الفصل السابع

53 3 0
                                    

مالك مراد.

سوء التوقيت اللعين يحاوطني، لو كنت أكملت هنا الرابعة لظللت بكنفها، ولم أكن لآتي إلى تلك الحرب اللعينة لأقتل من أجل عاهرة لم أمسها.

أتت ماجدة الجميلة تضمني إلي صدرها وتقول بتوق:

- اشتقت إلي؟

حاوطتها بذراعيَّ وقلت:

- جداً.. لماذا لا تتركين بغداد من خلفك وتأتي معي لأمريكا حبيبتي.. لأشتري لك الفستان الأبيض والقبعة الأرستقراطية؟

أنزلت ذراعيَّ المحيطة بها وجلست على السرير تخلع كنزتها وتلقي بها بلا إكتثار على الأرض كعادتها الفوضوية وقالت:

- كاذب حبيبي.. أعلم ذلك.. فكل ما تريد هو خلع سروالي.

جلست أمامها على طرف السرير، وأطبقت شفاي على شفتاها وحتى خارت قواها تهيئاً لرحلة قد تعدل كل رحالها إلا إنها تماسكت إلا قليلًا وابتعدت عن شفتاي وبينما تقول مشجونة:

- لماذا تبدوا صادق هذه المرة؟

- لأني صادق بالفعل .. سوف أتزوجك قبل خروجنا من بغداد وسوف أذهب لأمك لخطبتك لكي تعودي امرأة شريفة من جديد.

هولتها المفاجأة حتى أصمتتها فأردفت بالمزيد:

- سوف أفعل ذلك سريعًا قبل أن أموت بهذه الحرب.

وضعت أناملها على شفتاي لتصمتني وقالت بلهفة:

- أرجوك لا تذكر الموت سوف تعيش لمائة عام ولو دفعت حياتي ثمنًا لذلك.

- دعينا نفعل ذلك سريعًا أرجوكِ.. أنا مهدد.. خرجت معلومات عن طريقي وأنتظر التصفية بأي وقت.

- لا أفهم.

- لا داعي لتفهمي.. عليك بالتنفيذ فقط.

قالت بلهفة مضاعفة:

- لا.. علينا التفكير بإنقاذك أولاً.

صحت بها لأني لم أعد أتحمل المزيد من الكذب والتلفيق:

- كنت أعلم إنك أخبث من ذلك.

قمت عن السرير وهي بيدي أمزق عنها ملابسها العلوية باحثاً عن الدليل، لم أبالي بتساؤلاتها العديدة عما أنوي فعله بها وحتى ظهر الجوال الصغير الملتصق بشريط لاصق فضي أسفل ذراعها الأيسر كيلا يلاحظه الجنود المشتتين عن أداء واجبهم بجمالها ولا ينشغلون إلا بتفتيش نهديها وردفيها.

أمسكت بالجوال وتفحصته فلم أجد بالهاتف إلا صورةً واحدةً لي؛ مستغرق في النوم على سريري عارياً وليس بملابس عسكرية أمريكية تدينني بأي شيء.

عرضت الصورة على الواشية وقلت:

- هذه المعلومات التي خرجت عن طريقك حبيبتي.. إلي من أرسلتها؟

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن