الجزء ١٩

119 6 0
                                    

               في أحد النوادي الشهيرة
وقف يرتشف كوب من العصير مع صديقه العزيز هاني كان رفيقه أيام الشقاوة والضياع والأن هو
رفيقه أيضا ولكن سبحان من يغير ولا يتغير بعد إصابة والد هانى إصابة شديدة ألزمته التقاعد وجد هانى نفسه مسؤول عن أمه وزوجات أبيه الاثنتين وجيش من الأخوة والأخوات فقرر هو الآخر إعادة تنظيم حياته ليرافق أحمد في جلسات العلاج وبعدها إهتم بأخواته وعمل في معرض السيارات التي يملكه أبيه ليصبح هو الآخر رجل مسؤول يجتمع مع أحمد كل أسبوع في النادي لممارسة لعبتهم المفضلة ( البلياردو)ويتشاركان الذكريات والضحك وايضا الهموم.
والأغرب أن هذان الأعزبان قد تركا كل لهو الماضي بما فيه الفتيات فطاولتهم التي كانت دائما عامرة بالفتيات أصبحت خالية وتمر عليهم الحسناوات وكل وتحاول جذب إنتباههم لكنهن يفشلن دائما فاحمد وهانى قد اكتفيا.أو ربما أرادا تغيير كل شيء من الماضي.
هانى وهو يضرب الكرة بالعصا: مالك يا أحمد مش مركز ليه هيا طنط أمنية مضيقاك في الشغل ؟
أحمد: لا دا العادى من أمنية هانم حتى خلاص إتعودت على سخافة هايدي كمان.
هانى: مش مصدق كنت هتموت على هايدي مش عارف إيه إللي إتغير.
أحمد: كل شيء إتغير وأوله نظرتى للكل فشفت هايدي على حقيقتها إنسانه سخيفة بدرجة تخنق ومتسلطة.
هانى: طيب إيه الجديد في الشغل ؟
يضرب أحمد الكرة لتسقط في الجحر ثم بعدها يعتدل ويقول: ولا حاجه بس بصراحه في حاجه شغلتني يا هانى عمرك شفت واحدة تبتسملك أحلى إبتسامة تشوفها وعيونها مليانه بالدموع وبعدها تكتشف إنك مش سبب دموعها ولا إنت سر إبتسامتها.
هانى: ده لغز وإلا إيه على العموم هقولك دى عرفت الطريقة إللي تشغلك بيها.
أحمد باستنكار: لا لا مش دى هيا أصلا مش عارفه إنى صاحب الشركه دى بتظن إنى موظف عادي.
هانى: وإنت صدقت إنها ماتعرفش أحمد صاحب الشركه إللي بتشتغل فيها
أحمد: تصدق دى بتحسبنى موظف في شؤون العاملين تصدق دى.
هانى: في رأيى خد بالك منها ولا هيا عجباك.
فيضحك أحمد ويقول: لا دى مش زي البنات التانيه لا في لبسها ولا في شكلها دى على رأى عبدالله حالة إنسانية وبس.
**********************************
بعد أسبوع تم توزيع نشره بين المكاتب والعاملين وكل من يقرأها يستعجب منها حتى وصلت ليد ياسمين لتستعجب هى الأخرى فمكتوب في النشرة ( تعلن إدارة الشركة عن رحلة عائلية مجانيه للموظفين في الشركه لزياره معالم القاهره الأثرية وتتضمن زياره الاهرامات والمتحف المصري وتختتم الرحلة برحلة نيليه على إحدى السفن السياحية.
كل العاملين يؤكدون أنها المرة الأولى التي تقوم بها الشركة هذه الرحلات فرحلاتها السابقة كانت من نوع خاص بكبار الموظفين ورؤساء مجلس الإدارة وتكون رحلات خارج البلاد وباشتراكات ضخمة.أما رحلات عائلية ومجانيه فهذا أمر جديد.
*****************************
كان شعور ياسمين بسعاده غريبه لا تعرف سببها لكن إحساسها بأن هذه الرحلة من أجلها جعلها تكاد تطير من الفرحة لكنها أجبرت نفسها أن تفيق ولا تتوهم فما حدث مجرد صدفة فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولن تبنى أحلام على أوهام.
*****************###**######*
بعد يومين جالس على البيانو الأثرى الفخم يعزف ألحان لا معنى لها لكنها مجرد رغبة في الهدوء والراحة وأمنية داخليه في أن يظل هذا الصفاء النفسي لساعات.وأمنية أخرى تدفعه أن يذهب إلى الاهرامات ليرى ما تفعله ياسمين وما ردت فعلها بعدما حقق لها أمنيتها البسيطة.ليقطع عليه صفائه صوتها المستفز.
هايدي: واضح إن دروس البيانو إللي أخدتها زمان كانت بلا فائدة فعزفك سخيف وبلا معنى
أحمد: مش مجبورة تسمعى لعزفى.
هايدي: والله قرارك الغريب بالرحلة السخيفة هو السبب فمضطرة أقعد في البيت وأسمع عزفك النشاز.
أحمد: والله أنا حر في قرارتى
هايدي: لو تخصك وحدك إنت حر لكن دى تخص طنط معاك وإلا إنت نسيت إنها شريكه معاك في الشركه.
أحمد: طنط دى تبقى أمى وعلى العموم الرحلة السخيفة دى تبقى على حسابي الخاص مش هتأثر على حساب طنط.عن إذنك.
ليأخذ مفاتيح إحدى سياراته القديمة ويخرج.
أما هايدي فتشعر بحزن فكلما بدأت حوار مع أحمد ينتهي بصراع بينهما.نعم تحب أحمد الجديد تعشق جديته في العمل لكن بها رغبة شديدة وحنين لأحمد القديم وشقاوته وحبه الملتهب الذي كان يغمرها به كل الوقت.
أمنية هانم: فين أحمد يا هايدي:
هايدي: خرج يا طنط حتى ما إتغداش معانا.
أمنية هانم: مش تزعلي يا هايدى أنت عارفه أحمد بيحبك قد إيه بس محتاج معاملة مختلفة.
هايدى: أعمل إيه أكتر من كدا سبت أهلى وعشت معاكم واشتغل معاه في نفس الشركه يعني معاه ٢٤ ساعة في اليوم أعمل إيه تانى.
فين أحمد إللي كان بيتمنى منى نظرة واحدة
أمنية هانم: كل شيء إتغير يا هايدي وأحمد مش أحمد بتاع زمان.
***************************
في منطقة الأهرامات وقف بسيارته بعيدا يراقب الموظفين عند الأهرمات وعيونه تبحث عنها يريد أن يراها تضحك وتلعب يريد أن يراها منطلقة مثل باقي الموظفين حتى يشعر بأن قراره كان صحيحا.لكنه رأها جالسه على أحد الاحجار الضخمة وظهرها للأهرامات وتائهه في دنيا غير الدنيا فشعر بضيق أكثر وأكثر ورحل مسرعا من المكان ولو انتظر عشر دقائق لرأى سلمى تسحبها لتجلس مع الفتيات اللائي يضحكن ويغنين ولرأى ياسمين تصفق معهم وتضحك.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن