،**★******بعد فترة وفى المحكمة*********
وقفت ياسمين في قفص الاتهام بعيون زائفة لم تهتم لوكيل النيابة الذي وقف يتحدث عن القضية واتهمها بأسوء الاتهامات ولا بوصفه لها بالفجر وسوء الخلق وهو يؤكد اعترافها بالقتل بدون أى ضغوط فهى إعترفت بنفسها كما أكد الشهود أعترافها لم تنتبه لنص القانون ولا لطلبه بتطبيق أقصى عقوبة وهي الإعدام شنقا بسبب القتل العمد.
فعيونها كانت تدور بين وجوه الناس لم تبحث عن حسن ولا حتى عم مرزوق والده أو حتي زملائها في العمل فهى لا تتذكرهم لأن الأهم الأن أمها أين هي.لم ترها منذ وقت طويل منذ أكثر من أربعة أشهر كاملة قلبها يؤلمها بشدة .
كانت تجيب على أسئلة القاضي وممثل الادعاء بصوت مرتجف لا يقويها إلا عيون عبدالله الحانيه ونظراته المشجعة لها حتى تذكر أدق التفاصيل.وتحكى كل شيء للقاضى
فى الجلسة التالية عادت عيونها تبحث عن أمها بخوف أشد فأمها لن تغيب عنها إلا لسبب قوي..
لم تركز بدفاع عبدالله المستميت عنها وهو يشكك فى شهادة الشهود ويؤكد أنها لم تكن في وعيها عندما إعترفت.
جرحتها نبره الفخر وهو ينفي عنها صفة الانحلال والفجر وهو يرفع بفخر شهادة الطبيب الشرعي الذي أكد أنها لا تزال عذراء .
هل شرفها يحتاج إلى شهادة هل لأخلاقها أوراق رسمية مختومة ما عرضه ليس براءتها ولكنه تدنيس لبرائتها.لكن ليقول ما يريد.فكل ما تحتاج إليه هو أمها هل هذا مطلب صعب لهذه الدرجة.
أما عبدالله فما زال في دفاعه المستميت عنها مؤكدا وجود بصمات مجهولة وأن هناك دليل قوي فالسكين ملك للقتيل . والدليل الأقوى أنها من إستنجد بالناس حتى ينقذوا الضحيه فكيف تقتله وتحاول إنقاذه.
أما هى فإختفت الأصوات من حولها إلا صوت يقول لا حول ولا قوة الا بالله البت مات أبوها وأمها وإخوتها ضايعين ويتزامن ما سمعته مع صوت القاضي الذي يعلن الحكم النهائي على المتهمة ياسمين سعيد بالحبس لمدة عشر سنوات بتهمة القتل الخطأ.لتغلق القضية وتسقط ياسمين مغشى عليها.
************************************
قالوا أن أيام السجن كلها متشابهة فالنهار واحد والليل واحد لكن السجين لا يتذكر إلا يومان هما الأطول في حياته أول يوم حبس واليوم الأخير قبل
الافراج.
أما ياسمين فأول يوم كان الاصعب على الاطلاق ففي هذا اليوم خسرت القضية وخسرت حريتها وخسرت عائلتها ومات أبوها وحبست ظلم وما أطول ليل المظلومين فكانت كالجثه الهامده تدفعها السجانات حتى وصلت لعنبرها فى السجن والذي ستقضي فيه فترة العقوبه ولأن الضرب في الميت حرام فقد تنازلت المسجونات عن إقامة حفلة الاستقبال الشهير وتركوها فما أن وجدت سريرها حتى إنفجرت بالبكاء وظلت تنتحب وتصرخ فلم تشعر إلا وهي تُسحب من على فراشها وتُلقى على الأرض ويد قوية تسحبها من شعرها بقوة وتوالت الصفعات على وجهها حتى دارت بها الدنيا وسالت الدماء من أنفها وفمها ثم سمعت صوت قوي خشن يقول: شوفى يابنت الكلب إن سمعت لكى نفس واحد هامسح بيكى أرض العنبر فهمانى يا بت.ياللا إتخمدى وحسك عينك أسمعلك نفس واحد ومن بكره هتقومى تنضفى العنبر كله وتمسحى الحمامات سمعانى يا روح امك ياللا إتخمدى.
هكذا قضت ياسمين أول لياليها في السجن لأتيها الصباح وقد تعلمت أول درس لها في السجن فإما أن تكوني قوية شديدة سليطة اللسان فتصبحى من الكبار أصحاب الكلمة المسموعة أو ضعيفة رقيقه فتكونى من الخدم ولأن ياسمين هشه رقيقه فقد صنفت من الخدم تنظف الحمامات وتمسح الارض وتغسل الملابس.
فى الماضى كانت تقوم بنفس الأعمال لكنها كانت ترى نظره الإمتنان من أمها وتسمع دعوات أبيها أما الأن لا ترى أي إمتنان ولم تسمع أى دعوات بل شتائم واهانات لتعلم ثانى درس لها في السجن فما يحدث داخل العنبر لا يخرج منه أبداً وكل شيء بيد الريسه فلا تنتظر من سجًانهً مساعدتها ولا من مأمور السجن حمايتها.
**********************************
لقد رحلت ياسمين ركبت سيارة الترحيلات ورحلت بعد أن ألقت إلىً نظرة وداع أخيره لتُهيج بداخلى نفس الرغبة الشديدة في أن أضمها إلى صدري لكنها رحلت ورحل معها أخر أمل لى فى مهنتى كانت أول قضية وأخر قضية من سيوكل محامي فاشل خسر أول قضية له وموكلته محكوم عليها بالسجن عشر سنوات كاملة.
هذا ما إعتقده عبدالله وهو يودع ياسمين لكن المفاجأة التي حدثت له بعد عودته بيوم واحد حينما زاره من يوكله فى قضية ضرائب وبعدها بيومين يجد من وكله في قضية مخالفة بناء وفى نفس اليوم تأتيه قضية الدفاع عن سائق في حادث تصادم.
ثم تأتيه المفاجأة الكبرى عندما وكله أكثر من مائة وخمسين عامل في إحدى الشركات التي بيعت حسب قانون الخصخصة وقد تم تسريحهم من العمل و يبدو أن صاحب الشركه كان على الاستعداد للتفاوض فتم الاتفاق من أول جلسة ليحصل العمال على التعويض المناسب ويحصل عبدالله علي مبلغ مالي كبير هو نسبته في القضية ليتحول من محامي معدم إلى محامي مشهوره وخاصة أن وكله عمال آخرين من أجل الحصول على تعويض لهم.
ولما تعمد الحديث معهم بصورة وديه واستدرجهم وجد أن إجابة الكل تقريبا واحدة.عندما سألهم لماذا إختاروه بالذات للدفاع عنهم كانت الإجابة أنه أنقذ الفتاة من الإعدام المؤكد وحول القضية من القتل العمد إلى القتل الخطأ لتنتهى بالسجن عشر سنوات فقط.
الكل يراه رابح في هذه القضية إلا هو ليعرف أن السبب الرئيسي لتحسن وضعه هو القضية الأولى وأن لياسمين دور كبير ومهم في حياته
*********************************
السجن عالم خاص بذاته تحكمه قوانين عامه وهو ما يطبقه مأمور السجن والحراس أما القوانين الحقيقية التي تطبق داخل العنابر المغلقه فهى قوانين يصدرها القوى ليطبقها الضعيف وعلى قدر مكانتك في السجن تضع قوانينك الخاصة.
ففي عنبر ( ٣١) توجد ياسمين ضعيفة فعليها الطاعة وهناك ( سوكه) زعيمه العنبر وهي من تشرفت بتلقين ياسمين أول دروسها في أول ساعاتها في السجن ولم تتركها إلا وقد إمتلأ جسدها بالكدمات وشفاهها وارمه بعد أن نزفت وسال الدم منها.
************************************
بعد ثمانية أشهر
وصل الاستاذ عبدالله إتصال خاص من مأمور السجن يطلب منه بصورة وديه زيارة ياسمين بناء على طلب منها.
فى اليوم التالى كان عبدالله جالس في مكتب مدير السجن ينتظر دخول ياسمين يعلم أنه قصر في حقها وأنها ستلومه بشدة فقد نسيها ستلومه بالتاكيد على خيانته لوعده فقد وعدها ألا يتركها أبدا لكنه إنشغل بالقضايا والموكلين وقد نسى أن كل ما وصل إليه بسببها.
بعد دقائق فتحت السجانه الباب لتدخل ياسمين ب
ملابس السجن البيضاء وتضع على رأسها شال أبيض
ليتركهم المدير فنظر إلى وجهها مطولا ثم سألها: إيه أخبارك إيه يا ياسمين؟ عامله إيه هنا؟ فتقترب منه وتنزل على ركبها أمامه وتقول بصوت باكى متوسل: أبوس إيدك نفسى أشوف أمى أنا بموت والله بموت ومش عايزة أى حاجة غير إنى أشوفها ولو لمرة واحدة وجميلك هيكون على راسى طول عمري بس أشوفها ولو لمرة واحدة.
ليفوق من صدمته ويمسكها من زراعيها ويجلسها على الكرسي وقدم لها كوب ماء لتشرب وتهدأ.ولم يتركها إلا بعد أن وعدها أنه سيأتى بأمها.
أنت تقرأ
دموع الياسمين وإبتسامتها
ChickLitروايتى عن فتاة إسمها ياسمين تحيا فى عائلة شديدة الفقر لكنها راضية تعرضت للظلم شديد جعلها تدخل السجن لسنوات فى جريمه قتل وتخرج فتجد نفسها بلا أهل ولا بيت 😔😔😔😔😔 أما أحمد فقد عاش حياة مرفهه بلا أي مسؤولية ومات الأب فيجد نفسه فجأه مسؤول عن شركات وأ...