الجزء ٣١

117 4 0
                                    

في اليوم التالي بدأ أحمد يفيق ليجد نفسه على فراش جديد في جناح جديد فجناحه السابق قد تدمر وهناك ممرضه جالسه على كرسي مجاور
وما إن رأته تحرك حتى تحمدت له على سلامته وأسرعت تخبر الطبيب ليوقفها أحمد ويسألها: أنا نايم من إمته ؟
الممرضه: من حوالي عشر ساعات.
ليبدأ عقله بالتدريج تذكر كل شيء فينتفض بسرعه من فراشه ساحب إبرة المغذى من ذراعه.
دون الاهتمام برجاء الممرضه له بالراحة وانتظار الطبيب.ليتجه وهو يترنح قليلا إلى غرفة الملابس ليبدل ملابسه ويخرج دون الاهتمام بنداء الطبيب من خلفه ليركب سيارته بسرعه ويتصل بأرشيف الشركة ليرد عليه الحاج كامل أنها متغيبه ليتجه بسرعه إلى الحاره ليصل لبيتها ويضرب الجرس مرة وإثنان وثلاثة دون رد ليفقد اعصابه ويبدأ في طرق الباب بيديه بقوة وهو يناديها: إفتحى يا ياسمين إفتحى الباب عشان خاطري أنا عارف إنى ظلمتك إفتحى الباب.
لتخرج له سيده كبيرة في الستين من عمرها وتسأله: عاوز مين يا إبنى؟
أحمد: مش دى شقة ياسمين يا حاجه.
فتقول بتأكيد: أيوه يا إبنى.
أحمد بقلق: بضرب الجرس بس مش بترد.
فتقول: إنت مين يا إبنى ؟
فيقول بتوتر: أنا معاها في الشغل.
فتبتسم وتقول: إنت أحمد بيه صاحب الشركه صح.
أحمد بدهشة: إنتى تعرفينى يا حاجه.
فتقول بإبتسامه: طبعا يا إبنى عرفاك دى ياسمين بتحكي عنك دايما.
ليسألها: هيا فين ياسمين ؟.
فتقول: والله يابنى مش عارفه أنا متعوده دايما تسأل عنى كل يوم لكن من إمبارح ما شفتها ولا سألت عنى
ليزداد القلق عليها فقال بسرعه: أنا لازم أكسر الباب أنا متأكد إنها روحت إمبارح أكيد فيها حاجه.ليقترن القول بالفعل ويضرب الباب بقدمه بقوة مره واثنين حتى إنفتح الباب من شدة ضرباته ليدخل أحمد البيت وتدخل وراءه هذه المرأه ليقف متجمدا وهو يري ياسمين ملقاة على الأرض فاقدة الوعي أما المرأة فقد صرخت وإندفعت ناحية ياسمين تهز فيها وتنادي عليها.
أما أحمد فقد ظل متجمدا في مكانه فقد كان مرعوبا  فلو ماتت سيموت هو الأخر بالتأكيد.فعقله يعطيه إشارات لكن جسده لا يستجيب إلا عندما إرتفع صوت المسنه بالولوله ليتحرك بخطوات بطيئة كأنها ألف ميل حتى وصل إلى الجسد الملقى على الأرض ولمس عرقها النابض في الرقبه ليسمع صوت نبض ضعيف أى أنها لاتزال حيه والحمدلله فإنحنى ووضع يدا تحت رقبتها والأخرى تحت ركبتيها ليحملها ويقول للمراه: أنا لازم أخذها على المستشفى.
لتقول له المرأة إستنه يابنى.لتدخل بسرعه وتعود ومعها مفرش سرير وتغطي به جسد ياسمين حتى لا تنكشف وتقول: أنا هاجى معاك.
##############################
وضع أحمد ياسمين في الكرسي الخلفي ومعها هذه العجوز وانطلق بأقصى سرعة إلى المستشفى ليحملها ويدخل بسرعه ويصرخ باعلى صوته حتى لحقه الأطباء والممرضات ليضعوها على السرير ويأخذوها لغرفة الكشف.
أما أحمد فقد إرتمى على أحد الكراسي وإنحنى بجزعه للامام مغطى وجهه بيديه لتسقط الدموع من عينيه.
ليشعر بيد تربت على ظهره بحنان شديد فرفع رأسه ورأى هذه المرأه تبتسم في وجه وقالت: ما تخافش يابنى إن شاء الله هتبقى بخير.
أحمد: لو جرى لها حاجه هموت بعدها.ياحاجه.
المرأة: بعد الشر عنك وعنها.أنا أبقى خالتك عفاف والكل بينادينى (بأم فوزي) أبقى جارة ياسمين.
فيهز أحمد رأسه.بدون رد
فتقول ببعض المرح: ياسمين كلمتنى عنك كتير أوي بس ما قالتش إنك حلو أوى وأمور هيا كانت خايفه لأعاكسك.فإبتسم أحمد للحظه ثم قال: خايف عليها أوى يا خاله.
أم فوزي: إن شاء الله هتبقى بخير إدعى لها يابنى إدعي لها.قول يارب.
ليقول أحمد: يآرب اشفيها يارب أنا غلطت كتير في حقها يارب اشفيها وخليها تسامحنى.
ليفتح الباب ويخرج الدكتور: فأسرع له أحمد وسأله عن حالتها.
الدكتور: واضح إنها تعرضت لصدمه عصبية حاده أدت لحدوث إنهيار لأعصابها.أما الإغماءة فبسبب إنخفاض شديد في ضغط الدم واكيد ده مرتبط بالصدمة إللي إتعرضت لها.
أحمد: ده فيه خطورة عليها.
الدكتور هتكون تحت الملاحظه هنا وإن شاء الله هتكون بخير
##########$$$$###$$#$####$$#
في غرفة ياسمين الخاصة تنام على السرير ويدها متصله بالمغذى.أما أحمد فيجلس على الكرسي المقابل ممسكا بيدها الأخرى وعيونه متعلقه بها يراها لأول مرة لكنه لا يرى ياسمين حبيبته بل يرى ياسمين ضحيته.فى المقابل تجلس أم فوزى تنظر لهم بشفقه.
خرجت منها أنة صغيره فالتفت أحمد بسرعه الممرضه التي أشارت أن الأمر طبيعي.ظل طول الليل ممسكا بيدها وهى نائمة حتى أشفقت عليه الخاله أم فوزي فهمست له: روح إنت يابني إرتاح وأنا هأقعد معاها إنت تعبت أوى.
نظر لأم فوزي بعيون حزينه: لا يا خاله أنا مش تعبان أنا عايز أكون معاها.
أم فوزي بشفقه: طيب قوم ريح جسمك على الكنبه ولو صحيت أنا هاصحيك أنا نمت شويه وجسمى مرتاح.
فألقى على ياسمين نظرة طويلة ثم تحرك مع الخاله أم فوزي حتى تمدد على الكنبه ليرتاح قليلا.ليفيق على صرخة ياسمين تبكى وتصرخ: أنا بريئه أنا ماعملتش حاجه أنا بريئه يا محمد يا محمد يا ماما أنا بموت.
فينتفض أحمد بسرعه ليمسك بها حتى لا تؤذي نفسها ويقول: أنا عارف إنك بريئه إسمعينى أنا عارف
لكنها لا تراه ولا تسمعه في حين أسرعت الممرضه لاستدعاء الطبيب الذي أنهى عذابها بحقنه مهدئه.
مر يومان وأحمد وأم فوزي يتناوبان السهر على ياسمين وهي على نفس وضعها تستيقظ تبكي تصرخ تنادى على أهلها ليأتى الطبيب بحقنه مهدئه وتنام حتى تمكن منه التعب فنام على الكرسي المجاور لها هو ممسك يدها.ليفيق على صراخها: أنا بريئه والله العظيم أنا بريئه.
أحمد: أنا عارف إنك بريئه.
فتصرخ: لأ إنت مش عارف أنا عمرى ما أذيت حد أنا بس كنت عايزه أروح.كان معايا فلوس ولحم أنا وأخواتي هناكل لحم بجد مش السمين إللي بيرميه الزبائن.( فعلم أحمد أنها تتذكر الليلة المشؤمه) لتكمل
الشارع كان ضلمه بس صوت العربيات من بعيد كان بيطمنى.فجأة مسك هدومى قالى إلحقينى موتونى.كان بيموت ( فإنتبه أحمد بزعر أنها تتذكر أخر لحظات في عمر عماد المحامي) لتكمل ياسمين حاولت أساعده هدومى كلها دم وإيديا غرقانه بدمه كان بينزف ومات أنا بريئه ربنا ينتقم من إللي ظلمنى
( فإنتفض أحمد يشدة من دعواتها) لتكمل بابا مات وماما وإخواتى ضاعوا وسوكه ضربتنى أوى وقالت إخرسى فخرست والله العظيم أنا سكت فينتقل أحمد لجوارها ويحتضنها بشده ليهدأ جسدها بعد فتره.لتقول بصوت ضعيف: أنا بريئه..
فيقبل جبينها ويقول: أنا عارف سامحيني.
لتقول بضعف شديد: أنا عايزة ماما.لتستكين بين أحضانه وتغلق عيونها وتنام.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن