الفصل الثامن والتسعين

45 5 3
                                    


هنا جلال.

الشفقة كل الشفقة على معشر الجان الموكلون من البشر بالإيذاء، لا يعيرون للوقت انتباه، ويقومون بمهامهم مهما كلفهم الأمر وإلا نفذ الساحر تهديده وحرقهم واستبدلهم بحمقى آخرين، أما الجني العاشق الخاص بي كما يظن بحاله، لا يزال للحين ينظر إلي، أمضيتُ ساعتين كاملتين وأنا أنقل أحلامي ومذكراتي الواقعية وهو كما هو، حتى إنني من تمللت من رفقته، ووسامته الكاذبة، فهو منعكس على حاسبي في هيئة بشرية رجولية وسيمة لإغوائي، أتعلمون ما العجيب في الأمر والبعيد كل البعد عما أمُر، إنني لا أجد رجل وسيم في العالم إلا "مالك" اللعين بعيونه الخضراء المتلونة مع كل إضاءة، وأذنيه الكبيرين الحمراوين، وشعره العجيب المائل للبنية الفاتحة ولكن الخشن بشدة ولذلك حليق على الدوام.

ضحكت بشدة لما أُخرجت من هيامي بـ"مالك" بفعل الجني الأحمق الذي ينظر لي بنعومة في شاشة حاسبي، فقلت له موفرة عنه العناء:

- أنا شايفاك.. بطَّل اللي بتعمله ده لو سمحت، شكلك يضحك أوي.

قال بصوت كاد أن يصمني لأنه مرتفع للغاية، إنما لا يسمعه أحد غيري بالطبع:

-أنااااا

فأخرسته:

- إخرس يا حيوان و وطي صوتك إنتي فاكرني طارشة ولا فاكر نفسك طالع على المسرح.

صاح من جديد بصوت وطريقة درامية للغاية:

- أنا هندمك على اليوم ..

- يا أهبل .. إنت بقالك معايا في أوضتي أكتر من شهر .. ومقدرتش تدخل جوايا وتبعت لي رؤى هزلية من اللي كنت بتبعتها للستات اللي لبستهم قبلي وجننتهم .. ده ما نبهكش لحاجة؟

لغتي الواثقة ألجمته وجعلته يصمت لبرهة ثم قال في حيرة:

- أنا مش فاهم حاجة من اللي بتقوليها.

لم تلجمه الثقة بقدر جهله وغباءه، فقلت له:

- إنت من عشيرة إيه؟

- آزال.

- و إيه اللي خلاك تتخصص في الجن العاشق وإنت مش من جن المراية و موحد بالله.

تنهد وقال في حزن:

- صدفة.

الأحمق عشق إنسية عشقاً حقيقي، وأحبها حباً جماً، والأخرى بادلته الحب، إنما رفضت عائلتها بالطبع، واستقدمت دجالا يدعى "عجمي" سلخه بقسوة كادت أن تحرقه من على جسد حبيبته ومن حينها وهو خادم "عجمي" وإلا حرقه.

تمتمتُ في غيظ:

- يا دي النيلة على "عجمي" وسنينه السودة، الله يحرقك مطرح ما روحت يا "راشد" الكلب ..

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن