الجزء ٢٨

112 5 0
                                    

كمل يا أحمد طريقك أنا معاك.
نظر لها بإمتنان وقد إتسعت إبتسامته ليعود لتشغيل سيارته.حتى ياسمين تغير حالها لتبتسم في سعادة فقد إنتبهت لجمال الطريق وخاصة المساحات الخضراء الواسعة ليصلا بعد مدة إلى الفيوم وإتجه بها لمزرعته الخاصة.قبل أن تصل السيارة المزرعه إستقبلتهم رائحة زهر البرتقال المنتشر في الجو.
ياسمين: الله إيه الريحة الحلوه دى.
أحمد: دى أحلى أيام السنه نهاية الشتا وبداية الربيع بيزهر شجر البرتقال وأشار بيده شوفي كل الأشجار دى دى أشجار برتقال والزهر الأبيض ده إللي بيخرج الريحة الحلوه دى وبنشمها على بعد مسافات بعيدة.
لتدخل السيارة في طريق ترابي جانبى مزروع على الجانبين أشجار النخيل والمانجو ليصل إلى بوابة كبيرة فتحها الحارس مرحبا: أهلا أهلا يا أحمد بيه حمد لله على السلامه نورت وشرفت.
لينزلا من السيارة وقال أحمد: المزرعه دى أكتر مكان بحبه وبرتاح فيه.إشتريتهاعلى اقساط ودفعت مقدمتها من أول مكسب حقيقى ليا في الشغل بعد ما........ أقصد من ست سنين.فدارت بعينيها في المكان وقالت: جميله أوى وهواها منعش.
فيضحك ويقول: إنتى أول واحدة تدخل المزرعه دى.فتظرت له بعدم تصديق فأكمل: ولا حتى ماما
مش تستغربى المزرعه دي أجمل ةأنقى شيء في حياتي فأقسمت إن عمرى ما أدخل فيها إلا إللي زيها أما أمى لو عرفت بها كانت عملت فيها حفلات وسهرات ويمكن كانت عملت مسابقات لصيد البط وفي النهاية هتبقى مجرد إستراحة لها ولصحباتها.
المهم هفرجك عليها كلها بعد ما ترتاحى شويه تعالى وسارا معا حتى وصلوا لحديقة كبيرة تتوسطها ڤيلا صغيرة الحديقة مقسمة لأحواض كل حوض به نوع معين من الزهور فالزهور الحمراء في حوض تليها البرتقالية والورد البلدى الأبيض وزهور البنفسج أما النعناع الأخضر والريحان فهما منتشرين في كل مكان مما جعل رائحة الحديقة عبارة عن مزيج من الروائح العطرة وفي الجانب هناك تانده خشبيه كبيرة وضع داخلها طاولة وأربع كراسى.كانت ياسمين تشاهد المكان بإنبهار فالحديقة أجمل من الخيال وخاصة أن سور الحديقة كان من أشجار الزينه المتساوية في الطول حتى الزهور متساوية
كل شيء منظم بدقة متناهية سحبها أحمد من يدها وهو يقول بسعادة: كل شبر في الجنينه أنا زرعته بإيدى حتى التاندة أنا كنت بشتغل مع العمال فيها شوفي هناك وأشار بيده لممشى جانبى أنا صنعت هناك ( تكعيبة عنب)وزرعت عشر شجرات عنب في الصيف برتاح تحتها أما الڤيلا فهى صغيره جدا ممكن تعتبريها شاليه من دورين أنا إللي مختار كل حاجه فيها تعالى هفرجك على كل حته فيها .
في هذه اللحظة خرجت صباح زوجة حارس المزرعه ترحب وتهلل بأحمد بيه: يادى النور يادى الهنا منور يا أحمد بيه.
أحمد بابتسامة: شكرا يا صباح
تنتبه صباح لوجود إمرأة مع أحمد فتهلل بدهشة فأول مرة تري إمرأة تدخل المزرعه: أهلا يا هانم منوره.
إلتفتت لها ياسمين بدهشة من كلمة هانم فلكزها أحمد لتقول بخجل: منوره بيكى الله يحفظك.
فقالت صباح بصوتها العالى: على ما ترتاحوا أكون حطيت الأكل أنا مستنياكوا من بدرى.
فأشار لها أحمد هناكل هنا في التاندة يا صباح
قالت: حاضر يا بيه اتفضل حضرتك وخمس دقائق وتلاقي الأكل على السفرة.
فسحب من أحمد ياسمين التى خجلت أن تدخل معه الڤيلا.
الڤيلا من الداخل رائعه جدا مطليه باللون الابيض من دورين أما من الداخل فقد كانت أكثر روعه الدور الأول عبارة عن صالة كبيرة يتدلى من السقف ثريا ( نجفة)كبيرة أما الكراسي والكنبات فكانت باللون البني الداكن والبيج في فخامة ورقى حتى الستائر كانت مزيج بين اللونين أما التحف والأيقونات فكانت فى كل مكان كل ركن عبارة عن تحفه فنيه واللوحات كانت فخمة بإيطار ذهبى والسجاد يدوى الصنع صنع بمواصفات خاصة أحضرها من واحة سيوه..وهناك سلم( درج) داخلي للطابق العلوى حيث غرف النوم.
فسألها: عجبتك الڤيلا.
ياسمين: هو ده حقيقي ولا أنا فى حكايه من حكايات ألف ليلة وليلة.
فيضحك أحمد بشدة: إنتى مش طبيعيه أبدا.أنا هطلع أغير هدومى وإنتى خدى راحتك وأشار إلى منطقة جانبيه: فيه هناك حمام أغسلى وشك وفوقى شويه.
دخلت ياسمين حمام واسع أنيق جدا بالوان تتدرج بين الازرق ةاللبنى دافئ جدا وقفت تتأمل كل شبر فيه حمام رجالي بحت لا توجد أى لمسه أنثوية توجد أدوات حلاقه وشامبوهات رجاليه شئ رائع أن تكون لك مكانه خاصه وأن تكون الأول فأنا أول امرأة تدخل هذا المكان إذا ٱستثنينا صباح زوجة الحارس والتى تنظفه.
نظرت إلى المغطس ( البانيو) كم إتمنت لو استحمت فيه ولو مرة واحدة.
خرجت من الحمام بعد أن غسلت وجهها ومشطت شعرها وإعادة تضفيره كالعادة لتجده ينزل من على السلم يرتدي ملابس بيتية مريحه عبارة عن تيشيرت أبيض تظهر منه عضلات صدره القوى وذراعيه وبنطلون اسود رياضي أما شعره المبلل فمصفف للحلف.
فإبتسم: تعالى ناكل أصلى هموت من الجوع.
فإبتسمت وقالت: وأنا كمان.
أرز وملوخية خضراء (وويكا)( باميه) على طاولة الطعام ويتوسطها طبق به بطتان من البط الفيومى الشهير وعلى الجانب طبق به أربعة أفراد من الحمام المحشو وطبق من السلطة الخضراء بعض المخلل البلدى بيتى الصنع.
نظرت ياسمين إلى الطاولة بعيون مفتوحة ولعابها يسيل وقالت: كل ده لإتنين ده يكفي عائلة من عشرة أفراد

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن