الجزء ١٧

121 6 0
                                    

ماما يا ماما إستنى يا ماما.
مازالت ياسمين تجري بسرعه حتى وصلت إلى المرأة المرتدية عبائة سوداء وتحمل طفله صغيره ولكن حينما رأتها حتى إنهارت على الأرض تبكى بكاءا هستيريا دون توقف هذا هو حال ياسمين بعد خروجها من السجن تخرج يوميا تبحث عن أمها وإخوتها فى الحارات والشوارع المجاورة لحارتهم القديمة ولا تملك إلا الصورة القديمة لها ولأخوتها ولما فقدت الأمل فانتقلت بالبحث في الاماكن الأبعد وتسأل كل من يمر بجوارها ربما رأى أى أحد من أهلها ولكن ما أن ترى إمرأة تحمل طفلها حتى تتخيل أنها أمها فتجرى عليها بسعاده لتنكسر فرحتها بعد لحظات عندما ترى وجه هذه المرأة وتعلم أنها ليست أمها لتنهار في البكاء وتعود أخر اليوم إلى الشقة ضائعة حزينه مشتاقه قتلها الشوق لأهلها.زارها عبدالله مرتين.ودعاها لتناول الغداءمع زوجته مره.
################################
أشعر بسعادة غامرة فقد أخبرني الاستاذ عبدالله أنه وجد لى وظيفة جيدة وأننا سنذهب معا أول الاسبوع بدأت في تجهيز الأوراق المطلوبة وشهادة التخرج وشهادة الميلاد وصور شخصية لى وجلست أصلى وأدعو الله أن يوفقنى في هذا العمل وأن يساعدني في العثور على أمى وأخواتى ##########$####$$$#$############
أشعر بغضب شديد من سارة فبعد أن وجدت لياسمين عمل مناسب في مستوصف خاص لعمها وقبل ميعادنا بساعات يتصل بى عمها ليعتذر أعلم أنها  من طلبت منه ألا يوظفها عنده وللأسف تشاجرت معها شجار عنيف وكادت أن تترك البيت عندما علمت أنها ستعمل عندي في المكتب فأصبحت في مأزق كبير لا هى ستعمل عندي ولا عند قريبها في المستوصف .
جلست ياسمين إلى جانبى وهي متحمسه وكل دقيقه تسالني عن الأوراق إن كانت كافية أم تحتاج إلى شيء أخر لا أعلم كيف سأخبرها.أن صاحب العمل اعتذر فأصعب شيء في الدنيا أن تعطي أحد الأمل ثم تسحبه منه فعلا صعب وقاتل.
أسير في الشوارع بلا أى هدف عقلي متوقف عن التفكير حتى أننى مررت بنفس الشارع خمس مرات حتى إنتبهت ياسمين فاضطررت أن أغير إتجاهى
إلى أن ظهر أمامى هذا المبنى الضخم الأنيق وكأن الله ألهمنى فتوقفت أمامه فأخذت ياسمين وتوجهنا إلى الاستقبال أسأل عن صاحب الشركه
وأدعوا الله في نفسى ألا يكون موجود حتى أعتذر لها بسبب غيابه وأعدها ان نعود مره أخرى أو أبحث لها عن عمل غيره لكنه كان موجود بل ووافق على مقابلتى فاضطررت أن أصعد بها إلى الطابق السادس واستقبلتنى السكرتيرة أمام المصعد حتى أدخلتنى هذا المكتب الفخم الأنيق.وأجده واقف يستقبلنى بابتسامة
: أخيرا الاستاذ عبدالله المحامي المشهور إتعطف وزارنى في مكتبى اكيد النهار يوم تاريخي.
عبدالله:إزيك يا أحمد عامل إيه واحشني والله.
أحمد: يا بكاش واحشك إيه دى أخر مرة شفتك كان من أكتر من خمس شهور وعدتني إنك هتزورنى وما شفتش وشك من يومها.
عبدالله: مشاغل والله لكن إنت على بالي وكل أخبارك عندي وفرحت جدا لأخر مشروع لك كانت القرية السياحية تجنن.
أحمد: الحمد لله يا عبد الله ما فيش حاجه سهله كل شيء بيجي بتعب ومجهود.
عبدالله: كان الله في العون. بصراحه يا احمد انا كنت عايزك في طلب ارجو انك تنفذه لي.
أحمد: اطلب يا عبد الله انا تحت امرك.
يا يتنحنح. عبد الله بخجل ثم يقول بصراحه انا عندي واحده تعتبر حاله انسانيه ومحتاجه.
فيقاطعه احمد ويقول :محتاجه مساعده.
عبد الله :لا طبعا انا عايز اشغلها عندك حتى لو ادفع لك مرتبها من جيبي كل شهر بس المهم انها تشتغل احمد بابتسامه وغمزه من عينيه ثم قال: واضح انها مهمه قوي . طيب ايه مؤهلاتها .
عبد الله :معهد خدمه اجتماعيه.
احمد: طيب ودي اشغلها عندي ايه؟
عبد الله :اي حاجه اي شغل.
فيضحك احمد بصوت عالي ويقول تهمك قوي صح.
عبد الله:  ماتفهمنيش غلط يا احمد دي حاله انسانيه وبس .
فيصمت احمد قليلا ثم يقول :شوف يا عبد الله انا هشغلها عندي في الارشيف براتب 300 جنيه في الشهر.
فيقول عبد الله :بس ده راتب بسيط قوي.
فيقول احمد :شوف يا عبد الله انا اقدر اعين طالب حاصل على الدكتوراه في نفس الوظيفه ونفس الراتب وهيكون سعيد لأن  بمجهوده واجتهاده يقدر يثبت ذاته ويترقى ويتضاعف راتبه وانا اديتها فرصه مجانيه انها تثبت نفسها اما تكون قد المسؤوليه او انها تقعد في بيتها وتنتظر الاحسان منك كل شهر والاختيار لها.
عبد الله الاعجاب: مش مصدق ان احمد بتاع البنات والسهرات هو اللي بيتكلم قدامي.
احمد :ما فيش حاجه بتيجي الساهل وانا اتعلمت ودفعت التمن تعليمي غالي قوي.
المهم قول للحاله الانسانيه انها تجيب اوراقها بكره عشان تستلم الشغل .
فيقول عبد الله: هي موجوده في مكتب السكرتيرة فيضحك احمد ويقول: واضح انك مستعجل قوي  ثم يتحدث الى السكرتيره ويقول: خذي  الانسه اللي عندك لمكتب شؤون العاملين واطلبي منهم يعينوها في الشركه في الارشيف بطلب خاص مني.
فتقول له سكرتيره :حاضر يا فندم.
لتاخذ ياسمين الى مكتب شؤون العاملين .اما احمد فيقول لعبد الله: طيب انا عايز مقابل اني شغلتها عندي.
فيقول عبد الله عايز فلوس.
ويقول احمد فلوس ايه يا شحاتين. انا جعان والمقابل انك تعزمني على الغداء.
فيقول عبد الله وانا كنت بحسبك عقلت اتاريك لسه مجنون احمد هو احمد حتى لو اصبح صاحب شركه على العموم انا جعان ويلا نتغدة سوا فيضحك احمد وياخذ عبد الله احمد ويتجهوا الى احد المطاعم لتناول الغداء.
ملحوظه هامه ( عبدالله وأحمد كانوا أصحاب في الماضى بدأت الصداقه بمشاجرة وعراك بينهما ثم تطور الأمر بصورة غريبة مره فمره حتى تحول الشجار بالأيدي إلى مجرد تبادل الشتائم حال معظم الشباب وبعد ليله قضوها في الحجز تم الصلح بينها وبعد فترة أصبحوا أصحاب ليعرف عبدالله أحمد وقت طيشه وتهوره ويعرف أحمد عبد الله وقت وحدته وفقره.)
من يصدق ان هذا هو احمد نفس الشاب المستهتر الذي كاد ان يضيع اموال والده وثروته وورط نفسه في جريمه قتل هو نفس الشاب الذي يتحدث عن العمل بكل جديه واهتمام فبعد ان هرب الى امريكا تاركا وراءه شركه تكاد تفلس وبيت مهجور منتظر ان تتصل به السكرتيره تخبره باستدعاء نيابه له او اتهامه في جريمه قتل او اي شيء يتعلق بالجريمه لكن ما حدث ان مره شهر ولم يتم استدعائه وعندما سال عارفه ان القضيه انتهت .فعلم ان هذه علامه من الله ان يعطيه فرصة تانيه فاستغلها وعاد إلى مصر ليبدا حياه جديده ويغير نفسه فأول شيء قاطع شلتة الصايعة ودخل مصحة للعلاج من الإدمان وبعدها تولى الشركة وعين قائمة من المستشارين العباقرة والذي تعلم منهم كل ما يخص العمل وبدأ بصفقات صغيرة ومشروعات محدودة ثم تدرج بمساعدة أموال أمه المخبأة أن يكبر في عمله ويقوم بمشروعات كبيرة أما أمنية هانم فاصرت أن تأخذ مقابل المال نسبة من الأسهم فرفعت نسبتها من الثمن إلى حوالي ٤٩٪ وتركت لأحمد رأسة الاداره لكنها بسطت نفوذها حتى أصبحت تتحكم في أعضاء مجلس الإدارة كما أن جواسيسها في كل مكان وتحكماتها في كل شؤون العمل خانق وتحكماتها القاتلة في كل قرارات أحمد هذا باختصار حال أحمد في الست سنوات الماضية كانت ياسمين حبيسة السجن أما أحمد فقد كان حبيس الكوابيس والأحلام المزعجة ليلا وتحكمات أمه نهاراً.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن