لـن أنَــدَمْ

29 4 0
                                    

لم أكن أحبها و لم أكن أكرهها كنت فقط أتجنب التعامل معها و لكنها تدخلت ..

" بوني الأخصائية تريدك في مكتبها .. الأن "

تأففت بصوت ملحوظ ماذا عساها تريد مني اللعنة ، دخلت المكتب سرت برودة في جسدي بسبب المكيف كنت أتأمل الغرفة لكن قاطعني صوتها المميز 

" كيف الحال عزيزتي ؟ " 

" أنا بخير معلمتي أخبرتني العاملة أنك تريديني هل  فعلت شيء ؟ "

" و هل ينادى المرء فقط حين يخطئ أحقا سمعة مكتبي سيئة لهذه الدرجة ؟ "

صراحة لم أفهم ما ترمي إليه لم أفهم ابتسامتها تلك أو لهجتها ماذا تريد مني ؟

سألتها " إذا لماذا تناديني معلمتي  لا أستطيع فهم مرادك حقا "

لتجيب هي بكل بساطة و بابتسامة توسعت أكثر على محياها " أشتقت لكِ "

أهي حمقاء ؟؟ أم تظن أني حمقاء  ؟ منذ متى و تشتاق الأخصائية للتلاميذ ؟ لا أتذكر حقا أني فعلت شيء في المدرسة 

أجبتها بلطف غريب " حقا ؟ أتمنى أن يكون هذا السبب الحقيقي لأني لا أعتقد أنه هكذا "

ضحكت.. قامت من كرسيها و أتجهت نحوي بخطى بطيئة .. اقتربت جدا مني ثم أنحنت  ليقابل وجهها وجهي و تقول "هل تودين أن تستمعي لقصة ؟"

حقا لا أعلم ما يجري هنا أهي مسرحية أم أن أفعال الطلاب حقا أثرت على قواها العقلية ؟ ام أنها صادقة المهم اني أكره الرياضيات و سأكون سعيدة حقا اذا لم أحضر الدرس لذا قلت و كلي ثقة " لمَ لا ؟ "

تمشت لأخر الغرفة و عادت لمكتبها جلست و عقدت يديها تحت ذقنها و قالت " سأحكي لكِ قصة تمنيت لو أن أحد سردها لي و أنا بعمرك .." بما أن الوضع هنا أصبح يثيره غموض غريب هززت رأسي بالموافقة و أنا اتمنى ان تكون القصة طويلة كفايةلكي أفوت درس الرياضيات أردفت هي " في زمن ما كان هناك فتاة .. تمقت تصرفات والدها تكره تحكمه فيها كانت هذه الفتاة في شجار دائم مع والدها ما يقوله هو تقول هي العكس تمنت هذه الفتاه لو أن والدها يتغير و لو قليلا تمنت أن يسمعها تمنت العيش في مكان مختلف تمنت ان يصمت والدها للأبد ...."

توقفت قليلا و رأيت عيناها العسلية تلمع في ضوء الشمس من الدموع أتكون هي تلك الفتاة و إن لم تكن ما دخلي أنا ... ناولتها منديلا و أردفت هي ...

" عذرا .. وحين أتت اللحظة التي سيصمت والدها للأبد اندفعت جرعة ندم أثقلت روحها بشدة ندم سنوات أتى دفعة واحدة مع كثير من المشاعر المختلطة حب..تقدير..ندم..تفكير.. في هذه اللحظة هرعت الفتاة  لوالدها لتكفر عن خطيئتها لا لن اقول خطأ بل خطيئة لأن ما شعر هي به  هو الخطيئة هو كبيرة من الكبائر في حق نفسها و حق والدها في هذه اللحظة عرفت أنها من كانت تمنع حب والدها عنها هي من كانت تخطئ و هو كان يرد الخطأ بخطأ أكبر لا يهم خطأه المهم هو أنها أخطأت ... ذهبت الفتاة لوالدها عّلها تنقذ ما تبقى من منه علها تعطيه سببا للبقاء " دمعت الأخصائية أكثر بكت بدموع صامتة و لكنها أكملت " هرعت الفتاة و ركضت لكنها لم تستطع اللحاق به .. حتى بقاياه لم تعد هنا هل تعلمين ما فعلت ؟؟ بكت و صرخت و هي تحتضن بقاياه و هي تحتضن جثته الهامدة بكل ما تملك من قوة من حب من شوق لوالدها الذي لم تعطي نفسها فرصة أن تعرفه أو تفهمه يوما كانت تعتقد أنه لم يحبها يوما لكن الان و الان فقط أيقنت أنه أحبها و أحبها جدا لدرجة لا يمكن لبشر أن يحبها لأخر... لكنه فعل ... بكت بشدة كانت هذه أول مرة تشعر أن شيئا بها انكسر أن هناك شيئا مهما لم تكن تعرف بوجوده لكنها الأن تعرف هي الأن تعرف قيمة ما فقدته ما كانت تملكه لكنها رفضت اكتشافه لأمل مرة تشعر أنه كان عليها احتضانه أكثر لأول مرة تدرك كمية الفرص التي كان يمكنها احتضانه و عناقه لكنها أبت لأول مرة تشعر حقا أنها فقدت شيئا ثمينا ... ثمينا جدا حينها همست الفتاة في ظل دمعها عد ابي عد لتنشاجر عد و خذ مني ما تريد عد و عاقبني ارجوك فقط عد ..عد لأحضنتك عد و اصرخ علي و قل أني عديمة نفع أنا حقا عديمة نفع أبي عد .. عد و افعل ما تشاء لكن...عد...فقط عد ) لكن هذه المرة هي تعلم أنه لن يعود همست الفتاة لكن هذه المرة كانت تعلم ان لا أحد يسمعها همست و هي تتمنى حقا أن يعود لكنه لن يفعل "

حُـطَـامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن