الجزء 11

120 5 0
                                    

الساعه تخطت الثانية بعد منتصف الليل والقلق قد استبد بحبيبه فياسمين لا تتأخر فى العمل حتي هذا الوقت أبداً لذا فخرجت مسرعه من البيت تبحث عن بنتها حتي وصلت إلى المطعم فوجئت بالعمال ينظفون المكان استعدادا لغلقة وهذا ما جعل قلبها يخفق برعب شديد على بنتها.فسألت عن حسن ليخبرها العمال أنه رحل من أكثر من ساعة فتوجهت مسرعه إلى بيت حسن.وبيد مرتعشة ضغطت على الجرس ليفتح لها حسن الباب ويتفاجا برؤية الخالة حبيبه تبكي فظن أن عمه سعد زاد عليه المرض ويحتاج الى دخول المستشفى.لكنه صدم عندما سألته: بنتي فين يا أستاذ حسن ؟
فقال بدهشة: إنتي بتسألى عن ياسمين هيا لسه ما روحتش ؟
الخاله روحيه: لا لسه ما جتش هيا فين !؟
فيقول حسن بقلق: المفروض تكون فى البيت من ساعتين أو أكثر أنا طلبت منها توصل الفلوس للمعلم................ يا خبر أسود.
فترتجف الأم من شدة الخوف: فيه إيه ؟ إيه اللى حصل بنتي حصل لها حاجه أنا كان قلبي حاسس طول اليوم مقبوض وبيوجعنى طمنى يابنى أبوس إيدك.
فتقول الخالة روحية: ما تخافيش يا حبيبه هاتبقى بخير إن شاء الله.
فيجرى حسن إلى الهاتف ويتصل بالمعلم قدرى الذي أخبره أنها خرجت منذ أكثر من ساعتين بعد أن أوصلت المبلغ كاملا.ليصمت المعلم قليلا ثم أخبره أنه سمع بعد خروجها بقليل أصوات الشرطة والإسعاف يبدو أن هناك مشاجرة كبيرة لذا فمن الأفضل أن يذهب إلى قسم الشرطة ويسال عنها.
فأخذ حسن الخالة حبيبه واتجه إلى قسم الشرطة وقلوبهم تقول ربنا يستر.
فى الحجز الإحتياطى تجلس ياسمين على الأرض بشعر مغبر ودموع متحجرة في مقلتيها أما ملابسها فتفوح منها رائحة الدماء المقززة حتي أن المسجونات شعروا بالقرف والتقزز منها ومن شكلها فقد كانت كمن خرجت من قبر.
لم تتحرك من مكانها حتي عندما سمعت صوت قريب من القلب ينادي عليها صوت أمها ثم بعدها سمعت صوت الاستاذ حسن يستفسر عن سبب حبسها لتسمع صرخه أمها ليليها أصوات تتداخل مع بعضها لتسمع من يقول: كوبايه ميه الست داخت ووقعت على الأرض.بالرغم من ذلك لم تتحرك من مكانها بل لم تغير من جلستها على الأرض إلا أن خطين من الدموع إنحدرا من مقلتيها المتعبتين ...............................
***********************************
أما فى الناحية الأخرى فقد دخل أحمد بيته مسرعاً ليسأل عن أمه فتخبره الخادمة أنها خرجت بعده بعشر دقائق فهى مدعوه لحفل زفاف إبن الوزير.فشعر بالأسى فأمه كعادتها تركته من أجل واجهتها الاجتماعية.
لكنه لن ينتظر فالوقت ضيق وكل لحظه تمر فيها خطورة عليه فأسرع بحجز تذكرتين سفر لأمريكا له ولأمه فلم يجد إلا رحلة متجهة إلى المكسيك ومن المكسيك إلى نيويورك بأمريكا فوافق عليها ثم أعطى كل الخدم والعاملين بالقصر أجازه مفتوحة ليخرج الجميع من القصر ليسرع بالتخلص من ملابسه وحرقها بعد ذلك أسرع بتجهيز حقيبه ملابسه وملابس أمه وجمع كل ما له قيمة له ولأمه .
بعد فترة دخلت أمنية هانم القصر فوجدته خالى ومظلم لتطلق صرخه عاليه حينما رأتة جالس في الظلام ليسرع إليها.ليطمئنها.ثم يخبرها بضرورة السفر وأن رحلتهم بعد ساعة لتصعد لغرفتها لتستعد للسفر.
فى الساعة الرابعة فجرا ( تعلن الاذاعه الداخلية لمطار القاهرة عن إنطلاق رحلتها المتجه إلى المكسيك.بوجود بين المسافرين رجل ترك خلفه قصر مظلم وشركات مفلسة وضحيه بريئه ستدفع ثمن أخطاءه.
***********************************
فى الصباح أمر المحقق بإحضار الفتاة المتهمة بقضية القتل.
فخرجت من محبسها جسد بلا روح.لتدخل غرفة التحقيق فيدير وكيل النيابة وجه واغلق أنفه بتقزز ليأمر بتحويلها إلي الطبيب الشرعي ليفحصها ويفحص الدماء الموجودة على ملابسها وجسدها ويحدد إن كانت لها أم للقتيل.
فوضع الشاويش القيد الحديدى( الكلبشات)فى يدها وربط نفسه فى الطرف الآخر ثم سحبها وهي بلا حول ولا قوه جسد بلا روح.فأوقفته أمها وهي تترجاه أن تكلم بنتها وتطمئن عليها لكنه رفض وقال: يا ست أنا كده هنضر لكن اسمعى نصيحتى هاتى هدوم لبنتك وحصلينا على المستشفى الحكومي عشان هياخدوا الهدوم إللى عليها.
فى المستشفى الحكومي تعرضت ياسمين لكل أنواع الإهانات فلم يكن الأمر مجرد فحص بل كان هدر للكرامه فقد سمعت أحقر الألفاظ وهي تتنقل بين أيدى الممرضات حتي دخلت غرفة الطبيبة التي أمرتها بخلع ملابسها حتي ترسلها للمعمل الجنائى وبعدها فحصتها الطبيبة فحص شامل حتي تكتب تقريرها.. عن شكل الدم في ملابسها والأماكن التي تلوثت من جسدها مثل وجهها وساقيها وزراعها وأماكن قد تلوثت مثل مقدمة صدرها ونحرها ثم فتحت الطبيبة الباب واعطت الشاويش التقرير ثم سألته: مين إللى مع المتهمة؟
فأشار الشاويش إلي أم ياسمين الجالسة على الأرض بجانب الباب .فنادتها: تعالى يا أمى أدخلى.
فقال الشاويش بصرامة: ممنوع يا دكتوره مش عندي أوامر أدخل حد على المتهمه.
فتقول الطبيبة بغضب: أوامر أيه دى فيه حاجه اسمها إنسانية اسمها رحمه خشى يا ست وابقى أقف أحرس الباب .لتغلق الطبيبة الباب بقوة.
فتبكى حبيبه وتقول: أنآ بنتي بريئه والله العظيم بنتى بريئه.
فتقول الطبيبة: ياست يارب تطلع بريئه.بس أنا مش وكيل نيابة أنا دكتوره مهمتى أكشف واكتب تقرير وبس.
ثم أشارت ناحية باب وقالت: ده الحمام خدى بنتك.ونظفيهاوغيرى لها لبسها .فاقتربت حبيبه لتجد ياسمين نائمة على سرير الكشف بملابسها الداخلية.فأخذتها إلى الحمام. لتخرج بعد فترة وقد اغتسلت وبدلت ملابسها لتجلس ياسمين وظهرها لأمها التى فرقت شعرها لثلاثة مجموعات لتبدأ بجمع شعرها في ضفيرة طويلة أما ياسمين فقد كانت مغيبه عن الدنيا لتشعر باليد الحانيه التى تسحبها لحضنها وكأن هذا الحضن هو الشرارة التي أخرجت ياسمين من كهفها المظلم فظلت تصرخ وتبكي بصوت عالي وشاركتها أمها بالبكاء حتي أن الطبيبة بكت معهم.ٕ................... ......................................
***********************************
الشعب المصري فريد في نوعه وجنسه وصفاته نمتلك من الطيبه والحنان قدر ما نملك من القسوة ونوزعهما بالتساوي في موقف واحد..
فقد إلتف الجيران حول حبيبه ليواسوها والكل يشهد على براءة ياسمين وحسن خلقها حتي أن إمام الجامع دعى لها فى صلاة الجمعة وردد المصلين من وراءه ٱميييييييين وجمع البعض مبلغ من المال لمساعدة هذه العائلة حتي الجارات إتفقن أن تتكفل كل واحدة بإرسال الطعام لهم كل يوم.فى نفس الوقت إنتشرت بينهم الشائعات حول ياسمين ليصبحوا القاضي والجلاد في نفس الوقت لنفس الشخص..
فقد إنتشر أن ياسمين سرقت خمسين ألف جنيه من خزينة الحاج مرزوق لتكبر الإشاعة بأنها تعمل بسرقة الزبائن في المطعم لتكبر الشائعه بأنها تعمل مع عصابة لاستدراج السائحين وسرقتهم وقتلهم في الخرابه والشرطة عثرت على جثتين لاثنين من الأجانب.لتأخذ الشائعات منحنى أصعب فقد إنتشرت شائعة أن ياسمين ساقطة تستدرج الرجل لقضاء المتعة المحرمة في هذه الأماكن وأنها قتلت الرجل لأنه لم يعطيها أجرتها.لتأتى واحده تقسم أنها رأت ياسمين في أحد العيادات النسائية وأن الطبيبة طردتها وفضحتها لأنها لا تقوم بعمليات مشبوهة.
الكل يتحدث وكأنهم لايعرفون عظم الخوض في أعراض الناس ولا يعرفون عقوبة قذف المحصنات ولو قال أحد : حرام عليكم الكلام ده إنتم بتخوضوا في عرضها .
تسمع الإجابة النموذجية: إحنا مالنا دى الناس كلها بتتكلم ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن