الجزء ٢٤

116 7 0
                                    

أما أحمد فأصر على إنهاء أعماله بسرعه وخرج مسرعا في موعد الغداء للحديقة العامة وهو سعيد للغاية يحمل معه صندوق به الهديه.الخاصه لياسمين يعلم جيداً أنها ستحبها وستفهم قيمتها سيخبرها بالحقيقة ويطلب منها آن تبقي معه لا يعلم
بأى صفة ولكنه يريدها معه ولو حتى ساعة الغذاء.
يكفي وجودها لمدة ساعه فقد شعر حقاً بإشتياق رهيب لها لكنه وجد مكانها خالى وشعر بضيق لكنه إتجة إلى محل الفول والفلافل ربما يجدها تشتري الطعام لكنه لم يجدها فشعر بالاحباط فعاد إلى الشركة ربما يجدها هناك أو يقابلها عند المصعد أو فى أحد الممرات لكن خاب أمله ومر اليوم كاملا دون أن يراها وانتظر خروج الموظفين ليسير في طريقها المعتاد حتى محطة المترو لكنه لم يراها فنظر إلى صندوق الهدية ويقول: مش مكتوب لك إن صاحبتك تسوفك النهاردة.
مر يومين وياسمين مختبئة في بيتها تفكر في حل لوضعها فالاختباء لايفيد لا بد من حل لذلك.قررت العوده الى العمل ولكنها ستختفي.نعم لقد عاشت حياتها كلها في الظل.ولن يصعب عليها الاختفاء حتى يعثر على لعبه جديده يتسلى بها تعلم أنه لن يقابلها إلى وهى وحيده لذلك لن تكون وحدها أبداً في وقت للراحة وأثناء العوده من العمل وبالتأكيد ستعود إلى صعود السلم مرة أخرى.
عادة ياسمين إلى العمل وقد طبقت حرفياً.كل قراراتها تحاول البقاء في مكتبها دائماً لم تركب المصعد ابداً تسير مثل اللصوص متلصِصَة حتى لا ترى أحمد أبداً في وقت الغداء تلتصق بسلمى ورفيقاتها وتجلس معهم في مطعم تستمع إلى حواراتهم السخيفة السادجة وكلها عن الموضة والجمال.والطبيخ ثم ينتقل الكلام إلى الثرثرة المُمِلة عن خطوبة فولانه وطلاق فولان أما العودة من العمل فتركب أول سيارة تقف أمامها بسرعه وتقف عند محطة المترو وبعد ركوبها القطار تتنفس الصعداء أن اليوم إنتهى فأخر علاقة أحمد بها محطة المترو
##########################٢####٢
أما أحمد فيشعر بالغيظ الشديد فقد مرت خمسة أيام كاملة لم يرى فيها ياسمين أبدا ثم بعدها ف لمحها تدخل الشركه مسرعة قبل أن يلحق بها فانتظر قليلا
ر

بما تخرج لأى مكتب لكنها لم تترك مكتبها حتى كاد أن يقتحم المكان إلا أنه رجع في تهوره لتمر أربعة أيام أخرى يلمحها مع زميلاتها وتختفي بسرعه مزهل لكنه لن يبقى على هذا الحال لابد من إنهاءه.
##############################
دخلت محطة المترو وهي تشعر بالراحة لانتهاء اليوم لتقطع التذكرة وتتجة للمترو لتجد يد قوية تسحبها من مكانها فتطلق صرخة صغيره من الخوف والمفاجأة لكنها عندما استدارت حتى رأت عيونه
غاضبة ليقول بغضب: بتهربى منى ليه يا ياسمين ؟
فتنظر لعينيه بحزن وتقول: أحمد بيه عايز مني ايه ؟ فنظر لها بزهول: بتقولي أحمد بيه انتى عرفتى.
لم تنطق لكن عيونها اجابت عليه.
ليسحبها من ذراعها بعيد عن الزحام ليجلسا على أحد المقاعد وينظر لعيونها الزرقاء ويقول: إمتى عرفت
فتجيب بهدوء: نفس اليوم إللي رجعت فيه من السفر
أحمد: ياسمين أنا ما حبتش إنك تعرفى بالطريقة دي لكن.....
فتقاطعه ببكاء: حرام عليك أنا عملت فيك إيه عشان تلعب بيا بالصورة دى.
فيقول بدهشة: ألعب بيكى أنآ عمري ما لعبت بيكى.
فتنفجر في وجهه وهي تبكي: كنت بتلعب بيا كل يوم تضحك على البنت الهبله إللي ما تعرفش صاحب الشركه صح كنت بتضحك أصحابك عليا وإنت بتحكي لهم عنى صح حرام عليك.
فيهزها من أكتافها بشدة وقد لفت صوتها ودموعها إنتباه الواقفين فقال بصوت منخفض: عمري ما ضحكت عليكي بالعكس كنت بضحك على حالى معاكي وعمرى ما سخرت منك ولا من حالك لأنى كنت بستعجب من كمية البراءة إللي عندك بس في الحقيقة حكيت عنك لصاحب واحد وهو صاحبى الوحيد كنت بحكى على مواقفى معاكى لدرجة إنه غار منك.
ياسمين يمكن كنت في البداية عايز أعرفك بالحقيقة لكن بعد فترة إتمنيت إنك ما تعرفيش الحقيقة أبدا عارفه ليه؟
فتهز رأسها بلا.
فيجيب: عشان نظرة الخوف دى إللي شايفها في عينيكي أكتر حاجه بكرهها إنك تخافي منى كنت سعيد إنك بتكلمينى ببساطة بدون نفاق بتضحكى على حكاياتى لأن أحمد إللي بيحكيها مش صاحب الشركه كنت بتزعلى منى من غير خوف لكن أنا حاسس إنك عايزه تقولي كلام كتير بس خايفه صح فتهز رأسها بالايجاب.
فيقول: إتكلمى يا ياسمين قولى كل إللي عاوزاه أنا سامعك.
فتصمت ياسمين وكل الكلام إللي عايزه تقوله إتبخر
فيتنهد بصوت عالي: عرفت ليه أنا خبيت عليكي حقيقتى.ياسمين الناس كلها بتضحك في وشى لكن عمرى ما حسيت بضحكة حقيقية إلا منك الناس كلها بتكلمنى كأحمد بيه ما حسيت إنى أحمد الإنسان إلا معاكى وناس كتيره بتدعيلى لكن عمرى ما حسيت بصدق الدعوة إلا منك حتى دفاعك عنى كان بيفرح قلبي أوى.فيبتسم ويقول: كنت بتعمد أغلط في نفسى عشان أسمعك وإنتى بتدافعى عنى وتختمى دفاعك بدعوة حلوة من القلب من غير أى هدف مش عايزه ترقية مش عايزه فلوس.مش عايزة منصب بتدعى من قلبك وبس ثم نظر لها وقال: هسيبك براحتك وهبعد ومش هحاول أقرب منك إلا لما تقتنعى بكلامى وتصدقينى وتوافقى نرجع أصحاب تانى بس ياريت يكون بسرعه لأن ياسمين إللي قضيت معاها شهرين نتغدا سوا ونتمشى سوا وحشتني اوي أما إللي قدامي واقفة بترتعش.
وقف لتقف هى الأخرى بصمت لتتجه إلى قطار المترو لتركبه ثم تستدير لتجده واقف يراقبها ولم يتحرك لينغلق الباب ويسير قطار المترو وعيونهم مازالت متعلقة ببعض.
تصدقه نعم تصدقه وتشتاق لوجوده بشدة تريد أن تقول أصدقائك وأتمنى أن ترجع صداقتنا لكن خجلها بمنعها لا تجد عندها القوة والشجاعة لتقف أمامه وتقول موافقة أن نرجع صديقين تجدها صعبة جداً لكنها توقفت تماما عن الهروب تسير في طرقات الشركه تتنقل بين المكاتب وطبعا عادت لركوب المصعد وبالتأكيد تركت شلة سلمى المجنونه وأحاديثهم الممله.
حتى أنها عادت لتجلس في مكانها المعتاد في الحديقه العامه تتناول الشطائر وتنظر للنيل فشعرت بمن يجلس بجوارها لم تنظر له لكنها عرفته وهو لم يتكلم إلا أنها مدت يديها إليه بلفافة بها بعض الشطائر الساخنه فأخذها وفتحها وبدأ يأكل في صمت وكل منهما لم يرى إبتسامة الأخر على وجهه.
عادت إلى البيت وهي تبتسم فاليوم من أجمل الأيام التي مرت عليها تحمل في يدها صندوق الهدية الغريب الذي احضره لها أحمد جلست على الطاولة وفتحه.يظن انها أحبته لا يعلم أنها عشقته كل قطعة في الصندوق.لانه ببساطة قدم لها باريس فى صندوق .كل مكان مر عليه إما التقت إليه صوره أو أخذ شئ منه كذكرى فهذه الزهرة قطفها من حديقة متحف اللوفر وهذه صورة قوس النصر وتلك تذكرة عرض شاهده في ( المولان روچ) وهذه المحرمه الصغيرة أخذها من فندق الفور سيزون بباريس وصورة رائعه له وهو فوق برج إيڤل وصورة أخرى للبرج نفسه وهذا القلم ما إستخدمه في توقيع الإتفاقيات والعقود واخر هدية كانت كرة زجاجية
بداخلها مجسم لباريس إذا هززتها تساقط بلورات الثلج داخل المجسم هدايا ربما لا قيمه لها من الناحية المادية لكنها لها قيمه كبيره جدا معنويا.إحساس جميل أن تجد من يهتم بك ويذكرك وكأن لك قيمه كبيره عنده.
ثم تختفي إبتسامتها وهى تنبيه نفسها إياك والجنون يا ياسمين حسن ما فكرش فيكي من الأساس وهو محاسب في بنك وأحمد كان من المستحيل يفكر فيكي وإنتى بتعتقدى إنه موظف في الشركة يبقى من رابع المستحيلات إنه يفكر فيكي وهو صاحب الشركه.إنتى مجرد حد بيرتاح له أوعى تتجننى ويسرح خيالك أكتر من كده

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن