الجزء ٢٧

113 5 0
                                    

في إجتماع مجلس الإدارة اجتمع أحمد مع امه هايدي ليناقش أمام أعضاء مجلس الإدارة مشروعه ويناقش مزايا وعيوب المشروع والإقتراحات ومناقشة أى ملاحظات عليه.
جلس هو في صدر طاولة الاجتماعات وجلست أمه عن يمينه وجلست هايدي على يساره أما باقي الاعضاء على باقي الكراسي وأمام كل واحد منهم نسخه من المشروع ودراسة الجدوى والميزانية.
فقال أحد الأعضاء: المشروع عظيم ودراسة الجدوى هايله.
فنظرت له أمنية هانم نظرة غرور واضحة ولم تعلق.
فقال الأخر: لكن فيه مخاطرة كبيرة لأنه مشروع ضخم جدا وهيأثر على المشاريع التانيه وخاصة إننا عندنا ٣ مشاريع لسه ما خلصتش.
فنظرت له أمنية هانم نفس النظرة ولم تعلق.
هايدي: فعلا مشروع عظيم لكنه طموح أكتر من إمكانياتنا فاقترح دخول شريك أجنبي بالنصف ليجنبنا حدوث أزمه في السيولة.
فينتفض أحمد ؛: لا مستحيل شريك ياخد مشروعى بالبساطة دى ثم إن أكبر عقبة هى المكان وإحنا فعلا موفرينه ليه يدخل شريك يشاركنا مكسبنا بالبساطة دى.
فيقول أخر: نعمل دعايه كبيرة في التلفزيون ونفتح باب الحجز وده هيوفر سيوله كبيرة للمشروع زى كل المشروعات الجديدة.
أحمد: دا لو مجرد شاليهات أو ڤيلل لكن دى قصور خاصه للصفوه يعنى كل واحد هيدفع في حالة إكتمال القصور ويشاهد على الطبيعة وقد ألجأ للحل ده في مرحلة نهاية المبانى وبدء التشطيب لأن هيكون لصاحب القصر حرية إختيار الالوان والديكور الخاص به حتى الجنينة هيكون لكل واحد متطلب خاص به من نوع الزهور والأشجار حتى الطيور والحيوانات إللي هيطلبها في حديقته.
فنطقت أمنيه هانم أخيرا وقالت: هايل جدا أنا شخصيا عجبتني فكرة إنى أمتلك قصر بالمواصفات دى
فتهلل وجه أحمد بموافقة أمه المبدأيه.فأكثر في الشرح وخاصة المكاسب الخرافية التى ستحصل عليها الشركة وتجعلها في المكانه العالمية حيث ستنافس أكبر شركات العالم في المشاريع العملاقة وبعد ساعتين من النقاش وتبادل الآراء بدأت اللحظه الحاسمة وهى تصويت أعضاء مجلس الإدارة على المشروع.فقيلت العبارة الشهيرة: إللى موافق على المشروع يتفضل برفع يده فيرفع أحمد يده وينظر حوله ليجد أيدى الاعضاء المرفوعة تنخفض تدريجيا عندما رأوا يد أمنيه هانم منخفضة.حتى لم يبقى معه سوى ثلاثة أعضاء فقط أما باقي اللجنه المكونة من إثنا عشر عضوا فقد إنخفضت.أيديهم.
دارت الدنيا بأحمد وهو ينظر لأمه و لهايدى لعلهما ترفعان أيديهما فيقول بصوت فيه رجاء: ماما هايدي.
فتنظر له أمه بقوه وكأنها تقول له لا صريحة أما هايدي فتدير وجهها للناحية الأخرى..
فيقول بغضب: ليه ليه ؟.
فتقول أمه بصوت واضح ثابت: أنا مش مستعدة إني أجازف بكل فلوسى وفلوس شركتى في مشروعك ده لأنه أكبر من إمكانياتنا.إنت طموح ولكن أنا واقعية ومش هعرض الشركة الإفلاس لأن مشروعك هيستهلك كل مكاسبنا مدة سنتين قبل ما نبدأ نشعر بالأرباح وأنا رافضة المجازفة دى ثم نظرت للامام لتقول هايدي: أنا أسفة يا أحمد طنط عندها حق

ليسمع صوت يقول: تم رفض المشروع.
ليقوم أحمد من مكانه وهو في قمة الغضب ليخرج مسرعا من قاعة الاجتماعات وهايدى وراءه تحاول ان تهدئه وتبرر له أسباب الرفض إلا أنه تركها وخرج مسرعا .
أما أمنية هانم فتقول في نفسها: أسفه يا أحمد مش هسيبك تعمل مشروعك وأرباحه الكبيرة تديك الفرصة تنفصل عنى لازم أحجم طموحك عشان أضمن خضوعك ليا.
###############################
تخلص من الجاكيت ورماها على الأرض وفتح الكراڤت وجذبها بعنف لتلحق بالچاكيت ويمشي مسرعا يكاد يجري من شدة سرعته وهايدى وراءه بمسافة تنادى عليه وتطلب منه أن يسمعها وترجوه لكى يقف لكنه كان لا يرى ولا يسمع كان غاضب بشدة حلمه من سنوات طويلة وتعب سنه كامله في الدراسة والتخطيط راح بإشارة من يد أمه.ركب السياره بسرعه لتقف هايدى وهى تحمل الجاكيت والكرافت وتشعر أنها أنهت أي فرصة لها لعودة حب أحمد لها ببشاعة.
##############################
أما أحمد فدار بسيارته في الشوارع حتى كاد أن يصتدم بسيارة أخرى ثم عاد إلى الشركة ووقف امامها وأخرج هاتفه وأقام بإتصال واحد بالشركة حيث إتصل برقم الارشيف ليرد عليه الحاج كامل.
أحمد: عايز أكلم ياسمين. فيسأله الحاج كامل: أقول لها مين بالضبط.فيتأفف أحمد بغضب ويقول بصوت واضح فيه الضيق الشديد: لو سمحت وصل التليفون لياسمين الأمر مهم ومش فاضى لأسئلتك دى
فينظر كامل للتليفون بغضب ثم يقول بصوت عالي: يا ياسمين فيه حد عايزك على التليفون ويرمى السماعة على المكتب.
فتقوم ياسمين في دهشة فهذه أول مرة يتصل بها أحد فاحمد يكاد يقتلها لأنها رافضة الجهاز الكافر المسمى بالمحمول كما يقول ويسخر منها دائما وعبد الله يتصل بها في المنزل.
لتقوم وترفع السماعة وتقول: ألو مين.
فيصلها صوته الغاضب: ساعة عشان تردى عليا.
فتعرف أنه أحمد فشعرت بتوتر شديد.فقالت بارتباك واضح ذ: أهلا يا.........
فيقاطعها أحمد بصرخه: أنا عند بوابة الشركة خمس دقايق لو ما خرجتيش ليا في الدقيقة السادسه هاجى وأخدك من المكتب ثم يغلق الخط.
فتنظر للهاتف بعينين متسعتين فأحسن ما في صداقتها بأحمد أنها خارج الشركة لا تتحدث معه أمام زملائها حتى أنها لا تركب سيارته الفخمة لأنه خصص سيارة بيضاء صغيرة لخروجهم معا حتى تشعر بالراحة لكنه يقف الأن أمام الشركة فهذا أمر صعب والأصعب صورتها التى ستتناقلها الموظفات عنها.لتنتبه أن مر عليها دقيقتين من الخمس دقائق فإستأذنت بسرعه أن قريب لها ينتظرها بالخارج لأمر طارئ وأنها ستعود بعد عشر دقائق لا أكثر ثم خرجت مسرعة لترى ما يريده أحمد ثم تعود بسرعه وربما ستوبخه على تهوره معها فاقتربت من النافذة لترى أحمد جالس في ضيق ويحرك يديه بصورة عصبية.فقالت: خير يا أحمد عايز إيه.
فيقول دون النظر لها: إركبى
فتنظر له وتقول: أركب فين أحمد أنا عندى شغل ووقوفى هنا غلط ولافت لنظر للموظفين فلو....
فيصرخ أحمد: إركبى العربية يا ياسمين ورافق صراخه ضربه قويه لعجلة القيادة فترتعب ياسمين بشدة لكنها تدور وتركب السياره وقبل أن تتكلم كانت السيارة طايرة على الطريق.مما زاد رعبها وتمسكها بالكرسي .
أما أحمد فقد كان يقود السيارة وكل فتره يضرب بيده على عجلة القيادة حتى صرخت ياسمين من الرعب فنظر لها وكأنه إنتبه فخفض السرعة قليلا وبعد أن هدأت ياسمين للحظه حتى قالت: مالك يا أحمد..........فلم يجيبها
فقالت: يا أحمد مايصحش كدا أنا بعدت كتير عن الشغل......فلم يجيبها.
ياسمين: إحنا رايحين فين ؟ ...... يا أحمد رد عليا.......طب نزلنى هنا وأنا هركب أى حاجة لحد الشركة واعتذر للحاج كامل.
فيقول أحمد: اخرسى يا ياسمين
لتنظر للافتة المعلقة لتجد مكتوب طريق القاهرة الفيوم الزراعى.
فتصرخ وتقول: احنا رايحين فين يا أحمد يا أحمد...دا طريق الفيوم..... هنعمل ايه هناك.....إنت ليه بتحرجنى.....هيقول عنى للموظفين إيه...يا أحمد الاستاذ كامل هيبهدلنى فيصرخ فيها: كامل بتاعك ده موظف عندى وكل إللي خايفه منهم أنا بديهم مرتبهم كل شهر يعنى أقدر أرفدهم كلهم إخرسى واسكتى.
فتمر نصف ساعة وياسمين صامته واعصاب أحمد كلما بعد عن القاهرة كلما هدأت وبدأ يستعيد تركيزه وهدوءه حتى إنتبه أن ياسمين هادئة فإلتفت إليها وقال: غريبه إنك أخيرا سكتى فلم ترد عليه.فنادى عليها فلم ترد عليه فأوقف السيارة وأدار وجهها إليه ليجده غارق في دموعها.
لطالما أراد أن يعرف سر دموعها.لكنه أن يكون سبب هذه الدموع فهذا أمر قاتل فقد شعر بألم شديد
فقال بهدوء: بتبكى ليه يا ياسمين ؟
فقالت بدموع: مش عارف ليه أخذتنى من الشغل بصورة غريبة وعصبى جدا مش عايز ترد عليا المفروض أخرج عشر دقائق وأرجع وحاليا أنآ برة الشغل من ساعة هيقولوا عنى إيه وهم عارفين إنى هاقابل قريب ليا,،هيقولو بهرب من الشغل مع راجل غريب حتى لو مش بيهمك الشغل عندك بس أنا يهمنى صورتى عند زمايلى كنت أقدر أرجع وأستأذن وأخرج بصورة كويسه.وكل ما أسألك تصرخ في وشى وواخدنى خارج القاهرة ومن غير ما تجاوب على أى سؤال ليه ده كله وعصبى أوى كدا ليه أنا عمري ما شفتك كده....
أحمد: أنا أسف.....أنا أسف يا ياسمين لكن أرجوكى وعشان خاطرى إستحملينى.
قالت بهدوء: بس أفهم.
أحمد: إنتى بتثقى فيا.
ياسمين: أكيد بثق فيك
أحمد: وأنا عمرى ما هأذيكى بس أنا النهارده مخنوق وحزين وتعبان أوى والمكان إللي هنروح فيه أكتر مكان بحس فيه بالراحة وإنتى أكثر شخص برتاح معاه عشان كدا محتاجك معايا فلو سمحتى إستحملينى لو عايزه ترحعى الشركة أرجعك حالا وبالنسبة للموظفين هقول إننى احتاجتك في ورق مهم ودي مهمه رسميه إختارى وأنا مش هعترض.
فكرت لحظة وقالت: كمل طريقك يا أحمد أنا معاك..


دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن