الجزء ٣٦

115 5 0
                                    

في المساء في فيلا أمنية هانم
جالسه على كرسيها الأنيق تضع فنجان قهوة تركية أمامها وبين إصبعيها سيجاره وجالسه تنتظر دخوله بفارغ الصبر فدخل بهدوء ملقى التحيه لها: مساء الخير.
لتضع ساق فوق الاخرى وتقول: مساء النور ياترى إرتحت لما قسمت الشركه وأخدتها كلها.
فأشار أحمد للخادمه لتحضر له كوب من القهوة ويخلع چاكت البذلة ويرميه بإهمال على الكرسي ويجلس مقابل لها ويقول بهدوء: إرتحت جدا.
أمنية: وإنت بتظن إنى ممكن أنسحب بالبساطة دى أكيد إنت غلطان الشركة دى بتاعتى حتى ولو بعت نصيبى ومش هسمح للبتاعه دى إنها تنتصر عليا.
أحمد: مشكلتك إنك أعلنت الحرب لكن ضد نفسك لأنى مش هاحارب ضدك أبدا إنتى أمى حتى ولو كانت علاقتنا مش زى أى أم وإبنها لكنك أمى ونفسي تكون علاقتنا طبيعية أنا وإنتى وياسمين.
أمنية هانم: مستحيل أقبل البنت دى لو عايز علاقتنا تكون طبيعية زى ما بتقول إبعد البنت دى عننا.
أحمد: مش ممكن يا أمى مستحيل أسيب ياسمين أنا بحبها بجد.
أمنية هانم بسخرية: يبقى إنت إخترت وعلى العموم أنا مستحيل أقبل البنت دى في بيتى أوعى تفكر إنك لو إتجوزتها هتجيبها هنا في ڤيلتى.
أحمد: على الرغم إتى ٧٥٪ من الشركة بإسمى لكن متخافش أنا مقرر من الأول إن ياسمين مش هتعيش هنا في الڤيلا.
أمنية هانم: وإنت .
أحمد: هعيش مع ياسمين.
فتقول بألم: وأنا.
أحمد: هبقى أزورك كل فترة.
########################№№№##
في سيارة أحمد
ياسمين: طيب مش تعرفني رايحين على فين ؟
أحمد: هأخطفك عندك مانع.
ياسمين: لا يا عم ما عنديش إتكل على الله
فيضحك ويقول: الله يرحم المناحه إللي عملتيها وإحنا رايحين الفيوم.
ياسمين: كل وقت وله أدانه بجد إحنا رايحين على فين ؟
يوقف أحمد السيارة ويقول: وصلنا إتفضلى.
لتراه يقف أمام عماره كبيرة حوالي عشرة أدوار جميله وراقيه وتطل على النيل.
فتقول: إحنا هنا ليه.
فينظر لعينيها ويقول: مش عايزه تشوفى شقتك إللي هنتجوز فيها..
ويأخذها ويتجهو للداخل ويقول: بابا إشترى العمارة دى من زمان كانت مبنيه ومش متشطبه فشطبها وباع جزء وأجر جزء لكنه إحتفظ بالدور الثالث كله لنا.خدى وأهدانى الشقه دى بمناسبة نجاحى في الثانوية العامة.وفتح الباب لتدخل ياسمين الشقه.
وتقول: للمره المليون هاقولها باباك كان عبقري.بس إنت جبت كام في الثانوية عشان يهديك باباك الشقه دى.
فيبتسم بحرج ويقول: بلاش فضايح.المهم إتفرجى عليها وقولى إيه رأيك.وتركها تتجول في الشقة.
كانت ياسمين منبهرة جدا فالشقه كبيرة جداً ويغلب عليها طابع الشبابى في الألوان العصريه والفرش العصرى المودرن.فسألته : الشقه كام غرفة.
أحمد: الدور كله ثلاث شقق ففتحت الشقه إللي جنبنا مع الشقه دى فبقت حوالي خمس غرف وصالتين وثلاث حمامات ومطبخين.إيه رأيك.
ياسمين: تحفه حلوة اوى.
فأخذ بيدها وقال: تعالى شوفى البرندة هتعجبك أوى وفتح باب زجاجى لتجد مشهد رائع للنيل والمركب الشراعية تسير فيه وعلى الجانب السفن السياحية الضخمة.فأجلسها على أرجوحة شبابيه وجلس بجوارها.وقال: إن شاء الله من بكره هسلمها لمهندسين الديكور يغيروا كل حاجه فيها من الألوان لحد الفرش وبعد ما تنتهى نتجوز على طول.
ياسمين: ليه التكاليف دى كلها الشقه حلوه اوي وينفع نتجوز فيها.
أحمد: مستحيل نتجوز في الشقه بالشكل دة ومستحيل أتجوزك على الفرش ده لازم كل شيء يتغير ليقول في نفسه( مستحيل أتجوزك على فرش شاف أيام طيشى وغبائى ومستحيل تنامى على سرير نامت عليه بنات ليل ورقصات).لاحظ أحمد سرحانها فسالها: مالك يا ياسمين ؟
فإبتسمت وقالت: ولا حاجه بس فيه حلم كنت بحلم بيه زمان.بس مش مهم.
أحمد: حلم إيه يا ياسمين يهمنى أعرفه .
فتقول : كنت بحلم بإحساس العروسه المشغوله بشقتها على زوقها ولما يسألنى الناس ليه مش بنشوفك كتير فتقول فرحى قرب وورايا مليون حاجه ده أنا لسه هركب الستاير وهشترى طقم الخروج وماما قبضت جمعية هنجيب بها شنطه المعلق وكوببات كرستال.فتنظر له وتقول كان نفسي أحس بإحساس العروسه إللي بتفرج أصحابه على شقتها و تقول: شوفوا زوقى كل ركن في الشقه دى من زوقى أنا وأنا إللي إختارته بس خلاص مش مهم.
( صمت قليلا وهو يشاهد أحد أحلامها الضائعه والتي حرمها منها)وهو أن تعيش حياه أسرية طبيعية مثل أى بنت..لقد حرمها أهلها لكنه لن يحرمها جزء من حلمها.فقام ومد يده لها وقال: تعالى معايا نحقق حلمك وتختارى عفش بيتك بنفسك.
$$$$$$$$$$$$$$######$$#&&&&&&
في الڤيلا
دخلت الخادمة على أمنية هانم تخبرها بحضور الأستاذ شاكر.فسمحت لها بدخوله.فيدخل رجل في الاربعين من عمره له شعر أحمر وعيون بنيه تميل للأخضر ويبدوا عليه المكر والذكاء الشديد.
أقبل عليها وقبل يدها وقال: سعيد جدا إنك إتصلتى بيا تحت أمرك يا أمنية هانم.
فتبتسم له وتقول: وأنا أكتر يا أستاذ شاكر.أكيد عايز تعرف أنا ليه طلبتك.
جلس الاستاذ شاكر ووضع ساق فوق الاخرى وقال بثقه: اكيد.
فقدمت له ملف وقالت: إتفضل.
فنظر له وقرأه على عجل وقال: ياسمين سعيد طيب إيه المطلوب.
أجابت بخبث: كل حاجه أنا عايزة اعرف عنها كل حاجه من يوم ما إتولدت لحد اللحظه دى أكلت إيه شربت إيه مين أهلها عيلتها كل حاجه فاههم.
أكمل عنها: وأركز على.......
قالت: الفضايح فاهم كل حاجه غلط عملتها مهما كانت بسيطة حتى ولو مخالفة مرور أو حتى كسرت إشارة بعربيتها أي غلطه أي حاجة تخصها.
فأكمل عنها: وإن طلعت خاليه ف.......
أكملت ؛ هنلفق لها
فيضحك شاكر بصوت عالي ويقول: إنتى أكيد بتكرهيها أوى عملت ايه لدا كله
أمنية هانم: أخدت حاجه ملكى.
فيقول : okay عاوز شهر وكل المعلومات هتكون عندك.
فتخرج دفتر الشيكات وتكتب له شيك بمبلغ عشرة ألاف جنيه وتفدمه له وتقول ليك زيهم بعد إنتهاء المهمة أنا واثقة فيك إنت أشهر تحرى في البلد ووكلت ليك المهمة دى بس عاوزه كل شيء يتم في سريه تامه
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
في الناحية الأخرى كان أحمد سعيد جدا وهو يحقق لياسمين أمنيتها لكن سعادته إختفت بعد مرور عشر دقائق فقط لأنه إكتشف أنها لا تمتلك أى حس زوقى أبدا لكنها مثل الاطفال تبحث عن الاشياء المبهرة ذات الألوان الزاهية والزخارف الكبيرة فإختارت طقم أنتريه بلون بنفسجي فاتح به نقوش زهور بيضاء وطقم أخر بلون أزرق به نقوش ذهبية ليحاول معها لكن جنى الشراء قد لبسها فقد إشترت أشياء غريبه وغير مرتبطة ببعض فتركها تختار ما تريد فقلبه لم يحتمل هذه الكارثة الشرائية وخاصة عندما مر عليه أحد العاملين في المعرض فسأله: لو سمحت الأنسه إللي كانت معايا إشترت غرفة النوم فأجابه العامل بسعادة: أيوه.
فسأله أحمد بقلق: طيب عاوز أعرف لونها أيه ؟
فقال العامل وهو يخفي إبتسامته: بنى غامق.
فقال أحمد ببعض الهدوء: كويس.
فقال العامل: مضاف إليه الاخضر والبرتقالي والذهبي وستاير وردى فيها ورود حمراء كبيره.
فأشار للعامل بيده ليرحل أما أحمد فقد خلع چاكيت البذلة وخلع الحذاء لينام على كنبة الانتريه الازرق ويعطى ظهره للناس ووجهه للكنبه في صورة سخيفة ليأتبه مدير المعرض ويقول له: لو سمحت عيب حضرتك فيه ناس ميصحش.
فيلتفت له أحمد في هدوء ويقول:: أنا خطيبتي إختارت غرفة نوم لونها بنى في أخضر فى برتقالي في دهبى فاهم دهبى وأخضر مع البنى فاهم لينظر له مدير المعرض ثم يرحل دون كلام فيناديه أحمد ليكمل له نسيت فيه ستاير وردى وورد أحمر كبير فاهم ليضحك مدير المعرض ويقول أحمد: حسبي الله ونعم الوكيل.
وبعد عدة ساعات إنتقلوا فيه من معرض لمعرض وإختارت ياسمين كوارث غريبة جلسوا معا في أحد المطاعم المطله على النيل ليقول بألم::أنا غلطان إنى وافقتك تشترى بقالنا عشر ساعات يا مفتريه رجليا ورمت.
فتقول بسعادة: دى مره واحده في العمر فليه بتعترض.المهم إحنا إشترينا كل حاجه عايزنها شفت قد إيه إخترت حاجات حلوه اوي إيه رأيك.
فيضحك ويقول: حلوة إيه حرام عليكى لكن مش مهم أنا عارف مهندس ديكور شاطر أوى بيفهم في الفسيخ والشربات هينفعنا.
فتقول بدهشة: يعنى إيه بيفهم في الفسيخ والشربات.
فيجب يعنى هيحول الفسيخ إللي إشتراتيه لشربات وهيحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
فتقول باستنكار: فسيخ لعلمك أنا إشتريت حاجات حلوه اوي وبكره لما تشوف الشقه هتندم على كلامك ده وهتقول كان عندك حق دى أحلى شقه شفتها في حياتي.
لم ينتبه لكلامها لأنه ضاع في عينيها فقد كانت تلمع بشدة لمعة سعادة جعل زرقتها براقه وجمالها ساحر كأنه لم يرى عيون أجمل من عيونها لتنتبه له تقول: فيه حاجه يا أحمد
.فيجيبها : سبحان الله سبحان من أبدع عيونك.فتبتسم بخجل.
فيسألها مغيرا مجرى الكلام حتى لا يزيد حرجها: المهم غير الحصان إللي بيرقص إيه تانى بتحلمى به في فرحك.
فإبتسمت وقالت: إنت لسه فاكر على العموم أنا كنت بحلم بفرح كبير أوى فإبتسم بحماس لتكمل بنفس الحماس: كان نفسي في زينه كبيره والأنوار تملى الحارة كلها من أولها لأخرها.
فيقول: فرح في الحارة ما أظنش.
فتكمل وكأنها لم تسمعه: وأعزم كل أهل الحارة على فرحى أما المسرح فيكون بعرض الحارة.
فيقول: مسرح كبير وأنوار أقدر أعملها بس أنا أقصد شكل الفرح عايزه مين يغنى مين يرقص كده
فتقول: كان نفسي في فرح شعبي
فيقول براحه: أخيرا قلتى حاجه معقوله عايزة أغانى شعبية ذى حكيم وسعد الصغير مثلا.
فقالت له: لا طبعا أنا عايزة فرح شعبي يعنى مداحين شعبيين مش مطربين.
فيقول: تقصدى زى الريس متقال ومحمد طه.
ياسمين: الله يرحمهم بس أكيد هنجيب ناس عايشه لتكمل بحماس : مش بس مداحين أنا عايزاهم بالمزمار والربابه ورقاصين التنوره و....
أحمد: بس بس بس إنتى عايزه مولد مش فرح.ليضحك ويقول من جمال الاحلام يا سوسو إنه حلو في الحلم بس صعب في الحقيقة تخيلى فرح كبير في فندق سبع نجوم بيحضروا كبار رجال الأعمال ووزراء وسفراء ويدخل عليهم راجل بجلبيه ومزمار وواحد يغنى على الربابه مستحيل.
فتنظر له بابتسامة شقيه وتقول: فيه حاجه لسه ما قلتها
فقال بمرح: الله يستر
فقالت: بصراحه أخر أحلامى تزفنى لبيتى (((( الفرقه النحاسية))))
فقال بعدم فهم: الفرقه النحاسية ده اسم كويس مين إللي بيقودها.
فتبتسم أكثر ليركز في عينيها ويقول: لأ
فتهز رأسها بالايجاب.
فيقول: مستحيل.
فتهز رأسها بالايجاب فيصرخ: على جثتى عايزه فرقه (((((((((((( حسب الله)))))))))))))))

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن