الجزء ٢٠

121 5 0
                                    

شكر خاص مني لصديقتي وحبيبتي وتوئم روحي (شيرين صبري) والتى أهدتني هذا الغلاف الرائع لرواية دموع الياسمين وإبتسامتها ♥️♥️♥️
فأهديها هذا الجزء من الرواية ♥️♥️♥️♥️♥️

عائد من عمله فلمحها تسير وحدها وهي شارده لا يعلم لماذا يهتم بها ربما لأنها من ناحية عبدالله صديقه ويشعر بالشفقه عليها.فأوقف السيارة بجوارها وناداها: ياسمين
فإلتفتت إليه لتفتح عيونها عن أخرها وهي تنظر لسيارته بإنبهار: دى عربيتك ؟
فابتسم بهدوء وقال: إيه رأيك حلوه ؟
فتقول بإندفاع:دى أحلى عربية شفتها في حياتي
فيضحك ويقول ' : مش للدرجة دى المهم إنتى ماشيه على فين ؟
ياسمين: على ببيتى بس بتمشي لحد محطة المترو
أحمد: ياسمين المترو على بعد ثلاثة كيلو هتمشى ثلاثة كيلو يا ياسمين مستحيل!
ياسمين: عادى أنا إتعودت.
أحمد: بدهشة: يعني إنت بتمشي كل يوم تلاته كيلو ليه التعب ده غير إنك طول اليوم بين المكاتب دا عذاب.
فتقول ببساطة: أكل العيش وأنا قلت إنعودت خلاص.
أحمد: ممكن أسألك سؤال.
ياسمين: اكيد
أحمد: إنت مرتبك كام في الشهر ؟
ياسمين ببساطة: ٣٠٠ جنيه
أحمد: مستحيل دا الفراش راتبه أكبر منك مين الغبى إللى حدد لك الراتب ده ؟
ياسمين بغضب: لو سمحت ما تشتموش حضرتك مش فاهم حاجه.
أحمد بغضب ؛: مش فاهم إيه إنك بتشتغلى في الشركه من أكثر من ست شهور ببلاش تقريبا قولى مين الغبى إللى حدد لك الراتب ده ؟
ياسمين: أحمد بيه صاحب الشركه.
فينظر لها أحمد بزهول وقد عجز عن الكلام فتكمل ياسمين: بس مش تظلموا أحمد بيه قال إنى لو أثبت كفائتى في الشغل هيتم تثبيتى وزيادة الراتب.
أحمد بسخرية من نفسه:وإنتى لسه ما أثبتى الكفاءة واضح إنه نسيكى خالص.
فتندفع ياسمين بغضب: حضرتك مش فاهم حاجه ومش عارف أحمد بيه زي ما أنا عارفاه فلو سمحت كفايه كده.
ليفتح عينيه عن أخرها في زهول شديد ويسألها في فضول: إنتى تعرفى إيه عن أحمد بيه أنا مش عارفه ؟.
فتجيب بثقة: أحمد بيه أكتر شخص طيب وشهم قابلتوا في حياتي وإن شاء الله ربنا هيفتح له أبواب الرزق والخير.
لم يقاوم أحمد إبتسامته ليبتسم ويقول: إنت بتدعى له.
ياسمين: يستحق أحمد بيه إنى أدعي له كل صلاة مش تستغرب أنا ظروفي كانت صعبة جدا وحسيت بإحراج الاستاذ عبدالله وهو بيسأل عن أحمد بيه أول مرة وده أكد ليا إن ما فيش شغل ليا من الأساس وإن الاستاذ عبدالله هيخرج ويقول أنا أسف يا ياسمين المرة الجاية هتشتغلى لكن ده ما حصلش بعد خمس دقائق بالضبط اشتغلت في الشركه عارف يعني إيه واحدة زيى تشتغل بعد خمس دقائق.
أشار لها أحمد بعيونه فقد عجز عن الرد.
فتكمل:كل سنه بيتخرج الملايين وفيه غيرى ألاف مش لاقين شغل ولوحصل وإتقدموا بيتذلوا في تجهيز أوراق وتدريب ومقابلات وبعدها تتقتل كل أحلامهم ويخرجوا زى ما دخلوا ما يخدوش إلا الذل والإحباط ربنا ما يوريك كسرة النفس أد إيه بتوجع واسألنى لأنى أكتر واحدة إتكسرت نفسها.وأنا عارفة ومتأكدة إن أحمد بيه لا يمكن ينساني.
ليقول أحمد في نفسه: آه لو تعرفي إن أحمد ما كانش فاكرك من أساسه.
لينتبه أن ياسمين قد رحلت فيلحق بها بسرعه: إنت زعلتى.
ياسمين: لا أبداً ما فيش سبب الزعل.
أحمد: عشان أتأكد إنك مش زعلانه اسمحيلي أوصلك بالعربيه .
ياسمين بخجل: ما فيش داعي يا أستاذ أحمد المترو قريب مش تعطل نفسك
لكنه أصر فإضطرت ياسمين أن توافق لتركب سيارة أحمد الفارهه لكنها أصرت أن يقف أمام محطة المترو لتخرج وتلوح له ثم ترحل دون أن تنظر ورائها ولو نظرت لرأت أحمد يلوم نفسه بسببها ( إنت مش عاجبك لبسها ولا شكلها وبغباءك محدد لها مرتب مايكفيش العيش الحاف الحمد لله إنها ما ماتت كان ذنبها هيبقى في رقبتك..
بعد أسبوعين حرص أحمد ألا يرى ياسمين فيهم حتى أتى اليوم الموعود الذي يحبه ويكرهه كل الموظفين وهو أول يوم في الشهر.فقد توجهت ياسمين إلى الخزينه حتى تتقاضى راتبها فيطلب منها المحاسب الذهاب لشؤون العاملين وهناك مضت على بعض الأوراق وعادت إلى الخزينة ليقدم لها المحاسب مبلغ٨٥٠جنيه( الاحداث في عام ٢٠٠٧كانت الرواتب قليلة لكن الحياة كانت رخيصه جدا فقد كان كيلو اللحم بأقل من خمسين جنيه وجرام الذهب بحوالي سبعين جنيه) وعندما سألته أجابها بأنها مضت عقد التعيين والتثبيت في الشركه وهذا راتبها وأن أمر التثبيت في الشركه صدر من شهر وسيتم إضافة الفترة السابقة إلى ملفها حتى تستفيد من الحوافز السنوية وبالرغم من أنها لم تفهم نصف ما قاله إلا أنها كانت شديدة السعاده لتجد أحمد في وجهها لتعرض أمامه راتبها في سعادة وتقول: شفت يا أستاذ أحمد مش قلت لك أنا واثقة في أحمد بيه النهارده تم تثبيتى بصورة رسمية ومرتبى زاد كمان شايف.
فيهنؤها أحمد: ألف مبروك واضح ان وشى حلو عليكي.
فتجيب ببراءة: حلو أوي أوي.
فيضحك أحمد ويقول: طيب فين الحلاوه بتاعتى بمناسبة زيادة الراتب.
فتقول ببساطة: إللى هتأمر بيه هجيبوا لك تحب تشرب إيه.
فيرد ممازحا أشرب إيه يا بخيله إحنا قربنا من البريك وهموت من الجوع.
فتقول: خلاص هعزمك والغداء النهاردة على حسابي.
أحمد: خلاص موافق الغداء النهاردة على حسابك هستناكى على أول الشارع وقت البريك سلام.
وقت البريك في فترة الغداء
وقفت ياسمين أول الشارع أمام المطعم البسيط القريب من الشركة لتتفاجئ بأحمد في سيارته يطلب منها الركوب فهو لا يأكل في هذه الأماكن لتركب معه فيأخذها إلى مطعم شديد الرقى والذي لا يتناسب مع بساطة مظهرها.كان يسير بغرور وثقة بينما كانت تتلفت مبهوره بكل ما تراه فلم تحلم أبدا أن تدخل مكان بهذا الرقي والجمال .حتى أجلسهم الويتر على طاولة راقيه فجلس أحمد يراقبها بتسليه على سذاجتها الشديدة فقد قرر أحمد أن يعرفها حقيقته وأنه صاحب الشركه بعد الغداء ليجعل لها ذكرى حلوه فى هذا اليوم.
أتى الويتر يحمل المنيو الخاص بالطعام لينفجر أحمد بالضحك عليها وهي تقرأ أصناف الطعام بطريقة ساذجة ومضحكه وواضح أنها فاشلة في اللغة الإنجليزية لكنه صمت حينما رأى وجهها الذي تحول للأحمر القانى بسبب شدة إحراجها فأشفق عليها وقال: تحبي أختار لك على ذوقي فتجيب برأسها فقد أنقذها من هذه الورطة فتسمع له بإنبهار يقول: مقبلات ( راڤيولى بالذبدة البنية مع البندق) (طبق إيطالى) طبق رئيسي (ستيك مشوي بصلصه البستو مع (الروزيتو طبق إيطالى)والحلو مولتن كيك الشكولا مع أيس كريم الفانيليا.
فتحت فمها على الأخر هل ما يقوله طعام يؤكل في مصر أين الطواجن وأين المحاشى وهل سمع عن إختراع أسمه ( الملوخية).
ليقطع أفكارها الويتر وهو يضع الطبق الأول.
ياأهل مصر لقد هبط الراڤيولى من كوكب المريخ هذا ما قالته وهي ترى طبق بداخله قطعتين دائرتين لونهم ابيض ولأنها ياسمين فقد ربطت بين الرافيولى والرقاق المصري فكلاهما معجنات ولونهما أبيض لكنها لم تستوعب حشو الراڤيولى بالجبن فلخصت كل هذا الإبداع بسنداوتش جبنه.
فلتستعد الجيوش للطبق الرئيسى إستيك مشوي مع الروزيتو.لتنظر إلى الطعام بضيق فمن المجنون الذي يأكل أرز معجن فقد عملت في المسمط لسنوات لم ترى فيهم أرز معجن أبدا والأعجب اللحم المغطى بطبقة خضراء من الثوم والريحان أما أحمد فقد استغرب أنها لم تأكل من المقبلات ولا الطبق الرئيسي فسألها: الأكل مش عاجبك .
فتقول بدهشة: مين في الدنيا دي بياكل لحمه خضرا ورز معجن.
ليخفى وجهه بكفية وقد إنهار من شدة الضحك حتى أن كل الموجودين إنتبهو لضحكاته الشديدة ليعرض عليها طعام أخر لكنها ترفض بشدة.
ليأتى بعدها الحلو مولتن شوكولا وأيس كريم ڤانيليا ما إن لمست الكيك حتى ذابت مع الشكولا الذائبة فمن منا لا يعشق الشكولاتة فقد أعجبها بشدة وأسعده أنها تأكل بإستمتاع.
بعد لحظات بدأ عقلها في تجميع حساب الوجبة فبعد ساندويتش الجبنة واللحمه الخضراء والأرز المعجن فأكيد الوجبه كلها لن تزيد عن خمسين جنيه وعلى الاكثر سبعين جنيه فقد أصرت أن تدفع هى لأنها من عزمته عندما أحضر الويتر الفاتورة تفاجات بمبلغ ٥٠٠ جنيه أما أحمد فقد إنتظر دقيقه ليستمتع برد فعلها فقد توقع فضيحه فى المحل لكنه تفاجأ بها تخرج راتبها من حقيبتها وتقدم للويتر المبلغ لينتفض بسرعه حتى يدفع الحساب قد ضاعت نظرة التسليه من عينيه لكنها تصر فهى صاحبة الاحتفال وهي من ستدفع ليرى في عينيها نظرة ألمته بقوة نظرة من سرقت منه فرحته فقد زاد راتبها من ساعة ليجعلها تدفع كل الزيادة في وجبة لم تتناولها.لذا فقد أخرج حافظة نقوده وسحب منها ألف جنيه وقدمه لها لتنظر للمال وتقول:عيب يا أستاذ أحمد أنا إللي عزمتك وعيب ترد ليا تمن العزومه خلى فلوسك في جيبك لتقوم وتسبقه للخارج لتسقط من عينيها دمعه وحيده وتمسحها بسرعه.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن