الفصل العشرين

41 5 0
                                    

مالك مراد.

بعد البحث والتنقيب علمت أن شيخ الصيادين يمتلك سيارة تويوتا نصف نقل متهالكة تعمل, ولكن لتعمل تحتاج للوقود, وقد ضُربت محطات الوقود على طول القرية, ولم يعد هناك غير محطة واحدة بالمدينة توفر الوقود, وعلينا الذهاب لشرائه. هذه المعلومات القيمة أتت رأساً من إبن شيخ الصيادين بالتاسعة من عمره, وليس من أمه التي صفعته على وجهه بقوة لما ذهبت وإميل لنعرض عليها فكرتنا.

سحبتُ الولد الصغير عن مرمى أمه قبل أن تجلد وجنته بالصفعة التالية وقلت:

- صلي على النبي يا حاجه.. يعني أنتي عاجبك وقف الحال اللي أنتوا فيه؟!

قالت قسماتها مقلوبة مشمئزة من رؤياي من الأصل:

- الخراب صار لما جيتونا.

لم أبالي وقلت:

- شوفي يا ست الكل.. العربيه راقده وسمكوا عفن و رجالتكوا الله أعلم راجعين إمتى يبقى الأوْلى بالتفكير تفتحوا سوق جديد.

- يا أزعر لما تروح أنت و هو للسوق يوم وتنين وعشر مصيركوا تفارقونا مينو راح يروح مكانكوا؟

امرأة مسكينة ماذا تعرف عن الأسواق, ولذلك شرحت لها الطريقة المتبعة التي يتماشى عليها المصريين والعرب كافة في أمور البيع والشراء. حتى يكون لك مكان تسوق به بضاعتك بسوق كبير عليك أولاً فرض سيطرتك بالقوة والآن سيدتي معك القوة المتمثلة في و في صديقي, ولا يتبقى غير بضاعة جيدة وما تبقى من شباب القرية, و أولهم مصطفى ابن شيخ الصيادين الذي أبدى حماسة لفكرتي أكثر من أمه.

في أسبوع فقط سوف يكون لقريتهم مكان لتسوق به كل بضاعتهم سواء أسماك أو أيا مما يبيعوه بلا أي إزعاج من التجار وكل هذه المميزات تأتي مقابل أجر ضئيل يمتثل في نصف المكسب.

احتدت نظرات زوجة شيخ الصيادين فتدارك إميل الأمر قائلاً:

- كل ما نريده هو الرحيل لشمال بغداد.. نحتاج مائة دينار فقط سوف تناقضاهم بنهاية عملنا.

بدى على زوجة شيخ الصيادين بعض القبول إلا أنها ساومت:

- زين .. خمسين دينار.

صحت بها:

- يا وليه يا بومه..

أمسكني إميل عنها قبل قتلها وتناول دفة الحديث مجدداً:

- مائه دينار سيدتي سوف نبيع كل ما تخرجوه من البحر يوميًا ولن نعود بفائض.

قالت المرأة في امتعاض:

- السيارة تحتاج تصليح ووقود ما معي دينار.

صحت بها مجدداً:

- يا وليه إنتي فاكراني حنفي الأبهه و هو بركوته.. معناش زفت فلوس.. حلِي الكيس عشان تورّق على دماغك.

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن