الجزء ٢٥

114 6 0
                                    

سكون راحة سعادة متعة جديده يشعر بها أحمد ونشاط جديد عليه أكيد هذا تأثير ياسمين عليه مع رغبة شديدة في إخفائها عن الجميع فهذه السعاده له واحده فبعد عوده الصداقه مع ياسمين أصبح يأخذها إلى أماكن أكثر رقى فأصبح ركن هادئ في مطعم راقي مطل على النيل هو مكانهما المعتاد.وبعد أن عرفت حقيقته أصبح يحكى لها كل ما يريد فحكى لها عن أحلامه وطموحاته وبعض المشكلات التي يواجهها في الشغل وعن قراراته الخاطئة والقرارات الغبيه لكنه لم يجرؤ على أن يحكى لها عن قراره الاكثر غباء والذي كاد أن يدمرة فهذا سره وحده.
هل يجرؤ يوميا أن يقول لها أنه بغبائه كاد أن يخسر ثروته كلها هل يستطيع يوما أن يخبرها أن يديه ملوثة بدماء رجل.هل يقول لها أنه رجل جبان هرب في أول فرصة دون أن يلتفت للوراء هل يخبرها أنه لا ينام براحة أبدا بسبب كثرة الكوابيس التى تخنقه ليلا أكيد لن يقول لها أي من هذا الكلام فلن يشوه صورته أمامها أبدا فيكفي صورته المشوهة أمام نفسه.
قاطعت أفكاره السوداء بسؤالها: والمشروع ده مهم ؟
نظر لها بدهشة: يا ياسمين دا أهم مشروع في حياتي كلها.
ياسمين ببساطة: مش فاهمه
فقال بتوضيح: شركتى قامت بمشاريع كبيرة كتير لكن دا هيكون الأضخم والأكبر والأصعب لأنه هيكون خاص بيا يعنى هنفذ المشروع دا بحسابى ولحسابى.عشان كده أنا بجهز له من حوالي سنه من دراسة جدوى وحساب وميزانية ورسم تخطيطي لكل شيء.
ياسمين بتعجب أشد: سنه كامله هو كبير في للدرجة دى
أحمد بشرح: طبعا دى مش مجرد قريه سياحيه دا مكان لصفوة الصفوة مش هتكون شاليهات ولا ڤيلات دى قصور كبيرة وعملاقة محاطة بحدائق على النظام الأوروبي وشلالات مياه صناعية إلى جانب نظام التلفريك واكيد مطار خاص ومدينة ملاهي على أحدث طراز فيها ألعاب مائية وهوائيه ومستشفى ضخمة على أحدث طراز ملحق بها طائرتين هليكوبتر لنقل المريض من المستشفى للقصر الخاص به.
كانت ياسمين في حالة زهول هل ما يصفه موجود في مصر مصر بتاعتنا مصر الزحمه والعشوائيات والحوارى الضيقة.
فقالت بزهول: مين يقدر يشترى قصور بالضخامه دى والمواصفات دى
فيضحك أحمد عاليا فهذه الفتاة لن تتخلي عن سذاجتها أبدا: يا ياسمين في مصر مليارديرات نفسهم في أماكن زى دى.وفيه ملوك وأمراء عرب يتمنوا يقضوا أجازتهم السنويه في قصر بالمواصفات دى وفيه نجوم أجانب بيعشقوا مصر بيحلموا بقصور زى دى وفرق العمله هيجعل السعر بالنسبه ليهم كلهم معقول جدا جدا والبعض هيعتبروا رخيص كمان وخاصة إن المكان كبير جدا في الساحل الشمالي.
فقالت بعد تفكير: مكان زى دا أكيد غالي جدا وهيكلف الشركة فلوس كتير أوي
أجابها ببساطة: هيأ دي المفاجأة لأننا مش هندفع فيه جنيه واحد يعني ببلاش.
فنظرت بدهشة: ببلاش إزاى.
فأجابها بتوضيح:من حوالي ٣٠ سنه كانت المنطقة في الساحل عبارة عن جبال وصحراء وبحر وبس
سأل بابا عن سعر المتر فكان بحوالي ٥٠قرش فاشترى بحوالي ٥٠ ألف جنيه يعنى اشتري حوالي ١٠٠ ألف متر يعنى احنا بنمتلك حوالي ١٠ كيلو متر مربع أرض في الساحل الشمالي يعنى أرض المشروع كلها ببلاش.
ياسمين: باباك كان عبقري يا ترى المتر حاليا بكام
أحمد: كانوا بيضحكوا على بابا لأنه اشتراها وكانوا بيقولوا رمى فلوسه في الهواء بس بابا كان عنده بعد نظر والدليل إن إل٥٠ ألف دول يا دوب يشتري٥ متر . حاليا.
فضحكت ياسمين: مش بقول عبقري طيب المكان موجود والدراسة جاهزة ليه مش بتبنى القرية
تغيرت ملامح أحمد للوجوم والضيق وقال: مش بالبساطة دى الشركة مش كلها بإسمى

قال أحمد بوجوم شديد: مش بالبساطة دى الشركة مش كلها ملكى أنا وأمى شركاء بنسبة متساوية وتركت إدارة الشركة ليا لكن لابد من موافقتها على أي مشروع عشان يتم تنفيذه هيا ومجلس الإدارة
فقالت ياسمين,: وليه مامتك ما توافقش إنت إبنها وأكيد يهمها مصلحتك.
فضحك أحمد بسخرية وقال بألم: مش أمنية هانم حفيده إبراهيم باشا توفيق دى أهم حاجة مصلحتها وبس حتى ولو على حسابى أنا شخصياً
ياغ: مستحيل مامتك أكتر حد في الدنيا كلها يحبك إزاى تقول عنها كده.
أحمد: لأن هيا دي الحقيقه وللأسف.أمى من سنين وهيا فرضه وجودها في الشركة كانت نسبتها الثمن ودي حققها الشرعي لكنها وقت كان فيه أزمه زمان دفعت ليا فلوس وأخذت في المقابل نسبة من الشركة وبالرغم أن إللي دفعته لا يساوي ١٠٪من قيمه الاسهم إلا إنها أصرت أن تكون نسبتها ٥٠٪ من الشركة يعنى تقريبا سرقتنى.
ياسمين بغضب: عيب عليك الكلام ده دى أمك والرسول بيقول إنت ومالك لأبيك.فمابالك بأمك إللي الجنة تحت أقدامها دي لها كل حاجه مش الفلوس بس أنا أعرف غيرك ناس نفسهم يبيعوا عمرهم كله عشان يشوفوا أمهم مره واحده بس حتى ولو هيموتو بعدها هيموتوا وهم سعدا إن أخر حاجه شافوها كانت أمهم .إحمد ربنا إن أمك معاك دى نعمه كبيره.
ليمد أحمد يديه ليمسح الدموع المتساقطه من عينيها وقال: ليه الدموع دى إنت متخيلة أمى زى كل الامهات إللي بتسهر على راحة أولادها وكلام الاغاني دا طبعا لا دى هانم عايشه حياتها كلها كهانم من سلالة البشوات مش بيهمها إلا صورتها في مجتمع السيدات الراقية وبس تعرفى أمى مسيطرة على أعضاء مجلس الإدارة إذا هيا وافقت ييوافقوا وإذا رفضت الكل بيرفض حتى ولو كان فى غير مصلحة الشركة بس عشان تفرض رأيها عليا يا ريت الأمر كله فلوس يا ياسمين أنا عمري ما حسيت بإهتمامها أو خوفها عليا عمري في حياتي كلها سالتني إن كنت سعيد أو حزين أو حتى إهتمت إنى بخير ولا مرة في طفولتى أخذتني للمدرسة مثلا أو حتى فسحتنى زى أى أم والأصعب عمرها ما أخذتني في حضنها.
ياسمين: إنت بتبالغ يا أحمد.
أحمد بألم أنا بقول الحقيقه عمري ما حسيت بحضن أمى الحقيقي عمرها ضمتنى لصدرها وحاوطتنى بإديها حضن الأمان والراحة عمرى ما نمت علي رجلها ولعبت ليا في شعرى زى أى أم طبيعية لأنها ببساطة حفيده إبراهيم باشا توفيق.نظهر في الاماكن العامه بكل أناقة فى أى مناسبة أو حفل توقيع عقد مع شركة تانيه تضمنى لحظه وتبعد عنى بسرعه خايفه لتظهر صورتها مش واضحه ومهزوزة بسبب الحضن دا وبتقولى ببالغ.
نظر أحمد للنيل وهو يشعر ببعض الراحة فقد كشف لياسمين عن هم كبير كان مخبأ في صدره.
ويشعر أيضا بالخجل من نفسه لأنه عرى نفسه وكشف حقيقته أمامها فهو شخص محروم من حنان أمه.
أما ياسمين فقد تركته قليلا مع نفسه فهو يحتاج لهذا الوقت حتى يستعيد رباطة جأشه ثانيه ثم قالت بعد مدة بشئ من المرح: يا خبر فاضل خمس دقائق وتخلص ساعة الغدا قوم بسرعة ليخصم عليا الاستاذ كامل اليوم وقامت مسرعة ليبتسم هو الأخر ويدفع الحساب ليلحق بها.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن