الجزء الاول

445 12 7
                                    

في احد حارات مصر القديمه وبالتحديد في منطقة السيدة زينب وبالتحديد في احد مطاعمها الشعبيةالمسماه بالمسمط وقفت بنت صغيره في الثامنة عشر من عمرها أمام حوض غسيل الاطباق وامامها تلال لا تنتهي من الاطباق والحلل وهي تقوم بغسلها بصورة سريعة محاولة منها إنهاء هذا الكم الذى لن ينتهي دون ملل انها شابه صغيره ذات ملامح جميله عينين زرقاويين بلون السماء وشعر ذهبي طويل وملامح طفوليه بريئة من تملك هذه الملامح ولو كانت من أسره متوسطة فهى ستسعى بكل جهدها حتى تبرز هذا الجمال أما ياسمين فهى لم تشعر ابدا بأنها جميله ومع حالة أسرتها شديدة الفقر فملابسها الرثه الباهته وان كانت نظيفه أما شعرها الذى لم يعرف الكوافير ابدا ووجهها الذي لم يمسه المكياج ابدا وعملها في المسمط في التنظيف و غسل الاطباق والحلل جعلها لم تجذب انتباه اى رجل ,............................؟؟.....
****★*************************
في الناحية الأخرى فى أحد أشهر الملاهي الليلية يجلس احمد علي طاوله مميزه قريبه من البست حتى تتيح له مشاهده الفقرات الفنية ولما لا فهو،,(احمد بيه) الفتى المدلل وحيد سامى عبد الله رجل الأعمال المعروف صاحب اكبر شركات الاستثمار والانشاءات في مصر وأيضا ابن امنيه هانم حفيده ابراهيم باشا توفيق وبالرغم من انتهاء عصر البشوات من سنين عديدة الا أن عائلة امنيه هانم لا تزال تحتفظ بالذكريات عن الأصل النبيل وان كانوا فقدوا كل ثروتهم وأموالهم فيكفيهم الأصل وهذا ما جعل امنيه هانم تتنازل وتقبل بالزواج من سامى عبد الله فامواله وثروته الكبيره تشفع له تواضع أصله بالنسبة لها
إنه شاب في الرابع والعشرين من عمره شديد الوسامة له بشره بيضاء وعيون عسليه وشعر اسود ناعم وملامح أرستقراطية فرضتها عليه طبيعته الراقية.،،
*

***************★***************

في المسمط مازالت ياسمين تغسل الحلل الضخمة والسوداء وهي تسمع صراخ الشيفيه والطباخين فتجرى مسرعه بتلبية اوامرهم وإحضار ما يحتاجون إليه من المكونات أرز أو لحم أو خضار وربما يطلبها أحد الجرسونات فتخرج لتنظيف الطاولات أو مسح الأرضية لتعود مره اخرى وتقف على الحوض لغسل الاطباق وفجأة تتوقف الدنيا من حولها حينما تسمع صوته يلقى التحيه (مساء الخير) فقد رنت الأجراس في قلبها فزادت نبضاته حتى وصلت للمليون في الثانية كيف لا وهي تشعر به يقترب تسمع صوته يسأل الطباخين كالعادة عن أى مشاكل أو أى نقص في المكونات وبعد أن يطمئن على الوضع يقترب منها لقد احمر وجهها وتسارعت أنفاسها واضطربت في وقفتها وكادت أن تسقط الاطباق من يدها وهي تسمعه يقول(مساء الخير يا ياسمين) إنه حسن إبن صاحب المسمط الفتى الأسمر ذو الثمانية والعشرين من عمره ذو ملامح مصريه خالصة اسمر الوجه له شعر اسود قصير وعيون عسليه تشرق مع ابتسامته الهادئة يعمل محاسب في احد البنوك في الصباح أما في المساء فيساعد والده في العمل في المطعم
التفتت إليه ياسمين وهي تمد يدها للسلام عليه دون أن تنتبه أن يدهاالقذره سوداء مليئة برغوة صابون المواعين فنظر حسن إلى يدها الممدودة الغير نظيفه لكنه لم يعطيها وقت لتشعر بالاحراج فقد مد يده بسرعه مسلما عليها دون النظر إلى ما عليها من قذارة ثم سألها
_عامله إيه يا ياسمين
_الحمد لله يا استاذ حسن
_وعمى وأخواتك
_كلنا بخير و الحمد لله
_ودراستك بتذاكرى والا لا ؟
فتنظر له باحراج ثم تقول (يعني مش اوي)
_لاانا عاوزك تذاكري كويس وانا عند وعدي أن شاء الله هساعدك انك تتوظفى في وظيفة كويسه
فترد بامتنان: ربنا يخليك لينا يا استاذ حسن
هيبتسم ويقول: غريبه ما سألتيش أنا عامل ايه ؟
فترد معتذره:اسفه والله بس نسيت
فيبتسم ويقول: على العموم أنا مش بخير
فتجيب بلهفه وخوف : بعد الشر عنك فيك إيه ؟ _ ولا حاجه بس ما شربتش كوباية الشاى التمام بتاعتي
فتبتسم له وتقول: من عنيا ثوانى وهتكون عندك
ثم يخرج حسن من المطبخ إلى صالة المطعم بينما تتوجه ياسمين إلى ركن تضع فيه صينية خاصه تلمع من النظافة وتخرج مج مخصوص تخبؤه ياسمين حتى لا يشرب فيه احد غير الاستاذ حسن ثم تجهز الشاى والسكر لو يعلم حسن انها تكاد أن تعد كل حبة سكر وكل ذره شاى في هذا المج تضيف مع الماء المغلي حبها ومشاعرها البريئة ثم تخرج حاملة الصينية إلى المكتب في مدخل المطعم حيث يجلس حسن علي الكاشير حتى يحضر الفواتير ويحاسب الزبائن ٠وتقدم إليه الشاى الذي ما أن يذقه حتى تخرج منه تنهيدة استمتاع وراحة ويقول: احلى كوباية شاى اللي بشربها من ايدك نفسي اعرف بتحطى فيها اي
فتبتسم بسعادة وتقول: بالهنا والشفا ................................
**********★***********************
أما في الملهي الليلى يشير احمد بيه لإحدى الفتيات فتأتى إليه في غنج وهي تتمايل في خطواتها وتجلس أمامه بفستانها الاحمر العارى فيهمس في أذنها بكلمات فتشير بعلامة الرضا ثم تتجه إلى البست لترقص له في دلال فيخرج من جيبه رزمه من المال وينثرها على الفتاة في تحيه منه لو يعلم أن ما نثره على هذه الغانيه يكفي أن يطعم شارع بأكمله مدة أسبوع لكن كيف سيعلم وهو لم يذق ابدا طعم الجوع أو الحرمان
بعدما أثارته برقصها الساخن اتجه بها إلى شقته الخاصة ليكمل معها سهرته الخاصة

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن