رحل الشتاء يا حبيب الشتاء بلا قطرة مطر واحدة.. حالة حداد تامة و حزن قاتم مؤلم،الجميع صامتون مكفهرون الوجوه . رحل الشتاء وحيدًا بسحبه التي أوشكت على السواد من شدة كتمانها، ليس الفراق سهلًا ولست وحدي من أقاوم الانهيار قرر الشتاء التلاشي فأضمحل واختفى كأن من المفترض ان يحل محله شيء ما تدريجيا لكنه لم يفعل هذا , حزم سحبه ورحل فجأة ربما ليتناسى رحيلك كأنك لم تكن هنا أيضًا، اتفهم غضب الشتاء الذي انتظرك ليمطر معك وكان برقه في السماء و رعده في يدك اليوم لا رعد له ولا برق بالتالي يجهل أين يفترض به أن يكون..الجميع ينظر للسماء وينتظر يدعو و يتضرع، حمقى ...إن أرادوا مطرًا عليهم إعادتك وكيف يعيدونك وأنت من قررت التخلي؟، الجميع يرى بوضوح الرمادي والحزن المغلف بطبقة رقيقة كأجنحة الفراش بالمدعو غضب الجميع ينظر.. وينتظر، ألعودة صعبة لهذا الحد يا حبيب الشتاء؟ الغياب شكل من أشكال الحضور، يغيب البعض وهم حاضرون في أذهاننا وأرواحنا حضورااقوى من وقت حضورهم في حياتنا اقوى حتى من حضورنا نحن أما الآن فالموت ذاته يقف عاجزًا أمام أمل اللقاء ربما يكون اللقاء من نوع آخرربما في عالم آخر وليس الوفاء سوى أمل اللقاءوايمانا بأنك في مكان ما وزمن ما تقف تنظر للسماء وتنتظر.. كما افعل الان انتظر مواساة سماوية لربما نلتقي في عالم اكثر عدلا وحبا واقل حزنا من الذي افترقنا فيه، كان دفء الارض لا يسع برودة يداك واليوم لا برد ولا مطر ولا سحب ولا شتاء،اليوم اعرف انك مصدر البرودة تصب شتاؤك في عروقي فارتوي فأمطر فينبت زرعي وتأكل غنمي ويبدأ الربيع فأبتسم، مذهل كم ان شتاؤك دافىء،لعنني الظلام لسنوات حتى اهتديت لك و اشعلتلي شمعة فاطمئن قلبي نظرت فوجدتك تحرق مدينتي وتهرب، ابغض خطاياي بسبب عقوباتك العادلة، وها أنا الأن لا تمطر سمائي ولا ينبت زرعي وماتت غنمي اجلس فوق الحطام انتحب وانظر للسماء..و انتظر
أنت تقرأ
حُـطَـام
Random- كيف صمدت أمام العاصفة؟ =لم أصمد ....سقط كل ما بي أرضا إلا جسدي . . الصور و الكلمات كلها لها معنى و كلها لها مدلول ركز و اكتشف لأنك الأن في مكان غريب لا ملامح له ، مظلم أحيانا مشرق احيانا اخرى رمادي غالبا... انت الأن في اعماقك . داخلي زرقة داخلي...