الفصل السابع والستين

40 3 0
                                    


مالك مراد

حملت الدثار و دورت في أرض الله أنوي على فعل العديد من الأشياء من أجل حماية "هنا"، إنما في الواقع لا أعرف كيف، لا أعرف حتى عنوان ساحر أمي الخاص لأذهب إليه للتفاوض.

أظن التفاوض بالطبع، ما الذي في وسعي فعله غير ذاك.

جاب خاطري التوجه لأبي بكل بساطة، وطلب مساعدته، فأظنه لا يريد تخريب علاقته باللواء بسبب هراء نسائي، ولكن الهراء النسائي من قام به أمي، ولابد أنها سوف تنال من التوبيخ والإهانة ما كفاها ولم تعد للمنزل حتى الآن من آخر هجر، وأبي لا يُبدي تلهف لاسترجاعها، فهو كعادته يعيش بكل أريحية في وجود أمي أو غير وجودها.

خَطَرَ لي أيضاً التحدث لصديقي الأقرب رغم أنفي، فهو زميل العمل والسكن والشئون المالية، والأخيرة يفعلها بمقابل بالمناسبة، فهو يخرج نقودي من الولايات المتحدة لبنوك سويسرا بلا قيود ضريبية عن طريق أساليبه الملتوية، والتي لا أعرف عنها أي شيء مهما ألحيتُ عليه بالبوح بمصادره ولو على السبيل تجاذب الحديث، إنما هو كائن مدهش ليس بثرثار، ويحب أن يحتفظ بمصادر قوته سرية.

صديقي في الخارج، فاتصلت به الثامنة مساءً بتوقيت لوس أنجلوس والعاشرة صباحاً بتوقيت مصر وقلت:

- حبيب قلبي.

- حبيب عمري.

- وحشتني.

الترحاب الزائد، جعله يدرك إنني اتصل به من أجل مطلب، فقال:

- و مالو .. عايز إيه؟

ماطلت لأستفتح حديث عقلاني يجمل ولو بعض الشيء الجنوني الذي سوف أسرد لاحقاً:

- أسكت مش كنت هخطب.

بلا أدنى حماسة أو فرح قال:

- مبروك.

- ما هي اتفركشت بقه.

- ليه بس؟

- أمي عملت لها عمل .. ما تعرفش حد يفكه.

- بتقول إيه يا مالك؟

مسكين يظن حاله أخطأ السمع، فأكدت ما قلت:

- زي ما سمعت.

صمت لوهلة سمعت فيها ضحكة متكتمة خرجت منه وقال:

- قول والله العظيم هو ده اللي حصل.

- والله العظيم.

فانفجر ضاحكاً وحينها قاطعت ضحكاته:

- تعرف حد يفكه؟

- لا ماليش في السكك دي الحمد لله.

- طب أروح لمين؟

سوء توقيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن