الفصل الثاني والثمانين

38 6 1
                                    

مالك مراد

كيف ظننتُ للحظة إن "كريم" لن يتوانى عن بيع رُفات أمه لو كان في ذلك الأمر شيء يعود بالنفع عليه، و"كريم" بدوره طامع في اقتحام سوق العقارات في مصر.

خرج من السباق بعد موت أبيه، بعدما عاجلته سقطة من بعد سقطة لأنه لم يكن مخيف ومسيطر بقدر أبيه، وحينها تكالب عليه المنافسين لكي يُخرجوه من السوق العقاري في مصر وقد نجحوا، إنما حينها لم يُلقي "كريم" للأمر بال وانشغل بفرع شركته في نيو يورك، وباقي الفروع الخارجية، وها قد عاد الحلم يراوده كما الجميع، ولو على حساب صديق يُرفِّه عنه ويُضحكه.

بدأتُ أفكر جديةً في الانتحار.

لم أنتحر لأن صحبة "كريم" كافية، هزئه الدائم مني سوف يضربني قريباً بجلطة دماغية. أمسى يصطحبني معه في كل مكان مردداً أنه يحاول الترفيه عني بعدما تخلت عني "هنا" ولا سيما "جنيفر". نصحني أيضاً بالابتعاد عن "ميرفانا" لأن لها عائلة كبيرة لو علمت بأمري سوف يبدأ جدال مسلمين ومسحيين من أجل أحمق مثلي، ومن ثم تقام مذابح في الصعيد لأن لـ"ميرفانا" عائلة ذا نفوذ وحظوة هناك.

المدهش صدقته، صدقت أن شخص مثل "كريم" قد يفعل أي شيء لوجه الله تعالى، أو يخاف فقدي كصديق له، بينما الوغد استخدمني كطعم لكي يصطاد بي عاهرة، والعاهرة ذاتها استخدمتني كطعم كذلك لكي تصل إلى "كريم"، على الرغم من إنهما لو كانا صريحين لوصل كلاً منهما للآخر وكنت خرجتُ من تلك المعادلة مستسلم تماماً إلى فكرة الانتحار ولكن هيهات لا بد أن أموت وقد احترقت كل نقطة في دمي غيظاً.

لم أكن أعرف من هو "العديسي" والذي يملك قطعة الأرض التي تقع في منتصف قطاع أرض "هنا" وأرض "كريم"، ولا أبالي بشتى الحيل التي يقوم بها "عمرو" ولا سيما "كريم" ليمتلك أياً منهما الأرض لكي يكون المسيطر الأوحد على مشروع المجمع السكني القادم عن طريق نسبة الأرض الأكبر، فكلاهما يعتبران متساويان في النسب، وأرض "العديسي" هي ما سوف تُغلِّب كفة أحدهما.

"عمرو" لم يتعامل بخشونة مع "العديسي" لأنه الآن يُمثل دور الحمل الوديع على عائلة أصهاره الجدد، وكذلك "كريم" لعب ذات الألعوب ولعب دور رجل الأعمال الشريف لئلا ينفر منه اللواء "جلال" ولا سيما "الاتربي" ويرفضا التعامل معه.

أما العبد لله والحمد لله أحمق كان وأحمق أصبح، كتفي في كتف "كريم" أينما ذهب، وحتى رأيتُ البلاء الذي سوف يحولني لرجل مستقيم ما تبقى من حياتي والله على أقول شهيد.

قابلتُ امرأة في ليلة سوداء تخوّفت فيها النجوم والقمر من الظهور، كنا في سهرة بالطبع، ورأيت تلك المرأة برفقة زميل سلاح أسمه "سمير"، أذكر أنه كان من الزملاء المقربين إلي في أيامنا الأولى في الكلية، ولذلك تجاهلتُ نظرات امرأته لي والتي بدأت منذ رأتني جالس بين أصدقائي، بل وأقنعتُ نفسي أن نظراتها لم تكن لي وكانت للشامي الجالس بجانبي لأنه الأوسم والأغنى والأقوى، وقبعتُ ساكن في كل تهذيب عيوني أرضاً.

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن