في نفس الوقت دخل الحاج مرزوق والد حسن إلى المطبخ ليتفاجأ بأن ياسمين لازالت في المطبخ فيقول لها بنبرة حنونه
_ انتى لسه ما روحتيش يا ياسمين ؟!
فترد عليه: لسه فيه حاجات مش خلصت يا عمى -
- مش مهم يا بنتي أي حد يخلصها لكن مش يصح انك تتأخرى يلا انسى ع البيت الساعه قربت من١٢
-حاضر يا عمى
ثم تخلع مريلة المطبخ وتتجه إلى أسفل الحوض حيث تضع علبه بلاستيكيه متوسطة الحجم تضع فيها بواقي الطعام الذي تجده في الاطباق والأرز الذي يبقى في الحلل قبل غسلها فتحملها وتذهب إلى بيتها
قد لا يعلم البعض أن ما يتركوه فى الاطباق كنوع من الأدب أو أنهم لا يحبونه فلا يأكلون أن هناك عائلة كاملة تعتبره المصدر الأساسي لطعامهم وأن هذه البواقى بالنسبة لهم الوجبه الأساسية
**********************************تدخل ياسمين البيت أو ما يطلق عليه بيت لكنه فى النهاية عبارة عن جحر صغير لا يعتدي (ال٥٠متر) يتكون من غرفتين صغيرتين جدا تسكن أمها مع ابوها في غرفة أما ياسمين واختيها وأخوها يسكنون في الغرفه الثانيه أما الصالة فهى صغيره جدا البيت كله تقريبا خالى من الاثاث إلا بعض الأثاث القديم المتهالك
تدخل وتنادي على أمها
- مساء الخير يا ماما
أم ياسمين سيدة مصرية فى الاربعينيات من عمرها ولكن الفقر والشقاء جعلها اكبر من عمرها بكثير
- مساء النور يا حبيبتي اتأخرتى لية شغلتينى عليكي وابوكى كل شويه يسأل عليكي
تعطيها العلبه وهي تقول ( والله الشغل كان كتير النهارده .هو بابا نام والا لسه صاحى
- صاحى ويسأل عنك
فتدخل ياسمين إلى غرفة أبيها أما الام فتتجهه إلى ما يسمى (ب المطبخ)فتخرج(صينية)وتقوم بفصل الأرز والبحث عن قطع اللحم الصغيرة أو قطع الدجاج المتبقيه التي قد يتركها بعض الزبائن.ثم تضع الأرز في الصينية حتى تسخنه وتسكب طبق وبه القليل من اللحم لزوجها أما ما تبقى فهوالوجبة الرئيسيه والأساسية عندهاوعند ابناؤهااماياسمين فقد دخلت غرفة والدها لتجده جالس على السرير المتاهالك فقالت بصوت هادئ:مساء الخير يا بابا فمد ((سعيد))يديه الاثنين ناحية الصوت وتوجه إليها بعيونه الزرقاء الفاقده للنور بينما تحركت أصابعه بلهفه تجاهها وهو يقول مساء الخير يا بنتي اتأخرتى قوي فتقترب ياسمين إليه وتمسك يده
((وتقبلها)) وهي تقول والله عمى مرزوق لسه جاى وهو اللي روحنى.لكن الشغل لسه مخلصش ١.
- ربنا يديه الصحة (مرزوق)ويجازيه عنا خير بس يا بنتي أنا بخاف عليكي.والوقت متأخر والدنيا ليل واليل مالوش أمان يا بنتى
فتقبل يده مرة أخرى ثم خذه وهي تقول: ما تخافش علي بنتك.بنتك راجل.
فتدخل الام وهي تحمل طبق الأرز وهي تقول: روحي يا حبيبتي اتعشى مع اخواتك٠
وأشارت بعيونها الى كيس الدواء فأقتربت ياسمين من كيس الدواء وقلبت فيه فوجدت علبة دواء فارغة فأشارت لأمها بإشارة بمعنى متى فرغ الدواء؟ فأشارت الام بإشارة بمعنى هذا الصباح فأشارت لأمها أنها مفلسه واشاره اخرى بقلة حيلة فأشارت أمها بمعنى ربك يفرجها لتأخرج ياسمين ويقول سعيد
- فيه إيه يا حبيبه انتى وبنتك بتشاوروا علي إيه
فتجيبه حبيبه: ما فيش حاجه يا سعيد
فيقول بألم بتستعمينى يا حبيبه هو أنا مش عارف ايه اللي بينكم . فترد عليه: مش عايزينك تزعل
فيجيبها بحزن: ازعل دا أنا بموت من الزعل وأنا عاجز فى مكانى وبنتى بنتبهدل كل يوم يا ريت اموت
فتقول بعد الشر عنك حرام عليك الكلام ده احنا من غيرك هنضيع ربنا يخليك لينا و إن كان على ياسمين كلها كام سنه و تتخرج وان شاء الله تتوظف ما تشيلش همها ربنا معانا
فيدعوا الله : يارب احفظ ولادي واحميهم من كل شر
اما ياسمين فخرجت الى الصالة حيث يجلس اخواتها الصغار فقال أخوها محمد وهو فى الحادي عشر من عمره ملامح بريئة أخذ من أمه عيونها وشعرها الأسودان
: بسرعة يا أبلة هاموت من الجوع فتنظر له ولأختها مها ذات الثمانية أعوام وهي ذات شعر ذهبي وعيون عسليه ثم تقول: فين آيه
فتقول مها وهي تاكل:
نامت من بدرى
فتدخل ياسمين الغرفه قائلة,,, هاصحيها وأجبها تاكل معانا.ثم خرجت وهي تحمل طفله صغيره فى الثالثة تشبهها كثيرا فى الملامح وكانت تبكي لأن ياسمين ايقظتها من نومها ولكن مع بعض القبلات واللعب اخذت تنشط وتأكل معهم.
بعد الأكل جلست حتي تذاكر لكن مع تعب اليوم المرهق لم تشعر بنفسها وقد نامت وهي لم تذاكر كلمه واحده..................................
★★********************************
أما فى الجهة المقابلة دخل احمد بيه قصر والده وهو يترنح من أثر الخمر وقد استمرت سهرته كالعادة الى قرب الفجر ليجد والده واقف والغضب مسيطر عليه
فجذبه من ذراعه بشدة واجلسه على الكرسي الفخم وهو يصرخ فيه
-هو أنت مش هتبطل صرمحه وسهر برا البيت وكمان شارب يا ابنى حرام عليك أنا كبرت ومحتاجك جانبى تحافظ على تعبى وشقايا يابنى أنا مش هعيش لك العمر كله.نفسى اطمن عليك.
فيسمع صوت أمنية هانم وهي تنزل من على السلم الرخامى للقصر وهي تقول بتافف- يوووووه كل يوم نفس المحاضرة كل يوم نفس الازعاج أنا اتخنقت أقف
_ يا هانم ابنك راجع سكران الساعه ٣الفجر ومش عاجبك
_إبنى شاب ولازم يعيش سنه و شبابه لسة بدرى أوى أوى عليه على الشقى وكلامك الفارغ ده يصرخ بصوت عالي: إبنك عنده (٢٤) سنه و لسه ما خلصش الجامعة ويا ريت بينجح بمجهوده الا بالرشاوى وبنشترى الامتحانات وبرده بيسقط ده كله بسبب دلعك الزائد له
_إبنى مش محتاج لشهادة ولا لفلوس وماتنساش ده يبقى حفيد إبراهيم باشا توفيق يعني إبن أصل راقي ولو على الجامعة ف(طظ)
-أنت بتكلمنى على إيه أنا عايز إبني يكون راجل بجد يحافظ على فلوسى وعلى أعمالي. يا امنية لو مت وابنك على الحالة دى.كلاب السكك هتاكلكوا ومش هينفعه جده الباشا ولا عيلته
أنا خايف عليكم الدنيا مالهاش أمان وانا تعبت فى سنين عمري كله وانا أعمل الامبراطورية دى كلها وفي رقبتى ألاف من العمال و عائلتهم لازم إبنك يعرف ده كويس.
وفي وسط كل هذا الصراع الشبه يومى الذي يسمعه احمد حتي مل منه لم يقاوم النوم فنام فى مكانه وترك لوالديه إنهاء نقاشهم وكالعادة أدخله والده فى فراشه لينام دون أي اهتمام لما حوله.
أنت تقرأ
دموع الياسمين وإبتسامتها
ChickLitروايتى عن فتاة إسمها ياسمين تحيا فى عائلة شديدة الفقر لكنها راضية تعرضت للظلم شديد جعلها تدخل السجن لسنوات فى جريمه قتل وتخرج فتجد نفسها بلا أهل ولا بيت 😔😔😔😔😔 أما أحمد فقد عاش حياة مرفهه بلا أي مسؤولية ومات الأب فيجد نفسه فجأه مسؤول عن شركات وأ...