الفصل الثامن والثمانين

44 5 3
                                    

عمرو عادلي

انتهى يوم آخر مع أكثر مخلوقة باردة ثلجية أبصرتها في حياتي، بعد الكلام المعسول والحب والهيام في محياها، المبادرة بالتأسف كما أتنفس عن كل شيء أفعله وتراه هي خاطئ، طلبت مني "هنا" في كل وقاحة كل الوثائق المتعلقة بأعمالي في البنوك وخلافه، والعلة تريد دراستها لتجد لي مخرج، على الرغم من إنني حسبتها هي المخرج.

فتاة تافهة لا أذكر إنني كنت علاقة مع فتاة بعمرها حتى عندما كنت مراهق، وعلى الرغم من ذلك أرهقتني أيما إرهاق وفي النهاية لم أصل لأيما شيء.

المجهود العظيم الذي أبذلها معها لمجرد إرضائها لو كنت بذلته مع أخرى لقدمت روحها قربان للآلهة التي قربتنا من بعضنا البعض، إنما تلك شيطانة مشعوذة والملامح الجميلة والقسمات البريئة لعبة من ألاعيب الشيطان ولم يكذب كل من حدَّثني عنها وحذرني من الاقتراب منها.

البداية كنت جالس في مكتبي في جهاز أ/من الدو/لة في أمان الله، وعند الواحدة ظهراً جاءتني إشارة تفيد بوجود انفجار هائل نُسب فاعله إلى جماعة إرها/بية لم تعلن مسؤوليتها عن الحادث بعد.

تم الحادث في منطقة مقابر السيدة عائشة، وحينها بُهتُ فـمال الإرها/بيين والمقابر، ألم يكونوا في السابق يقصدون الأحياء، إنما كل ما سبق لم يثير تعجبي بعد فهناك المزيد.

الحادث تم تحديداً في مقبرة يسكنها دجال شهير باسم "بستان" بين طائفة أثرياء المجتمع المخملي وقد اتضح فيما بعد أن أسمه "راشد"؛ أربعة وثلاثين عام وخريج كلية الآداب قسم علم نفس، وهذا أيضاً يثير التعجب، ففي السابق الدجالين كانوا رجال طاعنين في السن وجهلة.

في الواقع لم نجد الموقع من الأصل ووجدنا موقع حفر عميق للغاية، عندما تمعنتُ فيه للحظات كدت أن أسقط به، فأظنه وصل لمركز الأرض. وكأن سقط بالمقبرة صاروخ حفر الأرض لأكثر من عشرة أمتار متر عن سطح الأرض، حتى أن رجال البحث الجنائي نزلوا إليه عن طريق أوناش وحبال ووسائل من كل شاكلة.

وُجد في الأسفل رفات متناهية الصغر لبشر جرى تمزيقهم قبل حرقهم نسبة لانتشار الدماء الحية على باقي سطح الأرض والجدران، وهذا ليس عمل إرها/بي ولا أعلم أي عمل ذاك أصلاً.

نظرت لزميلي وقلت متعجباً عيوني تتفحص كل أنحاء موقع الجريمة بلا هوادة:

- هو في إيه بالظبط .. ما كنوش عشر سنين قضتهم برة مصر .. اللي قطَّع و حرق و فجَّر طِلع إزاي من الحفرة .. طار؟!

أجابني نفراً تجاوز الخمسين مرتدي ملابس ميرية تدل على كونه مأمور قسم المنطقة ومن حوله كوكبة من رجاله ما بين ضباط وعساكر:

- هو فعلاً طار.

هززتُ رأسي أن لا حول لا وقوة إلا بالله كَبِر الرجل وخرَّف ثم قلت:

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن