الجزء ٢٢

118 5 0
                                    

              بعد أسبوع
في  وفى قسم الاطفال بعد أن انتهت من الكشف على المرضى ومرت على قسم الجراحات لإطمئنان على حاله طفله صغيره اجرت جراحة صغيره في القلب. دخلت الدكتور سارة (زوجة عبدالله)غرفة الأطباء أخيراً لترتاح قليلا فدخلت عليها العاملة لتخبرها أن هناك من يسأل عليها وعندما سمحت لها بالدخول وجدتها ياسمين تاففت
سارة بضيق فحتى الآن لم تتقبل وجود ياسمين في حياتها ولكنها حاولت التعايش مع وجودها المفروض في حياتها. أما ياسمين فقد جلست في خجل وتوتر فهذه أول مرة تجلس مع الدكتورة سارة لوحدهم أن
تتعامل معها بصورة مباشره ,قطعت سارة حبل افكارها بضيق وهي.
تقول:"خير يا ياسمين فى حاجه؟
ياسمين وقد إحمر وجهها:أسفه يا دكتوره إنى جيت لك الشغل .وأسفه إنى جيت من غير ميعاد.
سارة بتافف.:من غير مقدمات خير أنا مش فاضيه
ليكي.
ياسمين وقد إحمر وجهها بشدة: كنت محتاجه مساعدتك .
سارة بدهشة: مساعده منى انا وأنا هاسعدك فى إيه؟فتخرج ياسمين من حقيبتها مبلغ 900جنيه وتضعه أمام سارة.فتقول ساره: إيه الفلوس دي أعمل بيهم إيه؟
فتجيبها ياسمين: يا دكتورة أنا عايزة أشتري لبس.
سارة بغضب: إنتي عايزة تشتري لبس! وأنا مالى ليه جايه عندي في الشغل دى حاجة تخصك ما يهمنيش.
ياسمين بصوت ضعيف: أنا عايزاك تشتري ليا اللبس.
سارة بغضب أشد: إنتى إتجننتى عيزانى أنا أخرج أشتري لك لبس ما تشتري لنفسك
ياسمين بحزن: أنا عمري ما إشتريت لبس فى حياتى كلها ( فنظرت لها سارة بدهشة مع شفقة) لتكمل ياسمين: ماما كانت بتشتري ليا لبسى وأنا صغيره ولما كبرت شويا حصلت لبابا الحدثة وفقد بصرة وفقدنا مورد رزقنا فكانت جمعية خيرية بتقدم لنا اللبس والجيران كانوا بيعطونا إللي بيستغنوا عنه ليا ولأخواتى.بس أنا معايا فلوس بحوش فيهم من خمس شهور وبمشى كل يوم أشوف في المحلات حجات حلوة بس مش عارفه أشتري أو أختار.
سارة وقد هدأ غضبها وحل محله الحزن والشفقة: وليه جايه عندي ليه ما إخترتيش حد من زميلك في الشغل.
ياسمين: أنا ما أعرفش حد غيرك أطمن له عمري ما خرجت مع زمايلى في الشغل ليكمل عقلها ( ما عدا أحمد) لكن إنت حاجه تانيه
سارة: مش فاهمه حاجه تانيه إزاي ؟
ياسمين: عمري ما شفت حد في طيبه قلبك إنت أول واحدة فتحت ليا باب بيتها بعد ما خرجت من السجن عطفتى عليا عمرى ما هنسى أنى نمت أول يوم ليا في بيتك.إنت والاستاذ عبدالله عوض ربنا ليا عن أهلى وبحمد ربنا كل يوم إنكم في حياتي تعرفي نفسى أكون زيك في جمالك وشياكتك شعرك جميل عينيكي جميله لبسك جميل كل حاجه فيكي حلوه أوى أنا عارفة إنى مش حلوه بس نفسي أكون حلوه زيك
نظرت لها سارة بدهشة هل ترانى هذه الفتاة بهذه الصورة المثالية أم تلعب لعبه ماكرة لكن أى مكر فعيونها صادقة جدا ونبرة صوتها كلها صدق من يصدق أن هذه الفتاة قضت ما يقرب من ست سنوات في السجن ولم تلوث وكأنها سجنت على جزيرة وحدها لتخرج كما دخلت بريئه حد السذاجة من يصدق أنها عاشت مع القتله وتجار المخدرات.
لترفع سارة سماعه الهاتف وتتصل بمدير المستشفى وتستأذن بأخذ باقي اليوم أجازه ثم تقول: قومي بسرعه نلحق المحلات قبل أن تقفل.
###############################
وبعد قضاء عدة ساعات بين المحلات إختارت لها سارة ملابس بألوان هادئة تناسب شخصيتها الرقيقة محتشمه عدة أطقم للعمل وفستان رقيق باللون الوردي له حزام جلدي باللون الابيض يظهر خصرها الدقيق وبنصف كم بدت فرحت به ياسمين بشدة بدت كطفلة صغيره ترتدي فستان العيد.
وإختارت لها فستان أخر لونه أسود ضيق وجريئ جعلها أنثى حقيقة.
ثم سحبتها إلى أحد مراكز التجميل فبعد جلسات مكثفة للشعر وجلسة تقشير وتنظيف البشره أصبح وجهها رائعا ومشعا ولأن ياسمين أصرت ألا تقص شعرها متعللة بنصيحة أمها أن جمال المرأة في شعرها الطويل فطلبت سارة من أخصائية التجميل أن تساوي أطرافه وتجعد خصلاته في قصة بسيطة لتصبح ياسمين قطعة من القمر وقد أظهر المكياج جمال عيونها الزرقاء وشعرها الذهبي اللامع.
لكنها شعرت ببعض الغيره فعبد الله مجنون بياسمين بشدة وهي بملابس رثه ووجه مطفئ فماذا سيفعل عندما يراها وهي على هذا القدر من الجمال.لكن الغريب أنها إستمتعت جدا مع ياسمين وهي تختار لها ملابسها مكياچها كأخت كبيرة تختار لأختها الصغيرة وبعد هذه الجولة إصطحبت ياسمين لاحد المطاعم ليتناولا الطعام فقد إكتشفت أنها كياسمين تفتقد الصديقات وتفتقد الخروج مع صحباتها بدون زوجها وابنتها في يوم إجازة من مسؤولياتها كزوجة وام فقد شعرت بتجدد نشاطها وهدوء أعصابها وعادت إلى المنزل قد إشترت لها ملابس جديده.أيضا.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن