الجزء ٢٣

114 4 0
                                    


عادت ياسمين إلى البيت وهي طايره من السعادة فتحت الاكياس الكثيرة وأخرجت الملابس الجديدة الرائعة تنظر لكل قطعه بشوق أن تجربها وترتديها نظرت إلى علبة المكياج واكسسوارات الشعر والفستان الاسود القصير والذي لن ترتديه أبداً خارج المنزل ولكن لا يهم يكفي أنها سترتديه ليقف عقلها فجاه وتختفي إبتسامتها وهي تتخيل أمها تتسول من الناس طعامها وإخوتها يعتصرون من شدة الجوع وهم نائمون على أحد الأرصفة.لتنظر لها أمها بلوم وتقول:( إحنا هنموت من الجوع والبرد وإنتى بتشتري هدوم ب٩٠٠ جنيه يا ياسمين) لترمى ياسمين الاكياس في الأرض وكأنها أفعى سامه وهى تصرخ: مش عايزاهم يا أمى مش عايزاهم بس تعالى يا ماما تعال لأختك يا محمد أنا بحبك أوي يا مها يا أيه تعالوا لأختكم أنا بموت من غيركم أما الصورة البائسة لعائلتها بدأت تصغر وتصغر حتى إختفت لترمى نفسها على الأرض وهي تبكي بشدة وتضرب الارض بيديها حتى إحمرة ثم بدأت في جذب شعرها حتى أفسده شعرها وتلطخ وجها باللون الاسود من عينيها.وهي تقول ببكاء:ليه إشتريت دا كله.علشان
أ

كون حلوه في عينيه ليه فكراه هيبصِلِك
فوقي يا ياسمين حسن وهو مش غنى كان بيعطف عليكي عايزه إلى أغنى بكثير من حسن يبُصلك فوقي يا ياسمين سوكة قالت زمان:ولو واحد بيمسح
جزم جالك وافقي عليه وبوسي إيده كل يوم إنه إتستر على واحدة زيك رد سجون
:ماقلتش واحد غنى بيشتغل في شركة كبيرة زى أحمد فوقي لنفسك عشان ماتضيعيش
وفي اليوم التالي عادت ياسمين إلى عملها بملابسها القديمة وشعرها المجموع كصفيرة وجهها الخالي من الزينة . ولكنها لم تقدر أن تمنع نفسها السؤال عن أحمد بيه هل عاد.فعودته تعني عودة أحمد لتكتشف أنها بالرغم من معرفتها بأحمد من مدة طويلة ومشاركته الغداء يومياً تقريبا لمدة شهرين إلا أنها لا تعرف إسمه بالكامل ولا وظيفته إلا أنه مستشار أحمد بيه صاحب الشركه لكنها لا تعرف في أي قسم ولا أين مكتبه ولم تسأله أبدا ليأتى وقت الغداء طويل وممل لنتأكد أنها تفتقد أحمد فعلاً وتشتاق إلى مشاركته وجبة الغداء.
بعد خمسة أيام طويله وممله كانت عائدة من مكتب التصوير ومعها بعض الأوراق لاحظت حركة سريعه من حولها وعمال النظافة يوزعون الزهور في كل ركن
ثم إنتبهت لخروج أحد المديرين وهو يعدل من ملابسه ويربط زر الجاكيت ثم يقف ويقول بترحاب شديد: حمد لله على السلامه نورت الشركه يا أحمد بيه نورتي الشركه يا هايدي هانم.
لتصتدم أذنيها بصوت مألوف يقول: شكرا يا أستاذ صلاح
ليمر جانبها حشد من خمسة رجال وامرأة لترفع عينيها بفضول وهي ترى صوره جانبيه للشخص المسمى بأحمد بيه يمر بسرعة يرتدى نظارة شمسية تخفى عينيه لكن الوجه تعرفه قضت شهرين متتابعين تأكل معه وتستمع له لا يمكن هذا جنون فتتبعتهم لعلها تكذب عينيها إلا أنها توقفت وهي ترى هذا الشخص يدخل المصعد وفتحت عينيها عن أخرها وهي تراه يلتفت بوجهه كاملا.هذا جنون أحمد بيه -_ أحمد .
عادت لمكتبها عقلها مشوش وفكرها ضايع حتى أنها نست أن تقدم الأوراق للحسابات جلست على كرسيها عقلها يدور والدنيا تدور من حولها لتلمح سلمى تعمل على الحاسوب فتسحب كرسيها وتجلس بجوارها فتقول سلمى وعينيها على الحاسوب: عايزه حاجه يا ياسمين.
فتفكر ياسمين قليلا ثم تقول: كنت عايزه اعرف حاجه بس مش عارفه تقدرى عليها إلا لأ.
فأجابت سلمى بتحدى: قولى وما تستهونيش بيا.
فتقول ياسمين: من ثلاث شهور قالوا تم تعيينى في الشركة بصفة دائمة لكن كنت عايزه اشوف الملف بتاعى وأتأكد.
فتقول سلمى: سهله جدا أنا بعون الله أقدر أفتح أي ملف لأى حد في الشركة من أحمد بيه لحد رمزى الفراش كانت تتحدث وأصابعها تلعب على الازرار بسرعه فائقه ثم أدارت الشاشة وتقول: شوفي ده ملفك يااااااه صورتك وحشه أوى إنتي أحلى على الطبيعة من الصورة.
فابتسمت ياسمين وهى تشاهد الملف لتقول بس مستحيل تفتحى أي ملف بالبساطة دى
قالت سلمى: مافيش مستحيل وأنا موجوده أتحداك تحبي أفتح ملف مين.
فقالت ياسمين: أحمد بيه صاحب الشركه.
بعد ثواني نظرت ياسمين إلى الملف وقد ضغطت سلمى على الصورة لتصبح أكبر وأوضح وهي تتغزل في وسامته وشياكته ورجولته الشديدة ثم في مدح سيارته الفارهة.
لتسألها ياسمين عن لونها فقالت سيارة فضية من ماركة ( .......)وبدأت في وصفها ووصف لون الكراسي والفخامة لتقول: العربية دى ركبت فيها أجمل جميلات البلد من ممثلات ومغنيات وسيدات المجتمع الراقي أما بالنسبة إللى زيي وزيك يا دوب يحلموا بس يتصوروا جنبها.
فتقول ياسمين في نفسها لو تعرفي إنى ركبت العربية دى أكتر من مرة.
لاحظ الاستاذ كامل شحوب وجه ياسمين فسألها: مالك يا ياسمين حاسه بحاجه ؟
فتزيد مدام سعاد: وشك أصفر زى الليمونه ولونك مخطوف إنت عيانه.
فتقول ياسمين: حاسه إنى تعبانه شويه.
فيقول الحاج كامل: لو تعبانه تقدرى تروحى.
وكأن ما قاله نجده من السماء فتقول: لو سمحت يا حاج ينفع أمشى لأنى حاسه إن التعب بيزيد.
فيأذن لها الحاج وما إن خرجت من الشركة حتى تنفست الصعداء فبدأت تسير بسرعة وكأنها لص يهرب من الشرطة إلى أن وصلت لمحطة المترو وركبت القطار وعقلها يرسم لها صور متسارعة.
أحمد هو نفسه أحمد بيه صاحب الشركه.طيب ليه ما قالش أكيد كان بيتسلى كل يوم يحكى لأصحابه عن الموظفة الهبله إللي ما تعرفش صاحب الشركه إللي بتشتغل فيها بيحكى عن مغامراته ويضحك ويضحكهم عليا كنت مجرد تسلية لعبه بيضحك ويضيع وقته معاها أعمل إيه يارب دخلت بيتها وهي لا تزال تهلوس بالكلام: أسيب الشغل ولو سبته أشتغل فين ومين هيرضى بيا ويشغلنى أعيش إزاي مش كفايه مساعدة الاستاذ عبدالله ليا كل شهر أشحت من الناس مصاريفى وإلا أطلب من الاستاذ عبدالله فلوس أصرف بيها على نفسى يارب تعبت أعمل إيه.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن