الفصل الثاني والأربعين

40 4 0
                                    


مالك مراد.

بالطبع لم يلمس مازن ذات العيون الزرقاء الجسورة، فعيونها كانت بعيون الديب ونالت منها شذراتي المهلكة ولكن زرقاء العيون تعافت سريعاً من سحري المستطير، وخرجت ناقمة على وقاحة عيون ليست ذو سلطان عليها كما علموها في بيت أبيها اللواء المبجل.

جميل الهناء الصغير للغاية، إلى جانب مميزاتها المتعددة، ولذلك مطمع من الجميع. على خلق اندثر، لم يستطع خداعها من خدع ماريا دوس والعديدات وباعترافه المفصل. قوية أيضاً، بشموخ يصعب على من كسر قلبه بهذه القسوة أكملت دربها الذي ناضلت لأجله ونالت الهندسة.

تسكن بناية أبي في الإسكندرية مع والديها، ولا يتركوها للحظة بمفردها كما المفترض من عائلة محافظة مثل عائلة اللواء، تخرج لجامعتها بالثامنة صباحًا وتعود بالثانية ظهرا بالحلوى لأبناء عم مدبولي حارس العقار، تراقب الأطفال يأكلون حلواها بسعادة لأنها لا تستطيع أكلها.

مريض الهناء، وأرسلتُ لها دون قصد من استذلها بمرضها مقابل فقره الذي تبدل، إنما هي لا تبدل لمرضها ولو تبدل يتبدل للأسوأ.

الحمار مازن تنازل عن كبريائه، وأرسل لها أشواقه التي لم تنطفأ، وأعذراه عن حموريته فأجابت برسالة نصية:

- أنا مش هحب تاني ولا هجوز وبدعي ربنا يسامحني على اللي حصل بينا .. ما تتصل شبيا تاني وإلا هقول لبابي.

ما اقترفاه الحبيبين السابقين هو المصافحة باليد، ونزهة وحيدة على أطراف النيل يوم عيد ميلادها، حتى يوم مولدها جميل مثلها الأول من يناير للعام الحادي والتسعين، يا للسحر.

صغير الهناء للغاية بالسنة الأولى في الهندسة وهى بالخامسة عشر، كيف ذلك. سوف أتراجع عن الخطبة، لأن مريضة السكري قد لا تنجب، أو قد تنقل المرض لأطفالها، خسارة فادحة هنا، فهي كما يدعون كاملة الأوصاف.

لا ، سوف أبدأ بالبحث عن علاج نهائي لعلتها من الآن.

الألم الذي لف رأسي بعمامة عمي الأكبر الذي لم يبدل ملابسه الصعيدية، ولو بيوم زفافه كما فعل كل أخوته أرقني عن راحة أستجديها، أنما ليس الألم فقط ما قلقل راحته في بيتي الذي أدفع إيجاره من نقودي الملعونة كما يردد أحدهم، فقد عاد أحدهم بسخافاته، وأنا من سوف يشق له رأسه لأثأر منه هذه المرة.

الخائن الذي غرر بأخت رجل يعرفه تمام المعرفة، يقف بجانب سريري ويسألني:

- انت شفت أختي فين؟

لم أراها فحسب، فقد كانت يدي بيدها إنما قلت للحيطة:

- ما شفتهاش كريم وصفهالي لما الكلام جاب بعضه.. و وجيه.. يعني وجيه يشوفها و يكلمها و أنا لا يا حسام.. ما لي بس يا ناس.. معووج.. هاكلها يعني.

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن