فوره نحوها، وجد عينيها تُفتح تدريجيا، وبعد أن تنبهت مداركها على صحوته، وثبتت عينيها على وجهه، سألها بخفوت مع مسحة رقيقة من يده على مقدمة رأسها:

-لسه حاسة بوجع؟

تمطت بجسدها بحركة بسيطة، لتفك  تيبس عظامها من نومها على نفس الجانب لبضعة ساعات، وأجابته بتريث:

-الحمد لله خف عن الأول.

رمقها بنظرة حنون، وحمد ربه بنفس الصوت الهامس، مع بسمة صغيرة افترت بها شفتاه:

-الحمد لله يا حبيبتي.

قربت جسدها من حضنه، حتى يعم وجدانها الأمان بوجوده، وبعد صمت دتم لعدة لحظات، رفعت رأسها له، وسألته بقلق، ورغبة ملحة للاطمئنان:

-الدكتور طمنك على حالة الجنين؟

ابتلع ريقه ببعض التوتر الذي حاول أن يواريه عن عينيها، ورد عليها بتأكيد بصوت بدا عاديا:

-أيوه، مانتي سمعتي الكلام اللي قاله.

ضمت شفتيه للحظة وهو تهمهم، ثم أخبرته بارتياب تفشى بأمارات وجهها:

-قلقانة شوية.

ملس فوق ذراعها وهو يسألها بهدوء يحمل طيف استنكار:

-من إيه بس؟

سحبت نفسا مطولا، ثم زفرته على مهلٍ، وعلى فوره قالت بريبة ما تزال مستبدة بها:

-خايفة ليكون قال كده بس قدامي، لكن لما خرج برا قالك كلام تاني.

عاجلها برد نافٍ لهواجس رأسها:

-لا يا حبيبتي مقالش حاجة، نفس اللي قاله جوا كرره تاني لما خرج، قال تفضلي نايمة الفترة الجاية على ضهرك، ومتعمليش أي مجهود خالص.

أومأت برأسها بالإيجاب، وشردت بعينيها في الفراغ، مع شعور بالندم اقتحم نفسها، على عدم مواظبتها على المتابعة، والاطمئنان على صحة جنينها، كأنما ذلك الحادث لفت نظرها إلى إهمالها لذلك الجنين مقارنة بحملها ب"يونس"، مجددا رفعت نظرها له، لتسترعي انتباهه إليها، وأردفت ببؤس نادم:

مشاعر مهشمة الجزء الثانى - لم يكن يوما عاصما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن