- كيف صمدت أمام العاصفة؟
=لم أصمد ....سقط كل ما بي أرضا إلا جسدي
.
.
الصور و الكلمات كلها لها معنى و كلها لها مدلول ركز و اكتشف لأنك الأن في مكان غريب لا ملامح له ، مظلم أحيانا مشرق احيانا اخرى رمادي غالبا... انت الأن في اعماقك
.
داخلي زرقة داخلي...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أعرف جيدًا معنى أن يمتلئ عقلك باسود الأفكار ، معنى أن تحترق من الداخل تفكيرًا ، أن تتقافز الأفكار في عقلك كشياطين ثائرة تريد الخروج، أعرف جيدًا هذه الحالة من الفوضى الداخلية ، كم أبدو صغيرًا على شخص عاش كل هذا الأنين، شخص كان يومًا في أعلى مراحل الإختناق و الإكتئاب ، أعلم أني شخص قوي بل قوي لدرجة صعبة التخيل .. لدرجة قد يبدو الجبل ضعيفا أمامي و صلابتي لكن ما عايشته و شعرت به يوما لم يكن بهين ولا يمكن نكرانه .. القوي ليس من يتناسى لحظات معاناته بل من يعترف بها و بفضلها وها أنا ذا لا أنكر ضعفي و انهزامي .. لا أنكر أوقات انهياري ، مرت عليّ أحيان شعرت بفراغ كبير ، رأس مليء بالهلوسات و الأفكار الغريبة .. المبهمة ، صداع يومي كأن هناك من يضرب رأسي بمطرقة ضربات منتظمة ..ضربات انتقامية لعينة ، وقلب مثقوب لدرجة يمكنك إدخال يدك و إخراجها من الجهة الأخرى.... أتذكر الأمر ، أتذكر الصدمة ، الشعور بالخذلان ، النكران ، لقد فاق هذا كل تخيلاتي ، لم أتوقع أن تهدم قلاعي ، أتذكر مرارة الشعور ، الألم ، الدموع المكتنزة تأبى الخروج والكلمات التي ضلت طريقها فجأة ، تبا ... لم أتذكر هذا الأن ؟ أتذكر التخاذل وتلك اللحظة التي هاجمتني كل هذه الأشياء في آن واحد إلى أن وصلت لقمة يأسي بعد محاولات مقاومة مستمرة لكن في النهاية ... غرقت ، كنت أرفض الموت ببساطة..أرفض الإستسلام و الضعف ..كنت أرفض سلب روحي بيدي ، أكره الضعف و الضعفاء مع أن لحظات ضعفي نادرة إلا أني أمقتها بشدة ... كل ما أريد الأن هو التأكد أني ما زلت على قيد الحياة .. أريد الشعور بأي شيء فأنا لا أشعر بشيء .. فراغ .. أمسكت أداة حادة نوعًا ما و هممت بجرح يدي .. معصمي ، كحيوان مفترس انقض على فريسته يمزقها بعنف وهمجية وهي مسكينة كل ذنبها التواجد في المكان الخطأ ولأول مرة منذ زمن سحيق انهارت الدموع شلالات دافئة على وجنتيّ ..أسرابًا لاتتوقف حتى اعمتني .. و شفتاي تتمتم ( موتي ..لن يهتم أحد ..موتي) جفاف..أتذكر المنظر ..خطوط عشوائية تستلقي على يدي مشكلة لوحة بها كل الألوان ينقصها الأحمر .. أعلم علم اليقين أنها تؤلم كالجحيم ولكني لا أشعر بها.. ما زلت لا أشعر بشيء و كأن شيئا لم يكن !! ما أشعر به حقا الأن هو المرارة .. غصة ..صوتي لا يخرج من أحبال صوتية بل إنه مجرد فحيح .. رأسي يؤلمني .. انعدمت الرؤية لكن..مازلت لا أتألم ..مازلت لا أشعر بشيء على الإطلاق ..أهذا أثر الصدمة أم أن هذا بأكمله حلم ؟ بالمناسبة هل يتألم الناس في الأحلام؟ لم يكفي التجريح ... ما أعلمه أني لا اريد الإنتحار لا أريد الموت لن أتخلى عن الحياة بسهولة ربما في حياتي ما يستحق التماسك ربما سيأتي ما هو الأفضل ربما" غدا أفضل " ليست كذبة و غدا فعلا أفضل ربما سأبتسم يوم من قلب سعيد حقا ربما سيأتي يوم أضحك على ما أفعلها لأن أو ربما سأفخر لأني نجوت من العاصفة ، ربما يأتي يوم....
