تجربة جديدة

18 3 5
                                    

ذهبت لإختبار قبول ... و لكي لا نضع آمالا كبيرة لن يتم قبولي بسبب أخطاء حمقاء قمت بها.
أولا المكان الذي أقام فيه هذا الاجتماع كبير جدا و مخيف قليلا بعد خروج بقية التلاميذ و بقائنا هناك بمفردنا أصلا المشهد بأكمله ذكرني بمسلسل لعبة الحبار كيف أننا بقينا صفا واحد مجموعة كبيرة من الأشخاص لا أحد يعرف الآخر غير من يأتون معا مثلي أنا و أصدقائي لدينا رغبة واحدة "أن يتم قبولنا" .
بقينا ساعة في جامعتنا نحاول أن لا نتوتر و أن نجعل مضهرنا لائق و منسق حتى أننا وضعنا بعضا من مساحيق التجميل "وضعت ال eyeliner  فقط" .
صففنا شعرنا من جديد و تناقشنا حول بعض الأسئلة التي نعرفها تحدثنا جيدا عن أنفسنا قبل الذهاب و وصلنا قبل الموعد بنصف ساعة أو ربما أكثر إكتشفنا المكان جيدا ثم ذهبنا الى قاعة الاجتماع قبل دخولنا لم يلاحظ أحد دخول أشخاص معينين يرتدون ملابس سوداء موحدة مكتوب على أقمصتهم
" Ruspina"
أنا كنت واقفة مقابلة للباب و لم ألاحظ ذلك أيضا المهم كانوا مجموعة كبيرة و عملهم حسب ما فهمت انهم يركزون على لغة جسد كل مجموعة منا لقد تم تقسيمنا على 4 مجموعات و أنا كنت القب ب W35 و أصدقائيW39 , W40 , W29
الأمر المخيف هو من أين خرجوا عندما تم إستدعاء المجموعة الأولى هذا ما أريد أن أفهمه لانهم قاموا بتقديم خمسة أشخاص فقط و عددهم يفوق العشرة أشخاص .
بعد إطلاعنا على بعض المعلومات و القوانين ... منها قانون جعلني أفكر مليا إن كان يجب أن أخرج بعد مرور الخمس دقائق كما أخبرنا أم أن أتخذ القرار المناسب و أقوم بهذه التجربة الجديدة ...
إخترت البقاء :') لأنها أول تجربة لي .
القانون كان أن أتحكم في كل تصرفاتي و أن لا أقوم بالتعبير عن رأيي في مواقع التواصل الاجتماعي أو الوقوع في مشاكل مهما كانت صغيرة او كبيرة و حتى أن اقول كلمة بسيطة تعبر عن الشتم خارجا يتم إرسال بريد إلكتروني يعلمني بأنه تم إقصائي .
أمر مخيف قليلا لكن لابأس .
المهم بعد حظورنا الاجتماع قاموا بتفسير الكثير لنا حول منظمتهم و بعدها خرجت المجموعة الأولى و الثانية لبدأ المقابلة دام ذالك ساعة و ربع في ذلك الوقت بقيت اتحدث مع أصدقائي و تمشينا قليلا فقط . بعدها اخبرونا أنه حان دورنا فنزلنا من الطابق الاول الى ضفة أخرى من المكان الذي كنا به لم أكن أتوقع انه موجود أصلا ، كان مخيفا قليلا فيه فقط غرفتين مضائتان و الباقي مظلم كما أن الأشجار تحيط بنا في عتمة الليل ، تم تقسيم مجموعتنا على إثنين دخلت الى الغرفة الأولى وجدت الكثير من الكراسي و الطاولات مسطفة بشكل مستقيم و منسق كل طاولة بها كرسي مقابل الآخر تجلس فتاة او فتى بحواسبهم أو ورقة و يقومون بتغطية ما يكتبونه و الأسئلة أيضا
نظراتهم ثاقبة يراقبون كل حركة تقوم بها حتى وتيرة تنفسك يسألونك أسئلة تجعلك تفكر ألف مرة لما دخلت هنا أصلا ؟
مثلا "لديك هذا القلم اريد منك بيعه بثلاث مئة مليون دولار في صحراء أخبرني كيف ستقوم بذلك"
بعد إكتمال اللقاء الشخصي كان مخيف و قمت بالإجابة على سوؤالين بطريقة غبية تجعلهم يرفضونني رفضا تاما دون نقاش ... بعدها تم إخراجي و أخذي الى الغرفة الثانية و هذا هو أصعب إختبار قاموا بوضعنا بمجموعة تتكون من أربعة أشخاص و هناك فتاة و فتى أضنهم في السابعة و العشرين يمسكون هواتفهم بشكل مثير للريبة كما أن نظراتهم ثاقبة يراقبون تصرفاتنا و تحركاتنا و حتى طريقة نقاشنا و إتضح أنهم يقومون بتوثيق ما يحصل بتسجيل أصواتنا و كان سؤالهم الأخير ان نختار غياب القمر تماما او حدوث كوارث أخرى ، اختفاء الانترنت أو إختفاء الكتب .
كان يجب أن نتناقش في الموضوع مدة خمس دقائق بينما هم يتمشون حولنا و يراقبننا و طبعا ركزت على الموضوع بعدما تخلصت من توتري و تناقشت معهم في الأمر جيدا و لم أبقى صامتة كما أننا كنا فريقا منسجم جدا غير أن الفريق المجاور لم يكن متعاون أبدا حتى أنهم يتشاجرن بطريقة سامة جدا كانهم يتناقشون بينما هم قريبا سيرمون الكراسي على بعضهم البعض هذا كان الفرق بين الفرق الذي أنا به و الفريق الآخر بعد ساعة انتهت المقابلة و إضطررت اللحاق بفتاة كانت معي بالفريق لا أعرف حتى إسمها لحقت بها لانها قالت ستذهب الى محطة القطار و بقينا نجري وسط الظلام كما ان المكان كان مهجورا تقريبا و مضت ربع ساعة و نحن نجري الى ان لحقنا على القطار وصلت الى المدينة التي أقطن بها الساعة الثامنة و نصف ليلا و بما أن المكان كان خاليا أتى أبي لأخذي و لكن لم نذهب للمنزل بل بمنزل عمتي لان زوجها توفي صباح ذلك اليوم رحمه الله .
و عدت الى المنزل على الساعة التاسعة ليلا شعرت بتعب غير عادي لان ذلك اليوم مر بسرعة رغم حدوث الكثير من الأشياء فيه لقد إستيقظت على الساعة السادسة و نصف صباحا و أنهيت يومي على الساعة التاسعة ليلا .
رغم كل ذلك التعب أحببت شعوري بالإعياء و إمتلاء جدولي أحببت أنني لم أجد وقتا كافيا للأكل أو التألم بسبب ألم الدورة الشهرية لأنها أتتني قبل ذهابي إلى تلك المقابلة بنصف ساعة.
كانت مغامرة صغيرا و تغير رائع.

قلب متوارٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن