الفصل السابع والثمانين

57 4 2
                                    

هنا جلال.

- مجمع "هنا" السكني في السادس من أكتوبر.

قالها "عمرو" في تفاؤل ينبئ إن ذلك قد يحدث في يوم من الأيام على الرغم من أنه لم يبدو لي رجل خيالي أو يملك طموح جارف قد يحمله لشيء أبعد من إعداد صنف جديد في مطعمه.

أرض السادس من أكتوبر خاصتي، لا تتحمل إلا بضعة أبنية مزخرفة لصغر حجمها، وضيق إمكانيات جدي وأونكل "مراد" شريكي، فقلت أوضح لـ"عمرو" أن حلم مجمع هَنا السكني عنيد أكثر مني:

- خمستاشر عمارة خلتهم مجمع "هنا" السكني؟!

- الأرض بتاعتك جمبيها قطع أرض أصغر وأكبر هنضمهم لينا وهيبقوا مجمع "هنا" السكني.

- وفين التمويل؟

- اللي هيشتري الأراضي هيخش معانا في التمويل.

- ولقيت مشتري؟

- لقيت ووافق كمان ومش ناقص غير موافقة "جلال" بيه.

- مين المشتري؟

- "كريم الدويري".

نظرت له في تعجب جلي، فهو ضابط في جهة أمنية مشددة وتحت يده وسائل ومعلومات تجعله يُدرك من يكون "كريم الدويري" بالنسبة إلى عائلتنا، أيضاً كان أخبرنا أنه على علاقة ود قديمة مع "كريم"، و"كريم" لا يتوانى عن ذكر قصة أبي مع أبيه في أضيق وأوسع المجالس، إذن كيف هيأ له عقله أن أبي أو "كريم" ذاته قد يجمعهما أي شيء مستقبلاً.

أحبط طموحه قولي:

- مستحـيل بابي يشارك "كريم".

قال وهو مبتسم في حنكة:

- كريم" هيموت يدخل السوق العقاري تاني لكن طبعًا ..

أكملت عنه لأن ما يود قوله شيء بديهي لي:

- محدش راضي يبيع له أرض علشان ما يدخلش في سبوبة المباني ويضيق على باقي شركات التمويل العقاري لأن "كريم" معاه سيولة كبيرة جداً وبالعملة الصعبة.

- لكن لما يعرفوا إن تحت إيده أرض بمساحة أرضك هيحط معداته عليها كله هيبع علشان "كريم"...

تركني أكمل عنه:

- "كريم" بلطجي و ممكن ياخد أراضيهم وضع يد لأن ده أسلوبه أصلاً .. بس بجد بابي صعب يوافق أنه يشارك "كريم"!

- "كريم" عنده بابي غير اللي مات و بابي بتاعك بيعزه أوي .. فبابي "كريم" يكلم بابي "هنا" ويقول له أنه كبر و نفسه يرتاح و يرجع مصر .. ومن الآخر "وحيد" مرتبط جداً بـ"كريم" و ما يقدرش يسيبه و "كريم" مش هيركز في مصر أو على الأقل يقلل سفر غير لما يكون عنده مشاريع كبيرة في مصر.

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن